مشاهدة النسخة كاملة : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم


الجشعمي
20-12-2009, 11:27 AM
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم


سيدة نساء العالمين فى زمانها البضعة النبوية و الجهة المصطفوية أم أبيها ، بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية و أم الحسنين .



فى الإصابة [ 53/8] و أسد الغابة [ 25/7] و كانت تكنى أم أبيها و روى مرفوعا إنما سميت فاطمة لأن الله تعالى قد فطمها و ذريتها من النار . أخرجه الحافظ الدمشقى .

و روى النسائي : لأن الله فطمها و محبيها من النار .

و سميت بتولا و البتل : القطع لا نقطاعها عن نساء زمانها فضلا و دينا و حسنا و قيل لانقطاعها عن الدنيا إلى الله سبحانه و تعالى و كذا قاله ابن الأثير .

مولدها : قبل المبعث بقليل . و تزوجها الإمام علي بن أبي طالب فى ذى القعدة أو قبيله من سنة اثنتين بعد وقعة بدر .
عن أبي جعفر قال : دخل العباس على علي و فاطمة رضى الله تعالى عنهما و أحدهما يقول للآخر أينا أكبر ؟؟
فقال العباس : ولدت أنت يا علي قبل بناء قريش البيت بسنوات و ولدت أنت يا فاطمة و قريش تبنى البيت و رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس و ثلاثين سنة قبل النبوة بخمس سنين . أخرجه الدولابى .

و قال العلامة ابن الجوزى فى تلقيحه : قال أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعانى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لى : ” يا أنس اخرج فادع لى أبا بكر و عمر و عثمان و عبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص و طلحة و الزبير و عدة من الأنصار .
قال أنس : فدعوتهم فلما اجتمعوا عنده و أخذوا مجالسهم - كان علي غائبا فى حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم - فقال النبي صلى الله عليه وسلم خاطبا خطبة العقد : ” الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع سلطانه المرهوب من عذابه و سطوته النافذ أمره فى سمائه و أرضه الذى خلق الخلق بقدرته و ميزهم بأحكامه و أعزهم بدينه و أكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه و تبارك اسمه و تعالت عظمته جعل المصاهرة نسبا = لاحقا و أمدا مفترضا أوشج به الأرحام و ألزم الأنام فقال عز من قائل بسورة الفرقان :” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) “
فأمر الله تعالى يجرى إلى قضائه و قضاؤه إلى قدره و لكل قضاء قدر و لكل قدر أجل و لكل أجل كتاب قال تعالى بسورة الرعد : ” يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) “ . إن الله تعالى أمرنى أن أزوج فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب فاشهدوا أنى قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضى علي بذلك ” .ثم دعا عليه الصلاة و السلام بطبق من بسر فوضع بين أيدينا ثم قال : انتبهوا فانتبهنا .
فبينا نحن ننتهب إذ دخل علي رضى الله تعالى عنه فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وجهه ثم قال : إن الله أمرنى أن أزوجك فاطمة بنت محمد على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت .
فقال علي : قد رضيت بذلك يا رسول الله . قال فى المواهب : و العقد لعلي و هو غائب محمول على انه كان له وكيل حاضر أو على أنه لم يرد به العقد بل إظهار ذلك ثم عقد معه لما حضر أو على تخصيصه بذلك جمعا بينه و بين ما ورد مما يدل على اشتراط القبول على الفور .
قلت : لا حاجة إلى هذا الحمل إذ قد صرح فى الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم أعاد الإيجاب عند حضور علي رضى الله تعالى عنه بقوله : إن الله زوجك فاطمة بنت محمد إلى آخره ووقع القبول من علي على الفور و هو ما ذكره صاحب المواهب فى الحمل الثاني . و الله أعلم .

ثم أمرهم أن يجهزوها فجعل لها شريط مشرط ووسادة من أدم حشوها ليف .

وروى الإمام أحمد فى المناقب عن علي رضى الله تعالى عنه قال : جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فى خميلة و قربة ووسادة من أدم حشوها ليف . رواه أحمد في مسنده [ 104/1] .

