مشاهدة النسخة كاملة : كتابة الأنساب في المنتديات بين مطرقة المُجاملات وأمانة الِرسالة


الجشعمي
22-04-2011, 08:56 PM
كتابة الأنساب في المنتديات بين مطرقة المُجاملات وأمانة الِرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم إخواني الكرام الأفاضل / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فإن مادة الأنساب تعد من الأصول القديمة التي ساعدت على ظهور التاريخ وتوطيده كمعرفة ذات أهمية في منظومة الفكر الإسلامي وكان النسب يعبر عن تاريخ القبيلة في إضفاء القصص التاريخي أو الحوادث المتوارثة في النقل عن سلسلة العمود الفقري أو المشجر النسبي للقبيلة وكان العربي قبل الإسلام يعنى بهذا النسب عناية بالغة فهو كيانه الذي يعتز به ويفخر ووجوده الذي يميزه عن الاّخرين وعلى الرغم من أن الإسلام جب العادات المتراكمة في الموروث القبلي على المستوى التعبدي والسلوكي المبني على الحَمِيَّة الجاهلية غير أنه وازن بين العناية بالقبيلة في حدود التعارف والتناصر والحمية المحمودة على الحق [ ابن منظور رحمه الله : لسان العرب مادة : عرف ] وبين التقوى التي عدها الإسلام منزلة دينية رفيعة ومكرمة للإنسان : كما في قول الله تعالى : ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا انَّ اكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقَاكُمْ ) [ سورة الحجرات : اّية : 13 ] وأول عناية يوجهها الإسلام للعشيرة بكونها أولى بالرعاية في هذا الدين والدخول في كنفه بقوله تعالى : ( وأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ) [ سورة الشعراء اّية : 214 ] وقد وظف الإسلام النسب وتعلمه في خدمة صلة الرحم وهي غاية إسلامية سامية ونبيلة كما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ) [ أحمد بن حنبل رحمه الله المسند 3 / 374 ] وأورد / ابن عبد ربه رحمه الله [ العقد الفريد 2 / 30 ] قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من النسب ما تعرفون به أحسابكم وتصلون به أرحامكم ) ونقل / ابن قتيبة رحمه الله قولا للخليفة الراشد / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه : ( تعلموا النسب فربّ رحم مجهولة قد وصلت بنسبها ) [ عيون الأخبار 1 / 196 ] ونتلمس أهمية صلة الرحم والعشيرة في وصية الخليفة الراشد / علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه لــ / ابنه الحسن رضي الله عنه وأرضاه في قوله : ( أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول ) [ ابن عنبة : عمدة الطالب : 6 ] وقد كتب أحد الإخوة جزاه الله خيرا وقال : إن الناظر لكتب الأنساب التي كتبت في الوقت الحاضر يجد فيها أغلاطا وأوهاما كثيرة جدا والبعض يظن أن الكلام والكتابة في الأنساب سهل جدا وليس صعب وهذا من الجهل بمكان لأن الكتابة في النسب أمانة يجب أن يتقي الله فيها ولا يتجرأ بالحكم على أسر إلا إذا كان متأكدا مما يقول ويكتب والذي ينقص في هذه الأزمنة قلة المحققين في الأنساب وإن غالب ما يكتب في الأنساب حاليا إنما هو نقل من كتب أنساب أخرى وليس ذلك عيبا بل العيب هو أن تكتب بدون تحقيق في ذلك وأعرف محققا في النسب يعكف على تأليف كتاب فيه الرد على كثير من الأوهام التي وقع فيها من ألف قبله في الأنساب بالدليل والبرهان الساطع وستتغير كثير من الأغاليط المعروفة عند الناس في هذا الوقت نسأل الله أن يعجل بصدور هذا الكتاب المحقق وهو يختلف إختلافا جذريا عن الكتب الحديثة في الأنساب التي لم يراع فيها جانب التحقيق وأصبح الكاتب الذي يعد نفسه ( نسابة ) يفتي من رأسه حتى أنه في بعض الأحيان يفتي في أنساب بعض العوائل أكثر من