مشاهدة النسخة كاملة : امريكا والغرب يرتعدان من الخلافة القادمة قبل اعلانها


ابو العاصم
30-05-2010, 03:02 PM
*إن الصراعَ بينَ الإسلامِ والكفر سواءٌ كانَ أفراداً أو جماعاتٍ أو دولاً بدأ منذُ أرسلَ اللهُ عز وجلَّ سيدَنا محمداً الرسولَ مبشرا ًونذيراً. خلالَ هذا الصراعِ انتقلَ الإسلامُ من الدعوةِ إلى الدولةِ التي سيطرت على العالمِ لمدةِ ثلاثةَ عشَرَ قرناً، ومما لا شك فيه أن أكبرَ الإنجازاتِ التي حققها الغربُ في هذا الصراعِ منذُ إرسالِ سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا، هو هدمُ وتحطيمُ هذه الدولة "دولة الخلافة". واليومَ في محاضرتي هذه المعنونة "دولُ الغربِ تتأهبُ لقيامِ دولةِ الخلافة"، أسمحوا لي أن أستعيرَ مُقدمتي من بات بوكنان المستشارِ الأعلى لثلاثةٍ من رؤساءِ أمريكا السابقين (نيكسون، فورد، ريغان) ومرشحٍ سابقٍ للرئاسة الأمريكية وهوَ أيضاً صحفيٌ مشهورٌ.

كان قد كتبَ مقالاً عام 2006 بعنوان "الفكرةُ التي قد آن أوانُها" ويقصدُ بها فكرةَ الخلافة حيثُ قالَ في مقالتهِ، "فيما تضمحلٌّ المسيحيةُ وتموتُ في أوروبا، فإنَّ الإسلامَ ينهضُ من جديدٍ ليَهٌزَّ القرنَ الواحدَ والعشرين، كما فعلَ لقرونٍ كثيرةٍ ماضية " ويضيف "إنَّ الفكرةَ التي يقاتِلٌنا من أجلها مُعظمُ خصومُنا هي فكرةٌ قاهرةٌ، فهم يؤمنونَ بأنهُ لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله وأنَّ القرآنَ هو السبيلُ الوحيدُ للجنة، وأنَّ المجتمعَ ينبغي أن يُحكَمَ بالشريعةِ التي تُمَثِّلُ نظامَ الإسلامِ، ولقد أدركَ المسلمونَ بعد تجاربَ كثيرةٍ فاشلةٍ، أنَّ ملاذَهُمُ الوحيدُ إنما هو في إسلامِِم ولا شئ سواه" وَيُقرُّ "إنه لا يوجَدُ قوةٌ مهما عَظُمت يُمكِنُ أن تَمنَعَ قِيامَ فِكرةٍ قَد آنَ أوانها".