و روى أبو بكر بن فارس عن جابر بن عبد الله النصاري قال : و كان فراش علي و فاطمة ليلة عرسهما إهاب كبش .

و روى الطبرانى من طريق مسلم بن خالد الزنجى عن جابر رضى الله عنه قال : حضرنا عرس علي بن أبي طالب على فاطنة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأينا عرسا أحسن منه هيأ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زبيبا و تمرا فأكلنا .

و روى عن أسماء بنت عميس - بسند ضعيف - قالت : دخلت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على درع ممشق بمغرة و نصف قطيفة بيضاء و قدح و إن كانت تستر بكم درعها و ما لها خمار رضى الله تعالى عنها .
و قالت - يعنى أسماء - أعطانى رسول الله صلى الله عليه وسلم آصعا من تمر و من شعير فقال : ” إذا دخلن عليك نساء الأنصار فأطعميهن منه “ .

و روى الطبرانى من طريق عون بن محمد بن الحنيفة عن أسماء بنت عميس أيضا قالت : أهديت جدتك فاطمة ( فاطمة لم تكن جدة عون بن محمد بن الحنفية ) . إلى جدك علي رضى الله تعالى عنه فما كان حشو فراشهما ووسادتهما إلا ليف . و لقد أولم عليها فما كانت وليمة فى ذلك الزمان أفضل من وليمته و هن درعه عند اليهودى بشطر من شعير .

و رواه الدولابى عن أسماء بنت عميس : كان وليمتها آصعا من شعير و تمر و حيس .

و فى حديث ابن عباس فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فقال : يا بلال إنى قد زوجت ابنتى ابن عمى و أنا أحب أن يكون من سنة أمتى إطعام الطعام عند النكاح فخذ شاه و أربعة أمداد أو خمسة فاجعل لى قصعة لعلى أدعو عليها المهاجرين و الأنصار فإذا فرغت منها فآذنى بها . فانطلق ففعل ما أمره به ثم أتاه بالقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رأسها ثم قال : أدخل على الناس دفعة دفعة فجعل الناس يردون كلما فرغت دفعة وردت أخرى حتى فرغ الناس ثم مد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى ما فضل منها فتفل فيه و برك و قال : يا بلال احملها إلى أمهاتك و قل لهن يأكلن منها و يطعمن من يعتريهن .

و عند الطبرانى برجال الصحيح فى حديث أسماء بنت عميس قالت : لما أهديت فاطمة إلى علي رضى الله تعالى عنهما لم تجد فى بيته إلا رملا مبسوطا أى سعفا مرمولا منسوجا ووسادة حشوها ليف و جرة و كوزا فجاءت السيدة فاطمة مع أم أيمن و قعدت فى جانب البيت و أم أيمن فى جانب و أرسل عليه الصلاة و السلام لعلي : لا تقرب أهلك حتى آتيك فجاء عليه الصلاة و السلام فقال : ههنا أخى ؟
فقالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك .
قال : إنه أخى . فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فقال لفطاطمة ائتنى بماء فقامت إلى قعب فى البيت فأتت فيه بماء فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم و مج فيه ثم قال لها : تقدمى فتقدمت فنضح بين ثدييها ورأسها و قال : اللهم إنى أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتونى بماء فعلمت الذى يريد فملأت القعب ماء فأخذه و مج فيه و صنع بعلى مثل ما صنع بفاطمة .
ثم قال : اللهم بارك فيهما و بارك لهما فى أبنائهما و فى لفظ : بارك لهما فى نسلهما .
ثم قال : ادخل بأهلك فبسم الله و البركة .
و فى رواية : فدعا بإناء فسمى ثم قال فيه ما شاء الله أن يقول ثم مسح صدر على ووجهه به ثم دعا فاطمة فقامت إليه تعثر فى مرطها من الحياء فنضح عليها من ذلك الماء ثم قال لها : أما إنى لم آل أن أنكحتك أحب أهلى ألى . ثم قال اللهم بارك .. إلى آخر ما تقدم .

