مشاهدة النسخة كاملة : العشيرة والقبيلة عند العرب


امارة الاوس
15-02-2013, 10:40 AM
العشيرة والقبيلة عند العرب

إن العشيرة هي أهم وأصغر وحدة سياسية عند أقوام شبه الجزيرة العربية القدماء، وقد ذكر الزبيدي أن لفظة العشيرة مشتقة في اللغة العربية من المعاشرة، أي المخالطة، وعشيرة الرجل: بنو أبيه الأدنون أو قبيلته، وقد أوضح النويري أن أفراد العشيرة يتعاقلون الى أربعة آباء، لذا فإن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) اتجه لدعوة قومه الى الإسلام عملاً بقوله تعالى : (وأَنذِر عَشيرَتَكَ الأقرَبين)..(الشعراء 214)... اقتصر في دعوته على بني عبد مناف وهم يجتمعون معه في الجد الرابع، ومن ثم جرت السنة بالمعاقلة الى أربعة آباء..

يستنتج مما تقدم أن العشيرة وحدة سياسية اجتماعية أكبر حجماً من الأسرة لأنها تتألف من عدة بيوت أو أسر، وهي أصغر من القبيلة لأن القبيلة تتألف عادة من عدة عشائر..

ويلاحظ أن بعض المصادر العربية لا تفرق بين العشيرة والقبيلة وتنظر إليهما وكأنهما شيء واحد، كما أن بعضها قد تطلق مصطلح قبيلة على مجموعة من الأفراد لا يزيد عددهم على ثلاثة أو أربعة أفراد،مما يوحي بأن مدلول هذه المصطلحات ليس محل اتفاق في المصادر العربية القديمة..

وقد أشير الى أن العشيرة كانت تعرف قديماً بإسم (حي) ويبدو أن كلمة الحي كانت تدل في الأصل على ذوي القربى، أي على الجماعة التي يمت بعض أفرادها الى بعض بعلاقة الدم،وأنها كانت في الأصل مشتقة من الحياة لاعتقادهم أن لأعضاء الحي الحياة واحدة كما يجري في عروقهم دم واحد،ومن أجل ذلك كانوا إذا قتل منهم قتيل قالوا:(طل دمنا) لاعتقادهم أن ليس لهم إلا دم واحد يشتركون فيه ويحيون به..

وقد كان الحي يتألف من عدة بيوت أو دور، فلما كثرت هذه البيوت وامتدت أطرافها تحولت دلالة كلمة حي من معناها القديم الذي يراد به القرابة الى معنى جديد يراد به محل السكنى أو الإقليم، وبذلك أصبحت العشيرة العربية جماعة تتألف من عدة بيوت أو أسر وتقطن حياً واحداً أو منطقة واحدة..

وهكذا فقد جرت العشائر العربية المستقرة في الحضر كأهل مكة على أن تسكن كل واحدة منها في حي خاص بها، وكان يطلق على أحياء مكة (الشعاب) لأنها تقع بين شعاب الجبال، فكان يقال: شعب بني كنانة، وشعب آل الأخنس، وشعب ابن يوسف، وهكذا..
وبذلك غدت كلمة شعب مرادفة في معناها لكلمة حي، يقول الهمداني أن (شعب وشعب): حي، لذا فقد توصل الدكتور جواد على الى أن مدينة مكة كانت: (مقسمة الى شعاب)، والشعاب هي وحدات اجتماعية مستقلة تحكمها الأسر..

في ضوء ما تقدم يمكن فهم مقاطعة قبيلة قريش لبني هاشم وبني المطلب حينما حصرتهم في شعب أبي طالب، فقد ذكر الأزرقي، أن هذا الشعب كان لهاشم بن عبد مناف ثم ورثه من بعده ابنه عبد المطلب الذي قسم حقه بين أولاده، وبذلك أصبح هذا الشعب هو الحي الذي يسكن فيه بنو هاشم وبنو المطلب، وهم يشكلون وحدة اجتماعية سياسية (عشيرة) في إطار وحدة اجتماعية سياسية أكبر منها تتألف من عدة عشائر هي قبيلة قريش..

أما في البوادي، حيث تعيش العشائر البدوية، فقد كان لكل حي أو مجموعة من الأحياء مرعاها الخاص بها وماؤها الخاص بها لا يقربه غريب إلا عرض نفسه للأخطار ما لم تستجر بأحد أعضاء الحي أو يدخل في حمايته، وفي داخل الإقليم كانت الأسر تنتقل بحرية من ماء الى ماء بأنعامها وخيامها..
وكانت الأحياء في حوزة العشيرة أو القبيلة الواحدة تدعى بـ (الحمى) وهي تتناسب في حجمها وسعتها مع قوة ونفوذ العشيرة التي تحميها، فقد ذكر مثلاً: أن كليب بن وائل كان أعز العرب، لذا فقد مد حمايته على أراضي واسعة من بلاد العرب، وأسرف في ذلك وبغى، حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب، فلا يرعى حماه..