أيها الأخوة:-
إن معرفَةَ واقعِ الأمةِ الإسلاميةُ وَسَيرِها اليومَ، عملٌ يتطلبُ إمكاناتٍ كبيرةٍ على مستوى دول، وليس أفراد، وهذا العملُ قامت به الدولُ الكبرى وخاصةً الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ، التي تَنظُرُ للأمامِ عشراتِ السنين، وتتطلعُ لِحُكم العالم بمعرفةِ عَدُوِّها وإمكانياته، وذلكَ من خلالِ مراكزِ الدراساتِ ومؤسساتِ التخطيطِ الإستراتيجية، والإداراتِ المَوسعةَ للاستفتاءات والاستبيانات وأجهزةِ المخابرات التي تتجسسُ وتجمعُ المعلوماتِ وتدرسُ الشعوبَ والأممَ وكذلكَ من خِلالِ النَّدواتِ والمؤتمراتِ والبرامجِ المختلفة، وبذلك تحظى الولاياتُ المتحدة خاصة والغرب عامة بدقةٍ نسبيةٍ في الحكمِ على واقعِ الأمةِ الإسلاميةِ وحقيقةِ سيرِ العملِ للخلافة. وبناءاً عليه سوفَ نَستعرضُ على عُجالةٍ بعضَ الدراساتِ وتصريحاتِ الساسة الَمدروسةِ حول هذهِ القضية، والتي تُمَثِلُ مرآةً تعكسُ الواقعَ، حتى نَتَعَّرفَ على واقعِ الأمةِ اليوم، وواقعِ مشروعِ الخَلافة:-
في العام 2002 قامَ جهازُ المخابراتِ الألمانيِّ بالتحذيرِ من قيامِ الخلافة، حيث قامَ ارغست هايننغ الذي يترأسُ واحداً من أنشطِ أجهزةِ الاستخباراتِ الدوَّلية، بجولةٍ في الدولِ العربية، اجتمعَ خلالها بقادةِ أجهزةِ المخابراتِ مُحَذَّراً إيْاهُم من هجومٍ واسعٍ هدفُهُ إقامةُ دولةِ الخلافة في المنطقة، و في العام 2005 نشرت رويترز واشنطن تقريراً لخبراءِ المجلسِ القوميِّ للبحوثِ التابع للاستخبارات الأمريكية CIA والذي شاركَ في إعدادهِ 1000 خبيرٍ خلال 30 مؤتمرٍ في خمسِ قاراتٍ، وَرَسَمَ التقريرُ السيناريوهاتِ المتوقعةِ بناءاً على الوقائعِ الجاريةِ لما ستؤولُ إليه الأوضاعُ الدوليةُ في الخمسةِ عشَرَ سنةٍ القادمة. وكان السيناريو الثالث، هو قيامُ الخلافة وكيفيةُ تعاملِ الولاياتِ المتحدةِ معها، أما نائبُ رئيسِ مجلسِ الدوما(البرلمان الروسي) يرى في كتابةِ "روسيا.... أمبراطويةً ثالثة" أنَّ العالمَ في طريقةِ لأن يتألفَ من خمسِ دولٍ كُبرى هي الصين، روسيا، كونفدرالية في الأمريكيتين، ودولة الخلافةِ الممتدة من جاكرتا إلى طَنجة وغالبيةِ أقاليم أفريقيا، والهندِ إذا تخلصت من النفوذِ الإسلاميِّ الذي يُحاصرها.وقد صَرَّح الرئيسُ الأمريكيُّ السابق جورج بوش الابن في ثلاثِ مؤتمراتٍ صحفيةٍ في البيت الأبيض بتاريخ 11/6 و2/9 و 11/10 من العام 2006 قائلا يريدونَ إقامةَ دولةِ الخلافة كدولةِ حُكْم ويريدون نشرَ عقيدتهم من اندونيسيا إلى إسبانيا.

أما رامز فيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق فقد قال في تعقيبٍ لهُ في جامعة جون هوبكنز بتاريخ 5/12/2005 ستكونُ العراقُ بمثابةِ القاعدةِ للخلافةِ الإسلاميةِ الجديدة التي ستمتدُّ لتشملَ الشرقَ الأوسطَ وتُهَدِدُّ الحكوماتِ في أوروبا وأفريقيا وآسيا. وفي حفلِ توديعِِه مِنْ مَنصِبة قالَ رامز فيلد إنهم يريدونَ الإطاحةَ وزعزعةَ أنظمةِ الحكمِ الإسلاميةِ المعتدلةِ وإقامة دولة الخلافة، ريتشارد ميرز قائدُ التحالفِ الصليبي في العراق في 31/06/2006 صرحَ قائلاً إنَّ الخطرَ الحقيقي والأعظمَ على أمنِ الولاياتِ المتحدةِ هو التطرفُ الذي يسعى لإقامةِ دولةِ الخلافةِ كما كانت في القرن السابع الميلادي، وإن هذا التطرفَ ينتشرُ في أماكنَ أكثَرَ من العراقِ بكثير، وينتشرُ بالعراق ويحرضُ على الأعمالِ الماديةِ ضد أمريكا في العراق. هذا وكانت صحيفة نيويورك تايمز في العام 2005 قالت أن أصحابَ الصلاحيةِ في أدارة بوش باتوا يتداولونَ كلمةَ الخلافةِ في الآونةِ الأخيرةِ كالعلكة، كناية عن القلقِ الذي تشكلهُ هذه الدولة، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير تحدثَ أمامَ المؤتمرِ العامِّ لحزبِ العمالِ في 16/07/2005 فقال إننا نجابهُ حركةً تسعى لإزالةِ إسرائيلَ وإخراجِ الغربِ من العالمِ الإسلامي وإقامةِ دولةٍ إسلاميةٍ واحدةٍ تُحَكِّمُ الشريعةَ الإسلاميةَ في العالمِ الإسلاميِّ عن طريقِ إقامةِ الخلافة.