العوائل نفسها ( سبحان الله ) ولا يحب أحدا أن يعارضه إنما يريد بتفكيره القاصر الإستبدادية من غير أن يراعي للأمانه منزلا والسبب في ذلك لأنه يبحث عن صيت لنفسه ولم يقصد الفائدة وهذه مشكلة من يعطي نفسه أكبر من حجمها الطبيعي ويتكلم في الأنساب كأنه علامة زمانه وهو أبعد ما يكون عن معرفة الأنساب والسؤال الذي يفرض نفسه من يمتلك الدليل القاطع في ظل انقطاع يقدر بألف سنة في تاريخ المنطقة ؟! وما آفة المؤلفين في الأنساب إلا نقلهم بدون تحرٍ ولا تروٍ ولا تحقيق ولا تمحيص والغالب على الظن أن أغلب المؤلفين المعاصرين الذين ألفوا في الأنساب وأصدروا كتباً كانوا يبتغون التخليد لاسمائهم كرواة أنساب ولم يتبادر إلى أذهانهم مصداقية تلك المعلومات التي يبينها للناس وأغلب كتب الأنساب الجديدة لم يتغير فيها شيء إلا تجليد الكتاب وحجمه وتغيير اسم المؤلف ودار النشر أما المعلومات فهي في معظمها كغيرها منقولة حرفيا وفي كثير منها أخطأ والأكثر من ذلك يتم ذكر العشيرة ومكان إقامتها فقط من دون معرفة نسبها أو الإتصال مع أبناء هذه العشيرة أو القبيلة حتى يتم التزود بالمعلومات والتحقق منها ونأمل من باحثينا المميزين العمل على وضع هدف استراتيجي لتحقيقه وهو إصدار كتاب منقح ومعتمد من جميع الباحثين في النسب من أبناء القبيلة ليتم إعتماده والرجوع إليه لمعرفة بطون وفخوذ وعشائر وتفرعات القبيلة في جميع البلدان ونتشوق إلى الأمور المتفق عليها بين أبناء القبيلة ومن الله تعالى نسأل التوفيق لما فيه خيري الدنيا والاّخرة . ولما انتهى عصر الأمية وبدأنا بعصر الكتابة والتدوين ابتلينا بأصحاب الهوى الذين أرادوا أن يغلب هواهم الحق الأبلج ولن يحدث ذلك ما تعاقب الحدثان وعلى الكاتب في الأنساب والقصص البطولية التاريخية في المنتديات أن لا يمس أي شخص من شخصيات القبائل الأخرى لأي سبب كان وعلى من لا علم لهم في الأنساب والقصص البطولية التاريخية عدم الخوض فيها دون مرجع معين يثبت صحة توجهه ونقله ونسبه المعلومة إلى صاحبها وعليه عدم إثارة الفتنة بأي موضوع يمس القبائل أو إحدى فروعها أو يمس شخصيات منها وعليه احترام وجهات نظر الآخرين ولو كانوا معارضين وتقبل النقد والحوار البناء بصدر رحب والأمم والشعوب والقبايل لها ثقافات تتفق أحيانا في بعض الجوانب وتتباين في جوانب أخرى وكل أمة حريصة على نشر ثقافتها وخاصة لدى قبائلها، والإعلام بآلياته المتعددة هو أحد وسائل نقل تلك الثقافة إن لم يكن أعظمها على الإطلاق وصحيح أن القصص التاريخيه تداخلت اليوم في الكثير من جوانبها وتشابكت محاورها ومفرداتها نتيجة سرعة الإتصال بحكم التقنيات الحديثة ودخل الجاهل والمتعلم والمغرض والصادق والمدلس وهناك قدر مشترك بين ثقافات قبايل الجزيرة العربية متفق عليه تقبله العقول السليمة والفطر المستقيمة إلا أن خصوصية كل قبيلة قائمة بذاتها وشاخصة للعيان تكاد أن تنطق بأسماء أصحابها وموروثها وقيمها وكل قبيلة يحرص أبناؤها على نشر مفاخرها ومن أجل ذلك ابتلينا بأقلام وشخصيات وهمية تبنى السدود خوفا من غزو القبايل الأخرى للأمجاد الوهمية واختراق الأعداء لها حتى أن أصحاب الثقافة الهابطة والمبادئ الرخيصة يحرصون على ذلك ويعملون له ويستخدمون المنتديات بأكثر من معرف لترويج ثقافتهم ونشرها وكسب المؤيدين لها والأدهى والأمر في تشويه تاريخ القبايل : هو الإختراع من قبل بعض كتاب الإنترنت لأن الفراغ والإحساس بالتهميش يوحي لبعض مهزوزي الشخصية أن يبتدع شيئا من الخيال وهنا يجب علينا أن تساءل عن أصحاب الثقافة الراقية والقيم العالية والمبادئ الرفيعة الذين يجب عليهم أن ينشروا خيرهم ويمنعوا سفهاءهم من الشر ويأطروهم