ولما كانت عشائر أقوام شبه الجزيرة العربية عشائر إقليمية تكيفت أوضاعها المعاشية لتناسب الطبيعة الصحراوية لشبه الجزيرة، فقد وجب أن يكون أفراد العشيرة على درجة من الكثرة بحيث تستطيع الدفاع عن نفسها ضد هجمات أعدائها، وأن تكون من القلة بحيث تستطيع أن تجد ما يكفي أفرادها من الماء والكلأ داخل الإقليم أو الحمى الخاص بها، ولذا كان عدد أفراد العشيرة يتراوح أحياناً بين ثلثمائة وبين ستمائة أو ألف رجل، وقد أشير الى أن عدد ألف هو الرقم المستعمل عند العبرانيين للدلالة على العشيرة..
أما عند العرب، فيبدو أنه لم يكن هنالك تحديد لعدد أفراد العشيرة أو القبيلة لأن عدد أفراد كل عشيرة أو قبيلة مرهون بظروف حياتها الاقتصادية، فإذا كانت هذه الظروف مؤاتية زاد عدد أفراد العشيرة والقبيلة، أما إذا كانت على العكس من ذلك فقد تضطر العشيرة الواحدة الى الانقسام الى عشيرتين أو أكثر فتكون كل واحدة منها حياً خاصاً بها له ظروفه الخاصة ومصالحه المستقلة، وقد يحصل في بعض الأحيان أن تتناقض المصالح بين العشيرتين ذوات الأصل الواحد فيؤدي ذلك الى المنازعات والحروب كما حصل بين الأوس والخزرج وبين بكر وتغلب، وعبس وذبيان..(الوسيط في تأريخ العرب قبل الإسلام/ د. هاشم يحيى الملاح/ ص362-364)...
التكوين الاجتماعي للعشيرة

تتكون العشيرة بصورة رئيسية من أفراد يعتقدون أنهم ينحدرون من جد أعلى واحد، ومن ثم فإن الرابطة التي تربط بعضهم ببعض هي رابطة الدم، وقد أطلق على هؤلاء الأفراد (الصليبة) وذلك لأنهم أصلاء من حيث النسب، فقد جاء في معجم تاج العروس أن معنى كلمة عربي صليب: خالص النسب، وامرأة صليبة: كريمة النسب عريقة..

في ضوء ما تقدم فقد كان أفراد العشيرة الصليبة يرون أنفسهم متساوين في المكانة والشرف، وفي الحقوق والواجبات، وكان ابن العشيرة وبخاصة البدوي، يعامل زعيمه الشيخ المتبوع معاملة الأكفاء والقرناء، فكأن الهيئة الاجتماعية التي يعيش فيها قد ساوت بين الناس على الإطلاق..

وإذا كان أفراد العشيرة الصليبة متساوون من حيث المبدأ، فإن واقع الحياة كان يفرض عليهم التمايز بسبب تفاوت المؤهلات الطبيعية والقدرات الاجتماعية والاقتصادية،فكان بعض الأفراد يبزون أقرانهم في الكرم والشجاعة وحسن الرأي فضلاً عن القيام ببعض الواجبات التي يفرضها العرف القبلي كالثأر وحماية الجوار والدفاع عن العرض، ومن الواضح أن معظم هذه الصفات صفات خلقية لا تورث، فلا يكون ابن الشريف شريفاً إلا إذا حافظ بأعماله على صفات المروءة ومتطلباتها..

وكان من أهم الواجبات التي يلقيها العرف على عاتق ابن العشيرة أن يتضامن مع أفراد عشيرته في كل الظروف و الأحوال، وأن يضع مصلحة القبيلة فوق مصلحته الشخصية، حتى وإن بدا له أن قبيلته على خطأ وضلال، وإن في التزامه بموقف قبيلته إضرار بنفسه ومستقبله..

ويبدو أن السبب الذي يقف وراء فكرة التضامن المطلق بين أفراد العشيرة هو أن العشيرة كانت بمثابة الدولة التي تحمي حقوق أبنائها في مواجهة العشائر الأخرى، ومن ثم فإن تفكك أفراد العشيرة وعدم التزامهم بموقف موحد قد يؤدي بهم الى الضعف والهلاك، لذا نلاحظ أن التضامن بين أفراد العشيرة يكون في أقوى حالاته بين أفراد العشائر البدوية، اما العشائر المقيمة في الحواضر والمعتمدة على حماية الدولة فإن روح التضامن بين أفرادها تميل الى الضعف والتلاشي بمرور الزمن..

اما الحقوق التي كان يتمتع بها ابن العشيرة في مقابل تضامنه مع أفراد قبيلته والتزامه بما يقع على عاتقه من واجبات، فهي تتلخص بالحقوق الآتية:-

1- حق ابن العشيرة في حماية عشيرته له حينما يستنجد بها طالباً العون والمساعدة من غير تردد أو توقف لمسائلته إن كان محقاً في طلبه أم لا، وقد عبر عن هذا المعنى الشاعر قريط بن أنيف بقوله:

لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا

2- حق ابن العشيرة في أخذ ثأره من الشخص الذي جنى عليه أو من أحد أفراد عشيرته إن تعذر عليهم الوصول الى الجاني، وكانت العشائر القوية ترفض أخذ الدية مقابل التنازل عن ثأرها لأن في ذلك عاراً ومذلة، وفي ذلك يقول الشاعر مرة بن عداد الفقمي:

فلا تأخذوا عقلا من القوم إنني أرى العار يبقى والمعاقل تذهبُ

وقد أشير الى أن سبب الإصرار على أخذ الثأر راجع الى أن العرب كانوا يعتقدون بأن هنالك هامة تنوح على قبر القتيل تطالب بثأره ولا تهدأ حتى يتم تحقيق مطالبها..

3- حق ابن العشيرة الصليبة في إجارة من يطلب إجارته، ويتمتع بهذا الحق جميع أفراد العشيرة الصليبة، رجالاً ونساءاً، كباراً وصغاراً، ويلاحظ أنه بموجب هذا الحق يستطيع ابن العشيرة الصميم أن يضم الى عشيرته أفراداً غرباء عنهم ويلزم عشيرته أن تحميهم وتدافع عنهم..