وفي شهرِ سبتمبر من العام 2005 صرَّحَ أيضاً قائلاً خروجُنا من العراقِ الآن سيؤدي إلى ظهورِ دولةِ الخلافةِ في الشرق الأوسط. أستاذُ القانون بجامعة هارفارد نوح فيلدمان يؤكد في كتابة "سقوط وصعود الدولة الإسلامية" أن الصعودَ الشعبيُّ للشريعةِ الإسلاميةِ مرةً أخرى في العصر الحالي رغم سقوطها سابقاً سيؤدي إلى خلافةٍ إسلاميةٍ ناجحة، نعمان حنيف نشر على موقع الشاشةِ الإعلامية العالميةِ دراسةً متأنيةً ونظرةً ثابتةً ورؤيةً مستقبلية، بعنوان "الخلافةُ:تحدي الإسلام للنظام العالمي" تَعّرضَ فيها لما سيؤول إليه الصراع بين الغرب والإسلام، والذي سيصل بنظرة إلى نتيجة واحدة هي إنه ليس لدى الغربِ سوى خيارٌ واحدٌ هو حتميةُ دولة الخلافة. جاي تولسون في العام 2008 كتب مقالاً بعنوان "حتميةُ المصالحةِ مع دولةِ الخلافة الخامسة" بحثَ فيه الدوافع وراء الجهود المبذولةِ لاستعادةِ الخلافة ويَتَضَمَّنُ المقالُ دراسةً للخلافة وواقعها، وانتهى المقالُ إلى نتيجةِ حتميةِ المصالحة مع دولةِ الخلافة الخامسة. وفي العام 2010 مقال جون شيا الصحفيُّ الأمريكيُّ ورئيسِ تحريرِ مجلةِ America Reports المعنون بـ"الحربِ ضدَّ الخلافة" والذي تتضمنَ رسالةً موجهةً من الصحفيِّ شيا إلى الرئيسِ الأمريكي أوباما قائلاً " الحقيقةُ الجليَّةُ هي أنَّهُ لا يستطيعُ أيُّ جيشٍ في العالم، ولا أيَّةُ قوَّةٍ عسكريَّةٍ - مهما بلغت درجةُ تسليحها - أن تهزمَ فكرة،.يجبُ أن نُقرَّ بأنَّنا لا نستطيع ٌأن نحرق قادةَ هذه الفِكْرة في كلّ بلاد الشَّرق الأوسط، ولا أن نحرق كتُبَها، أو ننشر أسرارها؛ ذلك لأنَّ هناك إجماعًا بين المسلمينَ على هذه الفكرة. إنَّ الشرقَ الأوسطَ يُواجهُ اليوم القوَّةَ الاقتصاديَّة الموحَّدة للدُّول الأوربيَّة، هذا صحيح، لكن عليْنا أن نَعرِِفَ أنَّه في الغَدِ سيواجهُ الغربُ القوَّةَ الموحَّدةَ لدولةِ الخلافة الخامسة. ليسمح لي سيادة الرئيس "أوباما" أن أُبدي إليه بعض الملاحظات الهامَّة.

سيدي الرَّئيس: إنَّ المعركةَ بين الإسلامِ والغرْبِ معركةٌ حتميَّةٌ لا يمكن تجنُّبها، وهي ذاتُ تاريخٍ قديم، ولا بدَّ أن نضعَ حدًّا لهذا الصراع، وليسَ أمامَنا إلاَّ أن نَدخُلَ في مفاوضاتِ سلامٍ مع الإسلام. إني أتوقَّعُ أن يُخْبرَكَ البعضُ بأنَّهُّ من المستبعدِ تمامًا أن ندخُلَ في مفاوضاتٍ مع عدوٍّ متخيَّلٍ اسمه "الخلافة الخامسة"، لكنَّهُ يجِبُ عليك كقائدٍ عسكريٍ وأنت تصوغُ سياستكَ في التعامُلِ مع الإسلام أن تعترِفَ بسخافةِ الادِّعاء بأنَّ الإسلامَ منقسمٌ على نفسه، وأنْ تَعْترِفَ كذلك بأنَّ توحيدَ بلادِ الإسلامِ تحتَ إمرةِ قائدٍ كاريزميٍّ أمرٌ محتمل.انتهى كلام شيا.