على الحق أطرا ويجب أن لا يستغلوا منتديات قبائلهم بالإعتداء على القبائل الأخرى كما يجب أن يجعلوا الصدق ومبدأ احترام الاّخرين نبراسا لهم ومن الأسباب وراء ذلك أن الصورة المقلوبة عن الماضي عند بعض الأغمار أصلحهم الله سبب رئيس فيما يحصل الاّن : وقد تصور صغار السن والعقل في بعض المنتديات أن القبايل في العصر الماضي لا هم لها إلا القتل والسلب والإغارة على بعض وأسر فلان وقطع رأس فلان نعم كان يوجد شيئا من ذلك ولكنه ليس الغالب وكان هناك مرؤة وشهامة وجيرة وصدق وحاجة الأخ لأخيه والقبايل لبعضها البعض عند الإحساس بالضيم من قوة أكبر منها وكانت تكسر وتنكسر وتعيل ويعال عليها وتضعف مرة وتقوى في الأخرى تستجير وتجير إنها الحياة الصعبة القديمة والحمد لله الذي جمعنا تحت رأية التوحيد خفاقة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) والحمد لله على نعمة الأمن والآمان في ظل شرع الله وأعظم الثقافات وأنفعها للبشرية هي ذات المصدر الرباني النابعة من الوحي الإلهي كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والذي لا يأتيهما الباطل من بين يديهما أو من خلفهما ولا يعتريهما الشك فتكون عن علم ودراية بما ينفع الناس ويحافظ على فطرتهم من الإنحراف بما فيها من سعي حثيث إلى المثل العليا والقيم والرقي الإسلامي بعيدا عن الإنحطاط والسقوط وأبناء القبايل في وقتنا الحاضر الأغلب والأعم منهم صغار في السن ويحتاجون إلى بناء ثقافة المرؤة لديهم والفهم بأن الرجولة تقتضي أن يسرد التاريخ بصدق وشفافية وأن تورد الوقائع كما هي وتقبل أحداثها كما هي ولا يجدي سواها مهما طبّل المطبلون ونعق الناعقون وأظهر المنافقون والثقافة الصحيحة ترتقى بأصحابها وتعمل على نشر قيم الرجال والعدل والإنصاف والحب والمساواة بين الناس وتعالج الأمراض والأسقام التي تعاني منها شريحة من أبناء القبايل اليوم نتيجة انحطاط القيم وهشاشة الثقافة المنتشرة والبعيدة عن المنهج الأخلاقي والثقافة الصحيحة تقوّم الإعلام نفسه وتوجد منه أداة خير ونفع ورقي للبشرية جمعاء وتوجد فيه المصداقية والحرية والأمانة وتعالج فيه الكذب والتزوير وقلب الحقائق . وقد رأيت بعض الأغمار هداهم الله والذين استسهلوا الكتابة والتأليف في الأنساب وسرقوا جهد غيرهم يقدحون في شيوخهم ويؤصلون من أثبت الأئمة رقهم في القرن الرابع ظلما من عند أنفسهم والشيطان ومثل هؤلاء لا يعول عليهم لأنهم تعلموا شيئا من النسب ليستعملوه في القدح بغيرهم وليجعلوا من أنفسهم مكانا للصدراة وليسوا أهلا لذلك ولا يستحقونها فيخالفون ليعرفوا ولكن الحق أبلج والباطل لجلج والمتلقي اليوم أشد وعيا من ذي قبل ولا شك أن مسؤلية المنتديات كبيرة جدا ويجب عليها قول الحق إذا ألزمت به رضي من رضي وغضب من غضب لأن الحليف إذا كان سيئا انسحب سوؤه على القبيلة المضيفة بأكملها إن لم توضح حقيقة أمره للعامة ليرتدع ويعرف قدر نفسه فيلتزم حدوده وهناك فرق شاسع بين راوية الأنساب والنسابة لأن الراوية يحفظ ما يسمع من الأنساب أما النسابة فهو الذي يربط الجديد بالقديم ويوصل القبائل الحديثة ويربطها بأصولها القديمة والحكم على الشيء فرع عن تصوره كما يقول : الأصوليون وقد إنتشر التزييف في المنتديات حتى أن بعضهم يبني كلامه على كتب ساقطة منسوبة إلى مخطوطات وهمية لا وجود لها وقد أثبت ذلك علامة الجزيرة العربية الشيخ / حمد الجاسر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والشيخ / أبو عبد الرحمن بن عقيل وفقه الله وغيرهم بل إن بعض الناس هداهم الله تعدوا ذلك بأن أصلوا غير الأصيل والثابت ولاؤه وطعنوا في نسب الأصيل ووجدت في أغلب المنتديات أن من يهاجم