و أورد الضياء المقدسى فى صحيحه قال : قالت أسماء بنت عميس : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوادا من وراء الستر و من وراء الباب فقال : من هذا ؟ قلت أسماء . قال : أسماء بنت عميس ؟ قلت : نعم فإن الفتاة يبنى بها الليلة ولابد لها من امرأة تكون قريبا منها إن عرضت لها حاجة أفضت بها إليها . قالت أسماء : فدعا لها بدعاء إنه لأوثق عملى عندى ثم قال لعلى : دونك أهلك . ثم خرج فما زال يدعو لهما حتى توارى فى حجره .

و قال ابن عبد البر : دخل بها بعد وقعة أحد فولدت له الحسن و الحسين و محسنا و أم كلثوم و زينب .
وردت عن أبيها و روى عنها ابنها الحسين و عائشة و أم سلمة و أنس ابن مالك و غيرهم و روايتها فى الكتب الستة .
و قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها و يكرمها و يسر إليها و مناقبها غزيرة و كانت صابرة ، دينة ، حيرة ، صينة ، قانعة ، شاكرة لله .
و قد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبى جهل فقال صلى الله عليه وسلم : ” و الله لا تجتمع بنت نبي الله و بنت عدو الله و إنما فاطمة بضعة منى يريبنى ما رابها و يؤذينى ما آذاها “
فترك علي الخطبة رعاية لها فما تزوج عليها ولا تسرى فلما توفيت تزوج و تسرى رضى الله تعالى عنهما .

و لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم حزنت عليه و بكته و قالت : يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ! يا أبتاه ! أجاب ربا دعاه ! يا أبتاه ! جنة الفردوس مأواه !
و قالت بعد دفنه : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و قد قال لها فى مرضه : إنى مقبوض فى مرضى هذا ، فبكت ، و أخبرها أنها أول أهله لحوقا به ، و أنها سيدة نساء هذه الأمة فضحكت و كتمت ذلك فلما توفى صلى الله عليه وسلم سألتها عائشة . فحدثتها بما أسر إليها .
و قالت عائشة رضى الله تعالى عنها : جاءت فاطمة تمشى ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقام إليها و قال ” مرحبا بابنتهى “ و قيل قال : ” مرحبا بابنتى و أجلسها عن يمينه ” .

و لما توفى أبوها تعلقت آمالها بميراثه و جاءت تطلب ذلك من أبى بكر الصديق فحدثها أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” لا نورث ما تركنا صدقة “ فوجدت عليه ثم تعللت .

روى إسماعيل بن أبى خالد عن الشعبى ، قال : لما مرضت فاطمة ، أتى أبو بكر فاستأذن .
فقال علي : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك .
فقالت : أتحب أن آذن له ؟
قال : نعم .
قلت : عملت السنة رضى الله تعالى عنها فلم تأذن فى بيت زوجها إلا بأمره .
قال : فأذنت له . فدخل عليها يترضاها .
و قال : و الله ما تركت الدار و المال و الأهل و العشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله و رسوله و مرضاتكم أهل البيت .
قال : ثم ترضاها حتى رضيت .
و بهذا الحديث يزول الإشكال فى جواز تمادى فاطمة عليها السلام على هجر أبى بكر و قد قال بعض الأئمة : إنما كانت هجرتها انقباضا عن لقائه و الاجتماع به و ليس ذلك من الهجران المحرم ، لأن شرطه أن يلتقيا فيعرض هذا و هذا ، و كأن فاطمة عليها السلام لما خرجت غضبى من عند أبى بكر تمادت فى اشتغالها بحزنها ثم بمرضها . أما سبب غضبها مع احتجاج أبى بكر بالحديث المذكور فلاعتقادها تأويل الحديث على خلاف ما تمسك به أبو بكر ، و كأنها اعتقدت تخصيص العموم فى قوله : ” لا نورث ” و رأت أن منافع ما خلفه من أرض و عقار لا يمتنع أن تورث عنه و تمسك أبو بكر بالعموم ، و اختلفا فى أمر محتمل للتأويل ، فلما صمم على ذلك انقطعت عن الاجتماع به لذلك فإن ثبت حديث الشعبى أزال الإشكال و أخلق بالأمر أن يكون كذلك لما علم من وفور عقلها و دينها عليها السلام .

توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو نحوها و عاشت أربعا أو خمسا و عشرين سنة و أكثر ما قيل : إنها عاشت تسعا و عشرين سنة و الأول أصح .

و تقدم فى حديث عائشة رضى الله تعالى عنها أنها توفيت بعده صلى الله عليه وسلم بستة أشهر .

و كانت أصغر من زينب زوجة أبي العاص بن الربيع ، و من رقية زوجة عثمان ابن عفان . و قد انقطع نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من قبل فاطمة لأن أمامة بنت زينب التى كان النبى صلى الله عليه وسلم يحملها فى صلاته ( حيث كان يصلى صلى الله عليه وسلم و هو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى العاص بن الربيع بن عبد شمس فإذا سجد وضعها )
تزوجت بعلي بن أبي طالب ثم من بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي و له رؤية فجاءها منه أولاد .
قال الزبير بن بكار : انقرض عقب زينب .
و صح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل فاطمة و زوجها و ابنيهما بكساء و قال : ” اللهم هؤلاء أهل بيتى اللهم فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا “عن أم المؤمنين عائشة رضى الله تعالى عنها أنا قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة و عليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخل . ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلا . ثم جاء علي فأدخله ثم قال بسورة الأحزاب : ” إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) “ .

أحمد بن حنبل : حدثنا تليد بن سليمان : حدثنا أبو الجحاف ، عن أبى حازم عن أبى هريرة : نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال : ” أنا حرب لمن حاربكم ، سلم لمن سالمكم ” رواه الحاكم فى المستدرك .

و فيه من طريق أبان بن تغلب عن ابي بشر عن ابي نضرة عن أبي سعيد الخدرى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار “

إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر عن حذيفة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” نزل ملك فبشرنى أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة “ و روى من وجه آخر عن المنهال رواهما الحاكم .
و تقدم حديث عائشة فى الصحيحين و فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : ” أما ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة ” .داود بن أبي الفرات عن علباء عن كرمة عن ابن عباس مرفوعا : ” أفضل نساء أهل الجنة خديجة و فاطمة “

أحمد بن حنبل : حدثنا يحيى بن أبي زائدة ، أخبرنى أبى عن الشعبى عن سويد بن غلفة ، قال : خطب علي بنت أبى جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم .
فقال : ” أعن حسبها تسسألنى ” ؟
قال علي : ” قد أعلم ما حسبها و لكن أتأمرنى بها ؟ ”
فقال : ” لا فاطمة مضغة منى و لا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع ”
قال : ” لا آتى شيئا تكرهه “

و قد روى الترمزى فى ” جامعه ” من حديث عائشة أنها قيل لها : أى الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قالت : فاطمة من قبل النساء و من الرجال زوجها و إن كان ما علمت صواما قواما .
قلت : ليس إسناده بذاك .

و فى ” الجامع ” لزيد بن أرقم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما ولابنيهما : ” أنا سلم لمن سالمتم و حرب لمن حاربتم “