وهنا لا بد أن نتساءلَ جميعُنا السؤالَ التالي: لماذا يَطْلُبُ هذا الصحفيُّ من أوباما التفاوُضَ مع دولةِ الخلافة قبلَ ظُهورها، أيّْ ما الذي رآهُ هذا الصحفيُّ حتى يَنصَحَ رئيسَهُ هذهِ النصيحة؟؟؟ وأخيراً في 17/05/2010 نشرت صحيفة" ذي نيشن" تعليقاً على مقابلة للجنرال ريتشارد دنّات، تحت عنوان "الحربُ الأفغانية حربٌ على الإسلام"، حيث ذُكر أنّ قائدَ القواتِ البريطانيةِ السابق -الذي تقاعد حديثاً وعُيّن مستشاراً للدفاع ضمن رئاسة رئيس الوزراء البريطاني الجديد "ديفيد كامرون" أَكَدَّ على أنّ الحربَ في أفغانستان حربٌ على الإسلام، وذلكَ في مقابلةٍ لهُ على راديو بي بي سي عندما سُئل عن استمرارِ بريطانيا في احتلال أفغانستان، قال الجنرال ريتشارد دنّات: هناك أجندةٌ إسلاميةٌ والتي إن لم نتعرض لها ونواجهَهَا في جنوبِ أفغانستان أو في أفغانستان أو جنوب آسيا، فإنّ تأثيرَها سوف ينمو وينتشر. وقال: يمكننا أن نَراها تتحركُ من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا حتى تصل إلى العصرِ الذهبي للخلافةِ الإسلامية في القرنِ الرابع عشر والخامس عشر.

وقال : بصراحة، إذا تبنى المسلمونَ الأفكارَ السياسيةَ في الإسلامِ ونظامِ حكم الخلافة، فإنّه سيكونُ غيرَ مقبول، وسيكونُ الردُّ العسكريُّ من قبل بريطانيا مُبرَّراً ، وأضاف، لا يوجد لدينا مشكلة مع المسلمينَ في صلاتهم أو في إقامةِ الشعائرِ الدينية، ما داموا مستسلمين وخاضعين للحياة السياسية والقيم الغربية .

الأخوة الحضور:-
بعد كلِّ ما تقدم فإنهُ من السذاجةِ والجهلِ ذلكَ الرأيُ القائلُ بأنَّ الخلافة مجردَ حُلمٍ أو أنها ليست بفكرةً واقعية أو دولة قد عفا عليها الزمن، لأن التغيراتِ التي طرأت على وضعِ الأمةِ الإسلامية كأمةٍ واحدة، وحركةِ الشعوبِ والأممِ في البلدانِ الإسلاميةِ المختلفة، هي التي دفعت الساسةَ الغربيينَ للتصريحِ بخطرَ قيامِ الخلافةِ، وهوَ الدافعُ وراءَ رسمِ الإستراتيجياتِ المختلفةِ لإفشالِ مشروع الخلافة، وهو الدافعُ أيضاً وراءَ أجراءِ هذا الكَمِ الهائلِ من الدراسات والأبحاث حولَ دولةِ الخلافة، ومما لا شكَّ فيه إن وراءَ كلِّ تصريحٍ لسياسيٍ غربيٍ واقعٌ ملموسٌ للمصرحِ به، ووراء كل إستراتيجيةٍ تُرسَمُ لإفشالِ مشروعِ الخلافةِ عملٌ أكبرُ على أرضِ الواقعِ لهذا المشروع النهضوي، ووراءَ كل دراسةٍ أو بحثٍ حولَ دولةِ الخلافةِ واقعٌ مشخصٌ على الأرضِ لهذهِ الدراسةِ أو ذلك البحث.

أيها الأخوة الحضور:-
لقد وضعَ الغربُ وخاصةً أميركا عدة أعمالٍٍ واستراتيجياتٍ من أجلِ إفشالِ مشروعِ الخلافة، فكانَ إعلانُ الحربِ على الإسلام تحت مسمى( الحرب على الإرهاب) فكانت حرباً صليبيةً كما أعلنها كبيرهم، ثم كان التدخُلُ العسكريُّ في البلدان الإسلاميةِ فاحتُلتِ أفغانستان ثم العراق واستُعملت جيوشُ الأمة من أجل ضَربِ الأمة كما يحصل في الباكستان، كما عَمِلَ الغربُ على تقسيمِ التجمعاتِ السكانيةِ الإسلامية الكبيرة وأوجدَت لها المشاكلَ المحليةَ حتى تُلهى الأمةُ عن قضيتها المصيرية فقسمت السودان وأوجدتْ له مشاكلَ الشمالِ والجنوبِ وبترتْ تيمورَ الشرقية من اندونيسيا وأحدثت النعرات الانفصالية فيها كأقليم أتشيه وجزر الملوك وأريانا كذلك شغلتْ بنغلادش بقضايا محلية، وفي آسيا الوسطى تسلطت دولُ الغرب عن طريقِ عملائِها الحكامِ هناك ففتكت بالمسلمينَ كما حصل ويحصل في أوزبكستان وطاجيكسات وكازاخستان فروعت الأطفالَ واغتصبت النساءَ وقتلت الرجالَ، خوفاً من انبعاثِ الخلافةِ من هناك.