الناس في أغلب أحواله يفتقد إلى الأصل الكريم الذي يمنعه من ذلك فيغطي عيبه ونقصه ونقطة ضعفه بالطعن بغيره لعقدة نقص يجدها لا أذهبها الله عنه وفي زمن الأنترنت صارت الرويبضة بقدرة قادر شيوخ ونسابة قولهم يقين وقول غيرهم ظن ووسيلتهم لرد كل مصحح لهم ومعترض عليهم حذف المشاركات جزافا حتى ولو كانت مؤصلة تأصيلا علميا لا يستطيعون نقضه بمثله بل وتغييرها رأس على عقب في الثناء عليهم وما يفعلون وهذه والله من علامات الساعة لأن الرويبضة نطقت ولهم عادة يتسمون بغيرهم من فروع القبائل في معرفاتهم الكثيرة علهم يجدون من يصدقهم وثبت في الحديث اللعن لمن انتسب إلى غير أبيه وأن به كفر كما ورد في صحيح / البخاري رحمه الله فكيف نأخذ من مثل هؤلاء علم أو نسب ؟ بل لو جاؤونا بالصحيح لشككنا به لأن الشك والتثبت من صفاة الباحث المسلم وقد افتتح أناس مواقع باسم قبائل عربية عريقة لا يمتون لها بصلة سوى خاوة الذل على الحماية والتي كان اّباؤهم وأجدادهم يدفعونها لتلك القبيلة وصار ينسبون للقبيلة من أرادوا وينفون منها من أرادوا فهؤلاء كغثاء السيل لا يؤبه بهم ويجب على المتكلم بالأنساب أن يستحضر قدرة الله عليه وأن يجعل العقل والحكمة والأمانة هي المحور وليس الثارات الشخصية والهوى وقد كتبت لهم لما علمت بخطأ منهجهم بعد طعنهم في غيرهم أن هذه والله الجاهلية الأولى ولا يطعن بالناس إلا أرداهم كما يقال ولا يجوز للحلفاء أن يخرجوا الأبناء من أبوة اّبائهم لعلل واهية أوهى من بيت العنكبوت في مهب الريح ولا تقنع حتى السقيم قال الله تعالى : ( ادعوهم لاّبائهم .... الأية ) ولا نعتمد في الأنساب على الطعانين في الأنساب لأن بؤرة تفكيرهم قاصرة عن أن تتصورالحق تصورا صحيحا ولأن كتابهم قاصري النظر وفيهم من الغرور ما الله به عليم والمغرور لا يتعلم من أخطائه أبدا لأن العلم نور ونور الله لا يعطى لعاصي خاصة إذا كان من العلوم الشريفة الشرعية مثل الأنساب وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعلم الناس بالأنساب إذ يقول : لولا معرفتي بالأنساب ما عرفت بني قريضة وكان بنو قريضة إذا سئلوا عن نسبهم قالوا : من قريش وكذلك كان / الصديق رضي الله عنه من أعلم الناس بالأنساب إذا هذا العلم يعطى للأمثل فالأمثل ولم أجد في هذا الزمن أعلم من أهل الحديث ورجاله في الأنساب فمن أرادها فليأخذها منهم وقد استفزتني الكثير من الأخطاء التي وقعت من شلة حليفة حانقة حمقاء ومن لف لفيفها ولن أكون استفزازيا إلا مع من استفزني إبتدأ وجعل من نفسه خصما وحكما في اّن واحد وصدق رسول صلى الله عليه وسلم عندما قال : ( أنزلوا الناس منازلهم ) ومع ذلك بلينا بالطرح المتكلف من عيال العجز أبطال الكيبورد كما يسمون الذين لا يفقهون ولا يعلمون أنهم لا يفقهون حتى تصرفوا في كلامي بالإختصار المخل علميا بما أقصد بدون فهم أو تعقل أو دراية بل وحذف مشاركاتي التي لا تعجبهم وتفضح منهجهم ولم أجد مثل عقليتهم المدلسة المزورة التي لا تستحق من يخاطبها ولكنني أقول لمن هو على شاكلتهم لا تستسهل علم الأنساب ولتتكلم بما تحسن وأن لا تطعن بغيرك جزافا لأن الحق يتضح كما تتضح الشمس في رابعة النهار ومن لم ينافح عن قبيلته بما أوتي من علم وقوة فلا خير فيه ولا في ما تعلمه . ومما لا شك فيه أن الإهتمام بالأنساب مما توارثه العرب جيلا بعد جيل وتناقلوه كابرا عن كابر، فذكروه في أشعارهم وخطبهم، وهو من العلوم التي يجب تعلمها والعناية بها فهي تدعو إلى تواصل الأرحام والتعارف بين الناس، لذلك قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [ الحجرات : 13 ] وليست الأنساب هي الملاذ والمنجى يوم العرض والحساب، ولعلي