وكان يكفي لمنح الجوار أن يدخل المستجير خيمة رجل أو يمسك حبل الخيمة أو يرتمي بين يدي المرأة أو يذكر بأنه أصبح دخيلاً لكي يظفر بالدخالة والحماية، وكان على رجل القبيلة أن يحميه ويدافع عنه، إذ أن رد الدخالة ليس من المروءة، ولكن يجوز للحامي أن يفسخ الجوار متى شاء، على أن يعلن ذلك في المحلات العامة ويعطي للدخيل مهلة لتدبر أمره..

وهكذا فقد كانت العشيرة العربية تضم في عضويتها فضلاً عن أبنائها الصليبة وهم يشكلون الغالبية العظمى من أفرادها، بعض الأفراد الذين منحتهم الحماية أو الجوار، وكان يطلق على هؤلاء الأفراد أسم (الحلفاء) ومفردها (حليف) وقد أخذ هذا الأسم من الحلف أي القسم الذي يؤديه الحليف لصاحبه بأنه يخلص له ولا يغدر به..
ومن الواضح أن الحليف لا يرتبط بالعشيرة التي انتمى اليها برابطة الدم، وذلك لأنه في الأصل ينتمي الى عشيرة أخرى وأنه قد انفصل عن عشيرته لسبب من الأسباب،وكان من جملة الأسباب التي تدعو الأفراد للانفصال عن عشائرهم والالتجاء الى عشائر أخرى طالبين الحماية والتحالف هو الخلع، وكان الأفراد يخلعون من عشائرهم إذا ارتكبوا جرائم ضد أحد أفراد عشيرتهم،أو أساءوا التصرف الى الحد الذي يصبح فيه وجودهم بين أفراد قومهم غير مرغوب به فيه، كما قد يكون سبب انفصال الرجل عن عشيرته والتحاقه بعشيرة أخرى راجعاً لعوامل مصلحية كأن يلتجئ الى عشيرة معينة للعمل فيها والمتاجرة مع أفرادها أو ليتزوج أحد نسائها ويعيش بين أفرادها الى جانب زوجته..

ويلاحظ أن مكانة الحليف في العشيرة هي دون مكانة ابن العشيرة الصريح، فكانت دية الحليف إذا قتل نصف دية ابن العشيرة الصريح، ومن ثم فإنه لا يطمح أن تكون له الزعامة في العشيرة التي تحالف معها لأنه لا يوازي في المكانة والشرف أبناءها الصرحاء،أما ما عدا ذلك فإن الحليف يتمتع بسائر الحقوق التي يتمتع بها أفراد العشيرة كحقه في الحماية والمساعدة والثأر له إن قتل، كما أن عليه أن يتضامن مع أفراد العشيرة في الاحوال كافة، وأن يضع المصلحة العليا للعشيرة التي انتمى اليها فوق مصالحه الخاصة..

وكانت العشيرة تضم فضلاً عن أبناءها الصرحاء وحلفائهم، ما يملكه أفرادها من العبيد، وكان مصدر هؤلاء العبيد من أسرى الحروب، أو الشراء، أو الولادة لآباء و أمهات من الرقيق، فقد ذكر الأصفهاني أن العرب كانت (تستعبد أبناء الإماء)..

وقد أشير الى أن غالب الأرقاء في المجتمع العربي كانوا يأتون عن طريق الشراء من شرق افريقية، أما الرقيق العرب الذين يأتون عن طريق الأسر في الحروب والغزوات فكانت قبائلهم تحرص على إنقاذهم من الرق بدفع الفدية أو مبادلتهم بالأسرى: إذ ليس من الشرف للقبيلة أن تترك أفرادها المأسورين أرقاء عند القبائل الأخرى..
ولما كان الرقيق ملكاً لسيده فإنه لم يكن له حقوق مدنية أو سياسية في العشيرة، وكان عليه أن يعمل في خدمة سيده ويطيع أوامره طاعة تامة، وقد عبّر عن ذلك عنترة بقوله:-
العبد عبدكم والمـــال مـــالكم فهل عذابك عني اليوم مصروفُ

وكان للسيد أن يعتق عبده فيمنحه حريته إذا أدى له خدمة كبيرة، ومن الأمثلة على ذلك أن جبير بن مطعم كان قد وعد عبده وحشياً إن قتل حمزة- عم النبي- في معركة أحد، فإنه سيعتقه، فلما أفلح في تحقيق هذا الهدف أعتقه فصار حراً..

وقد ذكر الأصفهاني أنه إذا كان للرجل الحر أمة فأنجبت مولوداً فإنه يكون في العادة رقيقاً، إلا إذا استطاع أن يقدم من الأعمال ما يجعله جديراً بالحرية والانتساب الى أبيه، فعند ذلك يعترف ببنوته ويصبح حراً، ومن أبرز الأمثلة التي يقدمها لنا التأريخ العربي في هذا المجال قصة عنترة بن شداد، فقد ذُكر أن عنترة كان ولداً لأمة سوداء تدعى زبيبة، وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة استعبدوه، وكان لعنترة إخوة من أمه عبيدٌ، وكان سبب إدعاء أبي عنترة إياه أن بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم واستاقوا إبلاً، فتبعهم العبسيون فلحقوهم عما معهم، وعنترة يومئذٍ فيهم، فقال له أبوه كر يا عنترة، فقال عنترة: العبد لا يُحسن الكر، إنما يُحسن الحِلابَ والصّرّ، فقال: كر وأنت حر، فكرّ وهو يقول:-

أنـــــا الهجـــين عنــترة كل أمري يــحمي حرة
أســـــــوده وأحـــــمــره والشعـــرات المشــعرة
الــــوارادت مــــشــــــفرة

وقاتل يومئذٍ قتالاً حسناً، فادعاه أبوه بعد ذلك وألحق به نسبه.. (الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام/ د.هاشم الملاح/ص364 وما بعدها)..