وفي منطقة الشرقِ الأوسط يسعى الغربُ على تركيزِ الضغوطِ على المنطقةِ من ناحيةٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعية، من خلال العملاءِ والمشاريعَ المشبوهة، وزيادة المديونية لدولَ المنطقة، عن طريق المؤسسات المالية العالمية، وطبعاً من خلالِ كيانِ يهود الذي زُرعَ كخنجرٍ في خاصرةِ الأمةِ الإسلامية. وهناكَ إستراتيجيةٌ جديدةٌ يجب التنبيهُ لها، وهي تحصينُ الأنظمةِ العميلةِ التابعةِ للغربِ بالتعدديةِ الديمقراطية، وإشراكُ ما يسمى الإسلامَ المعتدلَ في الحكم، فعملت على أجراءِ الانتخاباتِ في العراقِ وأفغانَستانَ وتركيا والصومال وفلسطين، وتمارسُ ضغوطها على مصرَ وسوريا والسعودية، من أجلِ إجراءِ الانتخاباتِ وإشراكِ الإسلام المعتدل في الحكم، آملة إن تعملَ هذه التعدديةُ المزخرفةُ بالإسلامِ المعتدل على منعِ سقوطِ الأنظمةِ العميلةِ واستمرارِها في حكمِ الأمةِ الإسلامية وتضليلها.

أيها الأخوة:-
أوردتْ صحيفةُ الواشنطن بوست في آذار عام 2009 أن ديفيد كولن مستشارَ قائدِ القيادةِ المركزيةِ الأمريكيةِ قال "يوجد في الباكستان 173 مليون نسمة، و100 رأس نووي، وجيشٌ أكبرَ من الجيش الأمريكي، وقد وصلنا إلى مرحلةٍ حيثُ يمكنُ رؤيةُ انهيارِ النظامِ الباكستانيِّ خلال ستةِ أشهر، وقد أعربت هيلاري كلينتون عن قلقها من العملِ للخلافة في الباكستان، هذا وقد قام حزب التحرير في 9/5/2010 بتوجيه نداءٍ من باكستان إلى الجيوشِ الإسلاميةِ وبشكلٍ خاص الجيشَ الباكستاني طالباً منه وعلى الملأ وبحركة فريدة لم يسبق لها مثيل، النصرةَ وإقامةَ الخلافةِ الإسلامية، وهنا يبرز التساؤل التالي ماذا إذا حصل انهيار الدولة الباكستانية كما هو متوقع وقامت على أنقاضها خلافة عالمية بقوة 100 رأس نووية؟؟؟ سؤال يجب أن يحرك أذهان جميع الحاضرين.

أيها الأخوة الحضور:-
أخيرًا أقول:-
إننا نحب الخير لنا ولكم، فقد أخرجَ البخاري عن إنسٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال "لا يؤمنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحُّب لنفسه" فنحن نُحبُّ أن تشاركونا هذا الفضل العظيم، بالعمل لإقامة الخلافة فهي فرضُ رَبِّكم وَمَبعَثُ عزكم وقاهرةُ عدوكم. لذلك فإننا لا نريدُ أن نقول آزرونا أو أنصرونا وأعينونا فحسب بل نقولُ أعملوا معنا وشاركونا هذا الخير، فإننا مطمئنون بنصرِ الله وعونه، وقربِ بزوغِ فجرِ الخلافة من جديد، وإنَّ عزَّ الإسلامِ والمسلمين بإذن الله ليس عنا ببعيد، وإن هذا لكائنٌ بإذن الله مصداقاً لوعده سبحانَهُ لعبادة الصالحين. قال تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور:55)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صادق الوعد
30-09-2010, 11:15 AM
شكرا لك اخي الكريم


الله اعلم بما يصير في المستقبل