أدون بعض النقاط والإفادات التي أرجو من الله أن تفيدني أولا وتفيد معي إخواني القراء، وهي :- أولا : الأنساب لا تحفظ وتدون للتغني بها والتفاخر، بل هي لصلة الأرحام والتواصل بين الناس وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم رواه الترمذي، وعلم الأنساب مما يتعلم لحفظ المواريث، ومعرفة أهل الحقوق والواجبات، أما من يكون ديدنه التفاخر بنسبه وكأنه حازه بنفسه فهو وبلا أدنى شك ممن جهل حكمة علم الأنساب وارتكب بذلك فعلا محرما يقوده إلى التعصب المنهي عنه شرعا والذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه وهذا / أبو لهب من أشرف نسب وأعرق محتد لم ينفعه نسبه ومحتده مع كفره وشركه ومثل ذلك كثير في كل زمان وعصر نسأل الله العافية . ثانيا : الأنساب منحة وقد تكون محنة من الله يهبها من يشاء من عبادة، فلا يلام الإنسان على ذلك، ولا يتخذ ذلك مجالا للمز والغمز والحط من الإنسان وقدره . ثالثا : أن في الإنتساب لغير الأب دخول في اللعن والوعيد الشديد الذي توعد به الله من قام بهذا الفعل فقد روى / البخاري في صحيحة عن / أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليس من رجل ادّعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن أدعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار وروى الإمام / أحمد و / الطبراني بسند حسن عن / عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : كفر بالمرء تبرؤٌ من نسب وإن دق وادعاء نسب لا يعرف وروى / البخاري في صحيحة عن / سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أدعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام وليس المقصود في الأحاديث الأبُ القريب بل كل ما يطلق عليه أب من الأجداد فكل جدّ هو أبٌ لأحفاده وإن سفلوا ففي هذه الأحاديث من الوعيد الشديد والبوار يوم العرض والحساب لكل من سلك طريق الإدعاء فهو في سعيه هذا ادعى ما ليس له وتعدى وظلم وخلط الأنساب والأصلاب، واعتراض على حكم الله وقدره، وهو يرى بذلك أنه أعلم من ربه بالحكمة . رابعا : أن أمور النسب تقوم على الاستفاضة والإقرار، فمن ادعى إلى قوم وهم له منكرون ودعواه تلك لا تعرف بين الناس فحجته داحضة وقوله مردود، وهذا الفعل قديم، وليس بأمر حادث، فقد كان معروفا عند العرب ويسمون من يعمل هذا الفعل ( دعي وجمعه أدعياء ) وروى / أبو اليقضان المتوفى سنة 198هـ أن رجلا يسمى / حنين ادعى إلى بني / هاشم فجاء إلى / عبدالمطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : يا عم أنا ابن أخيك / أسد بن هاشم فقال / عبدالمطلب : لا وثياب / هاشم ما أعرف فيك شمائل / هاشم فرجع خائبا إلى قومه، فقالوا : رجع بخفي / حنين ( فصل المقال شرح كتاب الأمثال : 354 ) وكذلك ادعى / أبو مسلم الخراساني أنه ابن / سليط بن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما فكان ذلك من أسباب قتله فيما بعد حيث زجره / أبو جعفر المنصور على ادعائه ذلك النسب المزعوم ثم قتله ( تاريخ / الطبري أحداث سنة : 137هـ ) ومن المعروف أن / أبا مسلم الخرساني فارسي الأصل والمحتد . وسبب الطعن في الأنساب انعدام التواضع والأشياء بأضدادها تعرف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) لأن الكبر حلية الرحمن ولا ينازع فيه ومن تواضع لله رفعه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني وقال الله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة .... الاّية ) والكبر ضد التواضع ويكون مدعاة للتنابز بالألقاب والغيبة والنميمة والتي حرمها الإسلام وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يدخل