العشيرة والحياة السياسية

تستند الحياة السياسية في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية على ظاهرة انقسام المجتمع الى فئتين متمايزتين، هما فئة الحكام وفئة المحكومين، ولا يشترط للقول بوجود هذا التمايز بين الحكام والمحكومين أن تكون هناك هيئات حكومية في المجتمع، لأن مثل هذه الهيئات لا تظهر إلا بعد تطور طويل، أما في المرحلة الجنينية من الحياة السياسية في المجتمع فتتجسد السلطة السياسية في وجود شخص يحظى بإحترام أفراد المجتمع ويكون له عليهم حق الطاعة، وهذا الشخص قد يكون شيخاً أو رئيساً أو حاكماً..
والحقيقة أن السلطة السياسية في العشيرة هي تطور للسلطة الأبوية التي يتمتع بها رب الأسرة على أفراد أسرته، لأن العشيرة هي مجموعة من الأسر التي يتصل بعضها ببعض بصلة النسب كما أوضحنا سابقاً، ومن ثم فإن رئيس العشيرة أو بعضها ببعض بصلة النسب كما أوضحنا سابقاً، ومن ثم فإن رئيس العشيرة أو شيخها هو أحد أبرز رؤساء الأسر في العشيرة الذي تحمل مسؤوليته إدارة الشؤون العامة لأفراد عشيرته بالتعاون مع بقية رؤساء البيوت والأسر..

وقد أطلق ابن خلدون على السلطة السياسية في المجتمع أسم (الوازع) وذكر أن المجتمع بحاجة الى السلطة أو الوازع الذي يزع الناس من أن يعتدي بعضهم على بعض.
إن فكرة الوازع عند ابن خلدون تعني السلطة المادية التي تتجسد في الدولة وأجهزتها، وهي أبرز ما تكون في المجتمعات الحضرية، كما تعني السلطة المعنوية التي يمارسها بعض الأفراد على بعض في أحوال خاصة،فالوازع(يتدرج من السلطة المعنوية التي لشيوخ البدو وكبرائهم الى السلطة المادية التي تقوم على الغلبة والسلطان) التي هي الملك عند الحضر.
إن هذا التدرج في طبيعة الوازع إنما يفرضه اختلاف في نوعية الحياة السائدة في كل من البوادي والحواضر، ففي الوقت الذي تتسم فيه الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البادية بالبساطة واليسر تتسم الحياة في الحواضر بالتشابك والتعقيد..
لذا فقد تمثل الوازع عند البدو في سلطة مشايخهم وكبرائهم التي تستند الى العرف والتقاليد، يقول ابن خلدون:

وأما أحياء البدو فيزع بعضهم عن بعض مشايخهم وكبراؤهم بما وقر في نفوس الكافة لهم من الوقار والتجلة، اما حللهم فيذود عنها حامية الحي من أنجادهم وفتيانهم المعروفين بالشجاعة فيهم..

إن سلطة المشايخ والكبراء هنا لا تستند على القهر والتغلب التي هي احدى سمات الملك، وإنما تستند الى العصبية والى ما وقر في نفوس الكافة من الوقار والتجلة الذي هو سمة من سمات الرئاسة، فالرئاسة كما يذكر ابن خلدون: إنما هي سؤدد وصاحبها متبوع، وليس له عليهم قهر في أحكامه.. (الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام/ د.هاشم الملاح/ص368-369)..


صفات رئيس العشيرة

لما كانت رئاسة العشيرة نوعاً من السلطة الأبوية التي يطاع صاحبها ليس بسبب ما لديه من قدرة وقوة على قهر الناس وإخضاعهم، وإنما بحكم ما يتمتع به في نفوس الناس"من الوقار والتجلة" كان يجب أن يتحلى بمجموعة من الصفات التي تنتزع احترام الناس واعجابهم به بصورة طوعية، وتقودهم-من بعد- الى طاعته، وتنفيذ قراراته وقد عبر عن جانب من هذا المعنى عامر بن الطفيل حينما قال:

وإني وإن كُنتُ ابن سيد عامـــر وفي السر منها والصريح المهذب
فما سودتني عامر عـــن وراثة أبــى الله أن أســمــو بـــأم ولا أبِ
ولكنني أحمي حماها وأتـــــقي أذاهـــا وأرمي من رماها بمقنــبِ

إن ما تقدم يتطلب أن يكون رئيس العشيرة ممثلاً لأفضل الصفات والمثل التي يؤمن بها أفراد عشيرته، وأن تكون سياسته وتصرفاته مطابقة لرأي وتطلعات غالب أفراد العشيرة، ومن ثم يكون حكمه لعشيرته هو بمثابة حكم العشيرة نفسها بنفسها، وهو جوهر الفكرة الديمقراطية..