و كان لها من البنات : أم كلثوم ، زوجة عمر بن الخطاب و زينب ، زوجة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابي البخترى قال : قال علي لأمه : اكفى فاطمة الخدمة خارجا و تكفيك عى العمل فى البيت و العجن و الخبز و الطحن .
و عاشت فاطمة على قدرها و شرف نسبها عيشة ضنك . فقد جرت بالرحى حتى أثر فى يدها و استقت بالقربة حتى أثر فى نحره و كنست البيت حتى أغبرت ثيابها . هذا و قد كفاها علي الخدمة خارجا ، فقال لأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم : اكفى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخدمة خارجا و سقاية الماء و الحاج و تكفيك العمل فى البيت العجن و الخبز و الطحن .
و لما علم زوجها علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءه خدم قال لفاطمة : لو أتيت أباك فسألتيه خادما . فأتته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما جاء بك يا بنية ؟ قالت : جئت لأسلم عليك و استحيت أن تسأله ورجعت فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد فقال : ما كانت حاجتك ؟ فسكتت . فقال علي : أنا أحدثك يا رسول الله ، جرت الرحى حتى أثرت فى يدها و حملت القربة حتى أثرت فى نحرها فلما أن جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمها خادما تقيها حر ما هى فيه .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” والله لا أعطيكما وادع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم و لكنى أبيعهم و أنفق عليهم أثمانهم ” .
فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم و قد دخلا فى قطيفتهما إذا غطيا رؤوسهما تكشفت أقدامهما و إذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما فثارا .
فقال : مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتمانى ؟
فقالا : بلى .
فقال : كلمات علمنيهن جبريل تسبحان فى دبر كل صلاة عشرا و تحمدان عشرا و تكبران عشرا و إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا و ثلاثين و أحمدا ثلاثا و ثلاثين و كبرا أربعا و ثلاثين . عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران “
على بن هاشم بن البريد عن كثير النواء عن عمران بن حصين : أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد فاطمة و هى مريضة
فقال لها : ” كيف تجدينك ” ؟
قالت : إنى وجعة و إنه ليزيدنى مالى طعام آكله .
قال : ” يا بنية أما ترضين أن تكونى سيدة نساء العالمين ” ؟
قالت : ” فأين مريم ” ؟
قال : ” تلك سيدة نساء عالمها و أنت سيدة نساء عالمك أما والله لقد زوجتك سيدا فى الدنيا و الآخرة ” .
رواه ابو العباس السراج ، عن محمد بن الصباح عن على و كثير رواه و سقط من بينه و بين عمران .


علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و مريم و آسية “

و روى ابو جعفر الرازى عن ثابت عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه و لفظه : ” خير نساء العالمين أربع ” .

معمر عن قتادة عن أنس مرفوعا : ” حسبك من نساء العالمين أربع ….” الحديث و صحح الترمزى هذا و هو : ” حسبك من نساء العالمين : مريم و خديجة و آسية بنت مزاحم و فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم “

أبو نعيم : حدثنا محمد بن مروان الذهلى : حدثنا أبو حازم : حدثنى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن ملكا استأذن الله في زيارتى فبشرنى أن فاطمة سيدة نساء أمتى و أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة “ .

ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة و كانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها و رحب بها و كذلك كانت هى تصنع به . ميسرة : صدوق .

الزهرى عن عروة عن عائشة قالت : عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر و دفنت ليلا .

قال الواقدى : هذا أثبت الأقاويل عندنا . قال : و صلى عليها العباس و نزل فى حفرتها هو و علي و الفضل .

و قال سعيد بن عفير : ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة و هى بنت سبع و عشرين سنة أو نحوها و دفنت ليلا .

و روى يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال : مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر و هى تذوب .
و قال أبو جعفر الباقر : ماتت بعد أبيها بثلاثة أشهر .
و عن أبن أبي مليكة عن عائشة قالت : كان بين فاطمة و بين أبيها شهران و عن أبي جعفر الباقر : أنها توفيت بنت ثمان و عشرين سنة ولدت و قريش تبنى الكعبة .
قال : و غسلها علي .
و ذكر المسبحى : أن فاطمة تزوج بعا علي بعد عرس عائشة بأربعة أشهر و نصف و لفاطمة يومئذ خمسة عشرة سنة و خمسة أشهر و نصف .

قتيبة بن سعيد : حدثنا محمد بن موسى : عن عون بن محمد بن على عن أمه أم جعفر و عن عمارة بن مهاجر عن أم جعفر : أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : إنى أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها ( أى يظهر حجم أعضائها )
قالت : با ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا .
فقالت فاطمة : ما أحسن هذا و أجمله ! إذا مت فغسلينى أنت و علي و لا يدخلن أحد علي .
فلما توفيت جاءت عائشة لتدخل فقالت أسماء : لا تدخلى فشكت إلى أبي بكر فجاء فوقف على الباب فكلم أسماء .
فقالت : هى أمرتنى .
قال : فاصنعى ما أمرتك ثم انصرف .
قال ابن عبد البر : هى أول من غطى نعشها فى الإسلام على تلك الصفة .