الجنة نمام ومنبعها السخرية والتي هي من داء الجاهلية نعوذ بالله منها ومن مسبباتها ومن كل نواقض المروءة والأخلاق الفاضلة التي بعث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم متمما لها ومنبع السخرية الكبر والغرور واحتقار الاّخرين أعاذنا الله وإياكم من سرطان التعصب المقيت وجنبه بلاد المسلمين وأرى أن الشرارة لذلك هو أن بعض الأغمار الضعاف هداهم الله الذين يسبون خلق الله وما يسب الناس إلا أقلهم شأنا وأضعفهم عزما ورجولة ليغطي نقطة ضعفه بذلك من عقدة نقص يجدها لا أذهبها الله عنه والنار من مستصغر الشرر كما يقال فالبدار البدار رعاكم الله إلى صدهم عن العبث بتلك القنبلة الموقوتة والتي تظر بالوطن والمواطن وقد قال الإمام / الطبري رحمه الله : ( إن أجرأ الناس على الطعن في الأنساب إنما هم القوم الذين لا ينتهون إلى محتد شريف وأصل منيف وإلا فالذي زكا مولده وطاب محتده يمنعه حرصه على نسبه أن يطعن بنسب غيره فيجر ذلك الرجل للمقابلة بأن يطعن به أيضا فيأخذ بأقوال المخالفين في نسبه ويتبع عورات قديمة وهذا من الجهل الفادح والحمق الفاضح وقد سرى هذا الداء في بعض من ينتمي إلى الشرف من الجهلة لا غير وإلا فالعلماء العارفون في كل عصر من الحق يقومون ويقعدون وبالحق يحلون ويعقدون ) وقد قال الله تعالى : ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر ) وجاء في صحيح الإمام / البخاري رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام وعليه لعنة الله ) ولقد اهتم العرب بعلم الأنساب والأصول وكان من البارعين فيه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم / أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه والحضارة تاريخ والتاريخ مراّة لحضارات الشعوب والتأليف والتدوين والجمع والتبيين محفظة لتاريخ الأمم فالأمة بدون تاريخ لا جذور لها وعلم الأنساب علم واسع ومتشعب له أهمية قصوى في حياة الناس به تعرف الشعوب أصولها وفروعها فتنتشر الروابط الاجتماعية وتقوى صلة الرحم وموقعنا هذا الذي يتكلم عن نسب وفروع وتاريخ قبيلة سبيع بن عامر الغلباء لا يقصد به التفاخر أو التعصب القبلي إنما هم جمع معلومات تهم أبناء القبيلة بالدرجة الأولى والباحثين عن الأنساب والتاريخ من القبائل الأخرى بالدرجة الثانية وقد حاولنا قدر المستطاع التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها وعدم الإنحياز لأحد على حساب أحد وهذا الموقع لكل فرد من أفراد قبيلة سبيع بن عامر الغلباء دون استثناء وقد حصل المرجو من نشر مواقع القبائل على الشبكة العنكبوتية الإنترنت وذلك بتعريف الكثير ممن يجهل بعض المعلومات عن قبيلته بسبب البعد الجغرافي أو الحضارة المدنية أو لأي سبب اّخر لذا حاولنا أن نخدم قبيلتنا ولو بشيء بسيط من ماّثرها عرفانا لهذا الكيان القبلي الشامخ قبيلة سبيع بن عامر الغلباء والحمد لله الذي جعلنا ننعم بنعمة الأمان والإيمان مع كافة إخواننا من أبناء القبائل الأخرى بعدما التم شمل الجميع تحت راية التوحيد خفاقة بقيادة جلالة الملك / عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل اّل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وإن مما سهل علينا البحث والجمع هي الكتب المتوفرة والقصائد المنشورة التي استفدنا منها بعدما تأكدنا من صحتها هذا والله أسأل التوفيق والسداد لكل من ساهم برقي هذا الصرح الشامخ ولو بالكلمة الطيبة . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات والسلام .

المستشــار
22-04-2011, 10:46 PM
يعطيك الف عافية


لا مجاملة في الانساب وكل واحد يعرف اصله


يعطيك الف عافية