وقد أوردت المصادر كثيراً من الصفات الواجب توافرها في شيخ العشيرة وهي تتفاوت فيما بينها في تعداد هذه الصفات وفي ترتيبها، وذلك لأن هذه المصادر كانت تتحدث عن حالات خاصة ولم تحاول استخلاص صفات عامة من خلال دراستها للحالات الخاصة، وقد لخص الآلوسي هذه الصفات فقال وكان عرب ما قبل الإسلام لا يسودون إلا من تكاملت فيه ست خصال: السخاء والنجدة والصبر والحلم والتواضع والبيان، والحقيقة أنه يمكن إرجاع هذه الخصال الست الى ثلاث خصال هي: العقل، والكرم والشجاعة، وذلك لأن الصبر والحلم والتواضع والبيان كلها مظاهر على قوة العقل وحسن التفكير، أما النجدة فهي إحدى علامات الشجاعة، وأما السخاء فهو يعني الكرم..

وقد عبّر عن معظم هذه الصفات قيس بن عاصم حينما سئل: بم سدت قومك؟ قال: ببذل الندى، وكف الأذى، ونصرة المولى، وتعجيل القُرى.. كما تتردد هذه المعاني نفسها في قول عرابة بن أوس حينما سُئل: بأي شيء سدت قومك يا عرابة؟ قال: إني والله،لأعفو عن سفيههم،وأحلم عن جاهلهم،وأسعى في حوائجهم وأعطي سائلهم..
ويبدو أن مدى توافر هذه الصفات وكيفيتها مسألة نسبية تختلف من سيد الى آخر ومن عشيرة الى أخرى، فقد تتخلف إحدى هذه الصفات بالنسبة لأحد السادة لتعوض عنها صفة أخرى تكون موضع رضى وإعجاب الناس به، لذا فقد روى الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قوله : ما رأيتُ شيئاً يمنع من السؤدد إلا قد رأيناه في سيد..
إلا أن من الثابت أن الرجل الذي يسوده قومه لا يسودونه إلا لشيء من الخصال الجميلة والأمور المحمودة التي رآها قومه فيه فسودوه..(الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام/ د.هاشم الملاح/ص369-370)..


اختيار رئيس العشيرة
يتأثر أسلوب العرب في اختيار رئيس العشيرة بطبيعة العشيرة وتكوينها وقد سبق أن أوضحنا ان العشيرة ذات طبيعة أبوية لأنها تتكون من مجموعة أسر تربط أفرادها بعضهم ببعض رابطة عصبية الدم وتندرج هذه العصبية في القوة من الخاص الى العام فعصبية أبناء الأسرة الواحدة بعضهم تجاه بعض أقوى من عصبيتهم تجاه أبناء الاسر الاخرى من عشيرتهم نفسها . يقول ابن خلدون : (أعلم ان كل حي أو بطن من القبائل وان كانوا عصابة واحدة لنسبهم العام ففيهم عصبيات أخرى لأنساب خاصة هي أشد التحاما من النسب العام مثل عشير واحد أو أهل بيت واحد أو أخوة بيت أب واحد لا مثل بني العم الأقربين أو الابعدين ) ..(أبن خلدون ، المقدمة ، ص 131)..

في ضوء ما تقدم فان رئيس العشيرة لابد ان يكون من أبنائها الصرحاء اذ لا يمكن للحليف ان يشغل هذا المنصب لفقدان العصبية العائلية او العشائرية التي تعينه على قيادة العشيرة . (المصدر نفسه ص132) . كما لا يمكن لابن العشيرة الصريح ان يتولى رئاسة العشيرة اذا كان ينتمي الى أسرة ضعيفة لا تستطيع ( منافسة الاسر الكبيرة ذوات العصبية القوية في داخل العشيرة،لان الرئاسةـ كما يقول ابن خلدون،( لا تكون الا بالغلب، والغلب انما يكون بالعصبية كما قدمناه فلآبد في الرئاسة على القوم ان تكون من عصبية غالبة لعصبياتهم واحدة واحدة) ...(المصدر نفسه ص132)..

ومن ثم ، فان رئيس العشيرة لابد ان يكون من بيت معروف بالقوة والشرف، ومعنى ذلك ( أن يُعد الرجل في آبائه أشرافاً مذكورين يكون له بولادتهم إياه والانتساب اليهم تجلة في أهل جلدته لما وقر في نفوسهم في تجلة سلفة وشرفهم بخلالهم).. (المصدر نفسه 134)..

غير أن عناية العرب بالنسب والعصبية في اختيار رئيس العشيرة لم تجعلهم يغفلون الاهتمام بالفضائل الأخلاقية التي ينبغي على رئيس العشيرة أن يتحلى بها كالعقل والشجاعة والكرم، وإنما رأوا أن توافر مجموعة هذه الصفات من الأمور الضرورية لمن يتولى رئاسة العشيرة، لذا فإن العرب لم يأخذوا بالنظام الوراثي الذي يقوم على أرستقراطية النسب بصورة مطلقة كما لم يميلوا الى نظام الانتخاب الحر الذي يفسح المجال لأفراد العشيرة كافة بالتطلع الى منصب الرئاسة..

لقد لاحظ ابن خلدون أن بقاء الرئاسة في بيت واحد في ظل شروط الرئاسة التي قدمنا الحديث عنها أمر في غاية الصعوبة، لذا فقد توصل الى أن نهاية الحسب في العقد الواحد أربعة آباء في الغالب،وقد أشار الى أن كسرى سأل النعمان بن المنذر الغساني :هل في العرب قبيلة تتشرف على قبيلة؟ قال: نعم، قال: بأي شيء؟ قال: من كان له ثلاثة آباء متوالية رؤساء ثم اتصل ذلك بكمال الرابع فالبيت من قبيلته، وحينما حاول النعمان أن يحصي هذه القبائل التي ناله هذا الشرف بين العرب فوجدها لا تتجاوز الخمس عشائر، وهي: آل حذيفة بن بدر الغزاوي، وآل ذي الجدين بيت شيبان، وآل الأشعث بن قيس من كندة، وآل حاجب بن زرارة، وآل قيس بن عاصم المنقري من بني تميم..(المصدر نفسه ص136-137)..