إسماعيل بن أبى خالد عن الشعبي قال : جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فأذنت له فاعتذر إليها و كلمها فرضيت عنه .
روى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن على بن فلان بن أبى رافع عن أبيه عن سلمى قالت : مرضت فاطمة …..إلى أن قالت : اضطجعت على فراشها و استقبلت القبلة ثم قالت : والله إنى مقبوضة الساعة و قد اغتسلت فلا يكشفن لى أحد كفنا فماتت و جاء علي فأخبرته فدفنها بغسلها ذلك . هذا منكر
أبو عوانة عن فراس عن الشعبي عن مسروق : حدثتنى عائشة و قالت : كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعنا عنده لم يغادر منهن واحدة . فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها رحب بها و قال : ” مرحبا بابنتى ” . ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره ثم سارها فبكت ثم سارها ثانية فضحكت فلما قام قلت لها : خصك رسول الله بالسر و أنت تبكين عزمت عليك بما لى عليك من حق لما أخبرتنى مم ضحكت ؟ و مم بكيت ؟ قالت : ما كنت لأفضى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلما توفى قلت لها : عزمت عليك بما لى عليك من حق لما أخبرتنى .
قالت : أما الآن فنعم فى المرة الأولى حدثنى : ” أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة و أنه عارضنى العام فى هذه السنه مرتين و أنى لا احسب ذلك إلا عند اقتراب أجلى فاتقى الله و اصبرى فنعم السلف لك أنا ” فبكيت
فلما رأى جزعى قال : ” أما ترضين أن تكونى سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة ” ؟ قالت فضحكت .

محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت لفاطمة : أرأيت حين أكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم اكببت عليه فضحكت ؟ قالت : أخبرنى أنه ميت من وجعه فبكيت ثم أخبرنى أننى أسرع أهله به لحوقا و قال : ” أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران ” فضحكت .

ابن حميد : حدثنا سلمة : حدثنا ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة قالت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة إلا ان يكون الذى ولدها .
جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة و من الرجال علي .

إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة حدثته : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة فسارها فبكت ثم سارها فضحكت فقلت لها ، فقالت : أخبرنى بموته فبكيت ثم أخبرنى أنى أول من يتبعه من أهله فضحكت .

و روى كهمس عن ابن بريدة قال : كمدت فاطمة على أبيها سبعين يوما و ليلة . فقالت لأسماء : إنى لأستحى أن أخرج غدا على الرجال من خلاله جسمى .
قالت : أولا نصنع لك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فصنعت النعش . فقالت : سترك الله كما سترتنى .

هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما نزلت ” إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) ” دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال لها : إنه قد نعيت إليها نفسه . فبكت فقال : ” لا تبكين فإنك أول أهلى لاحقا بي ” فضحكت .

إسماعيل القاضى : حدثنا إسحاق الفروى : حدثنا عبد الله بن جعفر الزهرى عن جعفر بن محمد عن عبيد الله بن ابي رافع عن المسور بن مخرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إنما فاطمة شجنة منى يبسطنى ما يبسطها و يقبضنى ما يقبضها “

المصدر
كتاب ” نساء النبي ” لفضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى ص 293 : ص 314 من نقلي من الكتاب بأحد المواقع الإسلامية

عبير الشوق
20-12-2009, 01:35 PM
بأبي وامي هي ام الحسنين روحي فداها .

احسنت اخي الجشعمي بارك الله فيك

المبدع
21-12-2009, 01:25 PM
رضي الله عنها


مشكور على طرحك المفيد


وسلمت يمينك


لك تحيتي

الجشعمي
21-12-2009, 06:27 PM
الاخت عبير والاخ مبدع اشكر مروركم الراقي في صفحاتي وان دل هذا عن شيء فيدل على الخلق الرفيع....تقبلو احترامي

ابو عبدالرحمن
23-12-2009, 12:03 PM
رضي الله عنها

بارك الله فيك


مشكور على الموضوع الرااائع


تقبل تحياتي