مشاهدة النسخة كاملة : كَم مرَّة ابتلعتَ سؤالكَ


عبير الشوق
10-06-2011, 03:18 PM
كَم مرَّة ابتلعتَ سؤالكَ خشية تذمّر الآخرين ؟
وكم مرّة نُعِتَّ بأنك شخص لَجوج ، يُكثِر الأسئلة ، ويُطيل النِّقاش ، ولا يُقنعه أي جواب ؟
قد ترتفعُ الأصوات مُجيبة : مرات ومرات ، وقد يُجيب البعضُ : أما أنا فقد درّبتُ نفسي على عدمِ السُّؤالِ ، مُؤثرًا السَّلامة ـ رغم ما أكابدُهُ من دفع حاجةِ الفهم والتعلّم ـ ، مُحاولاً الابتعاد عمّا يُنفِّر النَّاس مني لأُبقِي على محبَّتهم وصداقتهم ، فما أقسى العيش دون أصدقاء !
وإذا سألتُ : كَم مرة استطعتَ أن تَتَجاوَزَ ردة فعل الآخرين وتصرّ على طرح الأسئلة ؟
فإن الجواب ـ فيما أظن ـ سيأتي على عكس جواب السؤال الأول !
قلّة هم من استطاعوا فعل ذلك غير عابئين بما يُقال عنهم ، أو بما يُسفر عنه تصرّفهم من انفضاضِ الناس من حولهم ، وما ذلك إلا لأنهم أدركوا أن مفتاح العِلم : السؤال ، ومفتاح طرح السؤال : الجُرأة ، ومفتاح الحصول على جوابٍ : حسن صياغة السؤال ، وحسن اختيار المَسؤول ، وحسن مناقشته دون تعنت لرأي أو فكرة ، فغايتهم الوصول إلى الحقيقة أيّا كان مصدرها .
كما أنهم عرفوا قيمة العقل ، تلك النّعمة التي خصَّهم الله بها دون سائر المخلوقات ، فرعوها حق رعايتها باستخدامِها وعدم تعطيلِها !
وعندما فتّشوا في منظومتهم الفكريَّة وجدوها قد تشكَّلت من مصادر مُتعدِّدة عبرَ سنيّ عمرهم : الوالدين ، العائلة ، المدرسة ، الأصدقاء ، والإعلام بوسائله المختلفة ، وعندما أمعنوا النظر في تلك المصادر وجدوها تفتقرُ في بعض ينابيعِها إلى الصَّفاء والنَّقاء ، فهبّوا من غفلتِهم ، حاملينَ أسئلتَهم على عاتقِهم باحثينَ لها عن أجوبةٍ وافيةٍ ، ساعينَ بكلِّ جدٍّ إلى اكتسابِ المعلومة الجديدة من مصادِرِها النَّقيّة .
إنَّ طرحَ الأسئلة حقٌ لكلِّ شَخص يريدُ أن يزدادَ علمًا ومعرفةً ، أو أرادَ أن يستيقنَ من معلومةٍ لديه ، وواجبُ من يَعرف أن يقدّم الجوابَ دون تعالٍ أو ضَنّ .
ولنا في نبيّ اللهِ إبراهيم ـ عليه السلام ـ أسوة حسنة حين قال طالبًا : "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " - (البقرة:260)

إنَّه درسٌ عظيمٌ ، حريّ بنا أن نقفَ عنده ، نتأمَّله لنتعلّمَ مِنه ...
انظر ـ تخيّل ـ : كيف عبّر خليلُ الرَّحمنِ ـ عليه السلام ـ عمَّا يَجيشُ في صدره بوضوح ، ورفع طلبَه دونَ خجل أو تردّد .
وانظر كيف اسْتَجَابَ رَبُّ العزَّةِ لَطلبه دون استنكار أو تقريع ، فقدّم له تجربة عملية مُشاهدَة يطمئن بها قلبه .
هو مؤمنٌ لم تساوره الشُّكوك ، غير أنَّه أرادَ أن يزدادَ يقينًا برؤيتهِ ذلك عيانًا إلى علمهِ به خبرًا ، فما يَقرُّ في القلبِ عن يقينٍ لا يُقتَلَع مَهما اشتدَّت المِحَنُ وادلهَمّت الفِتنُ

حورية البحر
10-06-2011, 08:39 PM
بارك الله فيكي

طرح شيق

يعطيك العافيه

بنتظار جديدك دائما

دمتى بخير

الرقيب
10-06-2011, 10:32 PM
يعطيك الف عافية


بصراحة كثير جدا

binhlailبن هليــل
10-06-2011, 11:38 PM
يعطيك الف عافي على الطرح الراقي والمفيد

لا عدمناك

ويقينا لكل مقام مقال وليس كل ما يعلم يقال سواء بسؤال او جواب

ومن الحكمة ان يحجم المرء عن سؤال يجر احراج او يكشف مثالب

او يجيب على سؤال يكون بجوابه ضرر للغير

لك خالص تحيتي

عبير الشوق
10-06-2011, 11:52 PM
كان لمتصفحي شرف حضور النُخبه

من الأعماق شكراً بعدد ما أضاءة حروفكم متصفحي
دمتم بخير وعافيه

ودي وتقديري

عساف الأصائل
10-06-2011, 11:55 PM
طرح راقي برقي فكرك


بارك الله فيك اختي الكريمة

عبير الشوق
10-06-2011, 11:59 PM
طرح راقي برقي فكرك


بارك الله فيك اختي الكريمة


أخي الكريم عساف / حضورك الكريم فخرا لمتصفحي
شكراً من هنا لحد السماااااا .. حضورك إغداق لمتصفحي بوافر من كرمكم .
ودي وتقديري

همسات شاعرية
17-06-2011, 05:15 PM
بارك الله فيك أختي الفاضلة فيما كتبتى

http://i33.tinypic.com/5mmz28.gif

عبير الشوق
29-07-2011, 01:28 AM
بارك الله فيك أختي الفاضلة فيما كتبتى

http://i33.tinypic.com/5mmz28.gif (http://i33.tinypic.com/5mmz28.gif)



همسات / بارك الله فيكِ وفي عمرك

دمتي بخير وعافيه

ودي وتقديري