في ضوء ما تقدم يمكن القول أن العرب كانوا يأخذون بمبدأ الوراثة في اختيار رئيس العشيرة عند توافر شروط السيادة في ابن رئيس العشيرة المتوفى، ولكن عند عدم توافر هذه الشروط فإنهم يلجأون الى انتخاب رئيس لهم من بين الأشخاص الذين تتوافر فيهم هذه الشروط على أن يكون من بيت الرئيس السابق أو أحد البيوت الشريفة في العشيرة..(تأريخ العرب قبل الإسلام/ د. هاشم الملاح/ ص372)...

واجبات رئيس العشيرة وحقوقه

إن واجبات رئيس العشيرة الرئيسة هي أن يعمل على تحقيق أهداف العشيرة التي يعجز كل فرد من أفرادها لوحده عن الاضطلاع بها، ويمكن تلخيص هذه الواجبات في النقاط التالية :-

1- رعاية شؤون العشيرة وتحقيق التكافل بين أفرادها، فكان عليه أن يعين الضعفاء ويواسي المنكوبين ويفتح في بيته مضيفاً للضيوف والوافدين ومندوبي العشائر الأخرى، ولم يكن القيام بهذا الواجب بالأمر الهيّن، بل كان يتطلب من رئيس العشيرة تحمل الكثير من التضحيات، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكر عن مسلم بن نوفل سيد بني كنانة، حين اعتدى رجل على ابنه وابن أخيه فجرحهما، فأرسل اليه وسأله: ما أمّنك من انتقامي؟ قال: فلمَ سوّدناك إذاً، إلا أن تكظم الغيظ، وتحلُم عن الجاهل، وتحتمل المكروه؟ فخلى سبيله..(ابن عبد ربه/ العقد الفريد/ ج2 ص288)..

وكان يقع على عاتق رئيس العشيرة اختيار منازل العشيرة إذا كانت عشيرة بدوية، فقد روي أن كليب بن ربيعة كان هو الذي ينزلهم منازلهم ويرحّلهم ولا ينزلون ولا يرحلون إلا بأمره، كما كان لا يحمى حمى إلا بأمره، وكان إذا حمى حمى لا يُقربُ..

أما إذا كانت العشيرة حضرية من أهل المدن، فإن عليه تنظيم سكناهم وإدارة شئونهم العامة كما فعل قصي بن كلاب حين تولى رئاسة قبيلة قريش، فقد ذكر ابن اسحاق: أن قصي بن كلاب حين ولي أمر مكة، جمع قومه من منازلهم الى مكة وتملك على قومه وأهل مكة فملكوه... فكانت اليه الحجابة والسقاية والرفادة، والندوة واللواء،فحاز شرف مكة كله،وقطع مكة رباعاً بين قومه، فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة التي أصبحوا عليها..( ابن هشام / السيرة/ ق1 ص124-125)...

2- تنظيم أمور الدفاع عن العشيرة وقيادتها في أوقات الحروب وكان هذا الواجب من أهم واجبات رئيس العشيرة، لذا كانت الشجاعة من ألزم الصفات له، سأل عبد الملك بن مروان رَوح بن زِنباع عن مالك بن مسمّع، فقال: لو غضب مالك لغضب معه مائة ألف سيف لا يسأله واحد منهم، لم غضبت؟ فقال عبد الملك: هذا والله السؤدد..( ابن عبد ربه/ العقد الفريد/ ج2 ص287)..

وقد كان بعض رؤساء العشائر من أبرز فرسان عشائرهم لذا كانوا يفخرون بالدفاع عن قومهم وقيادتهم لهم في أوقات الحروب من أمثال عامر بن الطفيل الذي يقول :

وإني وإن كنتُ ابن سيد عامر وفارسها المشهور في كل موكب
فما سودتني عامر عن وراثة أبى الله أن أســمــو بجــد ولا أب
ولكنني احمي حماها وأتقــي أذاها وأرمي من رماهــا بمنكبي

أما إذا لم يكن رئيس العشيرة فارساً وبخاصة إذا كان متقدماً في السن فإن له أن يعقد القيادة في الحرب الى أحد فرسان العشيرة لذا يذكر ابن اسحاق أن قريشاً لم تكن تعقد لواءً لحرب قوم إلا في دار قصي، كما ذكر أن قصياً حينما عهد الى ابنه عبد الدار بزعامة قريش قال له: .. ولا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك..(ابن هشام/ السيرة/ ق1 ص129)..

3- حسم المنازعات بين أفراد العشيرة، لما كانت المنازعات بين البشر من شيم النفوس، فإنه لم يخل مجتمع من المجتمعات من الخصومات والمنازعات، لذا كان من أولى واجبات رؤساء العشائر أن يعملوا على حل الخلافات وتسوية المنازعات التي تنشب بين أفراد العشيرة...

وكانت أصعب المسائل التي تواجه أفراد العشيرة أنه حينما يرتكب أحد أفرادها جناية قتل ضد أحد أبناء العشيرة الآخرين، وذلك لأن العرف يقضي بقتل القاتل، ومن ثم تواجه العشيرة مأزقاً كبيراً يهدد وحدتها، إذ كيف تسمح لنفسها بقتل أحد أبنائها وهي المكلفة بحمايته والمحافظة على دمه، لذا كانت تلجأ في مثل هذه الحالة الى خلع الجاني وطرده من عضويتها، فيصبح مهدور الدم، لا أحد يحميه أو يدافع عنه، فيضطر في النهاية الى أن يتحول الى قاطع طريق أو يلتجأ الى احدى العشائر طالباً حمايتها والانتساب اليها...

أما المخالفات والجنايات اليسيرة فكان يتم حسمها على وفق قواعد العرف السائدة بين العرب، فإذا عجز رؤساء الأسر والعشيرة من حسمها بسبب الانتقام حولها بين أفراد العشيرة أو بسبب غموضها أو بعض الملابسات المحيطة بها، فقد يتفقون على عرضها على أحد حكام العرب من داخل العشيرة أو خارجها، وكان للعرب حكام ترجع اليها في أمورها، وتتحاكم في منافراتها، ومواريثها، ومياهها، ودمائها، لأنه لم يكن دين يرجع الى شرائعه، فكانوا يحكمون أهل الشرف، والصدق والأمانة، والرئاسة، والسن، والمجد، والتجربة...

وكانت أهم مشكلة تواجه الحكام أنهم لم يكونوا يملكون المؤسسات التي تنفذ قراراتهم ومن ثم كان تنفيذها معتمداً على مدى قناعة طرفي المنازعة بالالتزام بها وتنفيذها، لذا فقد كان بعض الحكام يرفضون النظر في المنازعة إلا بعد حصولهم على تعهد من طرفي المنازعة بقبول الحكم وتنفيذه..

أما حقوق رئيس العشيرة على أفراد عشيرته فكانت تتلخص في ثلاثة أمور هي:-

1- حقه في إطاعة أوامره، إذ لا معنى للسؤدد والرئاسة إذا لم يكن صاحبها مطاعاً في قومه، وقد وصلت الينا عدة من الأخبار التي تظهر مدى احترام أفراد العشيرة لسيدهم وطاعتهم لأوامره، فقد ذكر ابن اسحاق أن أمر قصي في قومه من قريش (كالدين المتبع لا يعمل بغيره)... ولم تكن طاعة العشيرة لسيدهم صادرة من خوف أو خشية من سيد العشيرة وإنما مصدرها القناعة والاحترام...

2- مساعدة رئيس العشيرة في تحمل الأعباء المالية التي تقع على عاتقه من جراء قيامه بواجبات عدة من أجل خدمة العشيرة، لذا فقد جرى العرف على منح سيد العشيرة ربع ما تحصل عليه العشيرة من غنائم الحروب فضلاً عن الصفي الذي يصطفيه لنفسه من الغنيمة وغير ذلك من الامور اليسيرة، وقد عبّر الشاعر عبد الله بن عتبة الضبي عن هذا الحق في رثائه لبسطام بن قيس سيد بني شيبان بقوله:-

لك المرباع فيها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول

وقد أشير الى أن المقصود بـ (المرباع) هو ربع الغنيمة، والصفايا هي الأشياء التي يصطفيها الرئيس لنفسه من خير ما يغنم، والحكم هو أن يبارز الفارس فارساً قبل التقاء الجيشين فيقتله ويأخذ سلبه فالحكم في ذلك للرئيس إن شاء ردّه في جملة المغنم، والنشيطة ما أصاب الجيش في طريقه قبل أن يصل الى هدفه، والفضول ما يفضل من الغنيمة فلا ينقسم...

أما بالنسبة للعشائر العربية المستقرة التي لا تمارس الغزو ولا تحصل على غنائم فقد وصل الينا من الأخبار ما يشير الى معاونتها لسيد العشيرة بطرق أخرى، منها ما فعلتها قريش في تغطية نفقات الرفادة فكانت تخرج في كل موسم من أموالها الى قصي بن كلاب فيصنع به طعاماً للحاج، فيأكله من لم يمكن له سعة ولا زاد...

3- حقه في معاونة جميع أفراد العشيرة له في الاضطلاع بواجباته في الدفاع عن العشيرة في أوقات الحروب وفي حماية الأمن الداخلي للعشيرة وغير ذلك من الأمور، وذلك لأنه لم يكن لدى العشيرة مؤسسات إدارية متخصصة لخدمة مصالح العشيرة،ومن ثم وجب على كل فرد فيها أن يضع نفسه وإمكانياته في خدمة العشيرة كلما بدا ذلك ضرورياً..(تأريخ العرب قبل الإسلام/ د. هاشم الملاح/ ص372-376)...


مجلس العشيرة

لما كانت سلطات رئيس العشيرة سلطات معنوية مستمدة من احترام أفراد العشيرة له، لمكانته في قومه وما يتحلى به من صفات وسجايا تحببه الى أفراد عشيرته، كان من الضروري أن يعتمد في ممارسته لسلطته على رؤساء العوائل الذين تتألف منهم العشيرة وغيرهم من ذوي التأثير والنفوذ فيها...
وقد جرت العادة أن يجتمع كافة أفراد العشيرة البالغين في دار رئيس العشيرة للسمر والتداول في جميع الامور التي تبدو لهم ذات أهمية، فكان رئيس مجلس العشيرة بمثابة منتدى يلتقي به رجال العشيرة يومياً وبصورة عفوية، فإذا كان ثمة مسألة خطيرة تهم كافة أفراد العشيرة فرضت نفسها على المجلس واستأثرت باهتمام وحديث الحاضرين...

وكان رئيس العشيرة يدير الحديث والنقاش بصفته صاحب المجلس بصورة تعبر عن روح الاحترام والمساواة لجميع الحاضرين وبما يكفل تفاعل الآراء وتلاحقها وصولاً الى الرأي الأصوب والذي ينال موافقة جميع الحاضرين قدر الإمكان، وكان هذا الأسلوب في عرض الأمور ومناقشتها يدعى (الشورى)..

وكانت الشورى هي الأسلوب الأمثل عند العرب في إدارة امورهم، وقد قيل لرجل من عبس: ما أكثر صوابكم؟ قال: نحن ألف رجل وفينا حازم واحد، فنحن نشاوره، فكأنّا ألف حازم...(المصدر السابق/ ص376)...



العشيرة في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
*(قُل إن كان آباؤُكم وأبناؤُكُم وإخوانُكُم وعشيرَتُكُم وأموالٌ اقتَرَفتُموها وتجارةٌ تَخشَونَ كَسَادَها...)..التوبة / آية 24


بسم الله الرحمن الرحيم
* ( قالَ لو أنَّ لِي بِكُم قُوّةً أو ءاوِى الى رُكنٍ شَديد)..هُود/ آية 80
بسم الله الرحمن الرحيم
* ( قالَ يا قَومِ أرَهَطي أعَزُّ عَلَيكُم مّن اللهِ واتّخذتُموهُ وراءَكُم ظِهريّاً إنّ رَبّي بِما تَعمَلونَ مُحيط)..هود / آية 91



بسم الله الرحمن الرحيم
*(ثُمَّ رَدَدنا لَكُم الكَرّةَ عَلَيهِم وأمدَدناكُم بأموالٍ وبَنينَ وجَعلناكُم أكثَرَ نَفيراً)..الإسراء/ آية 6



بسم الله الرحمن الرحيم
* ( وكانَ لَهُ ثَمَرٌ فقالَ لصاحِبِهِ وهُو يُحاوِرُهُ أناْ أكثَرُ مِنكَ مالاً وأعزُّ نَفَراً)..الكهف/ آية 34

بسم الله الرحمن الرحيم
* (قالواْ ياذا القَرنَين إنَّ يَأجوجَ ومَأجوجَ مُفسِدونَ في الأرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكُم خَرجاً على أن تَجعَلَ بَينَنا وبَينَهُم سَدّاً)..الكهف/ آية 94

بسم الله الرحمن الرحيم
* (حَتّى إذا فُتِحَت يَأجوجُ ومَأجوجُ وهُم من كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلون).الأنبياء/ آية 96
بسم الله الرحمن الرحيم
* (فَإذا نُصُّورِ فلا أنسابَ بَينَهُم يومَئذٍ ولا يَتَساءَلون)..المؤمنون/ آية 101

بسم الله الرحمن الرحيم
*(وهُوَ الذي خَلَقَ منَ الماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وصِهراً وكانَ رَبُّكَ قَديراً)..الفرقان/ آية 54

بسم الله الرحمن الرحيم


(وأنذِر عَشرَتَكَ الأقرَبين)..الشعراء / آية 214


بسم الله الرحمن الرحيم
* (لَقَد كانَ لِسَبَإٍ في مَسكَنِهِم آيَةٌ جنَّتانِ عَن يَمينٍ وشِمالٍ كُلوا من رّزقِ ربِّكُم وأشكروا لَهُ بَلدَةٌ طيّبَةٌ ورَبٌّ غَفُور)..سبأ/ آية 15

بسم الله الرحمن الرحيم
* (وجَعَلوا بَينَهُ وبَينَ الجِنّةِ نَسَباً ولَقَد عَلِمَتِ الجِنَّةُ إنّهُم لَمُحضَرون)الصافات/آية 158



بسم الله الرحمن الرحيم
* (يَا أيّها النّاسُ إنّا خَلَقناكُم من ذَكَرٍ وأُنثى وجَعَلناكُم شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفوا إنّ أكرَمَكُم عِندَ الله أتقاكُم إنّ اللهَ عَليمٌ خَبير)...الحُجُرات/ آية 13

بسم الله الرحمن الرحيم
* (لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنونَ باللهِ واليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللهَ ورَسولَهُ ولَوا كانوا آباءَهُم أو أبناءَهُم أو إخوانَهُم أو عشيرَتَهُم...) المجادلة / آية 22



بسم الله الرحمن الرحيم
* (وفَصيلَتِهِ الّتي تُـــؤيه)..المعارج/ آية 13



الشيخ
جاسم محمد راضي الانصاري
أمير أمراء قبائل الأوس والخزرج (الأزدية) في العراق والوطن العربي
الباحث والمستشار والمحقق في شؤون العشائر العراقية والعربية

الأشقر
15-02-2013, 08:52 PM
يعطيك الف عافية موسوعة


الف شكر لجهودك

المستشــار
17-02-2013, 12:07 PM
يعطيك العافية


طرح جميل


مشكور اخي الكريم

امارة الاوس
23-02-2013, 10:24 AM
تفضلتم علينا بردودكم ومروركم الكريم والنعم من اصلكم

احمد الحربي
02-08-2013, 08:58 PM
تسلم اخوي وبارك الله فيك على ما تقوم به من جهد ومشكور على هذه المعلومات التاريخية

امارة الاوس
02-10-2013, 08:55 AM
الاخ العزيز احمد الحربي مشكورا على عناء المتابعه تقبل مودتنا

عبير الشوق
02-10-2013, 09:15 AM
اخي الكريم امارة الاوس / متصفحك ثري وقيم

لك منا كل الشكر والتقدير

ونترقب المزيد

عبدالرحمن عويض المسعودي
02-10-2013, 10:19 AM
يعطيك العاااااافيه اخي امارة الاوس على المجهود الذي تقدمه ونترقب جديدك

تحياااااااتي