مشاهدة النسخة كاملة : الطفل الموهوب


هبوب الجنوب
18-10-2013, 12:25 PM
:g85:




الطفل الموهوب وخصائصه النفسية:
الموهبة هي المورد البشري غير القابل للإستبدال، لإعداد النخب الوطنية التي ستقود المستقبل. ولذلك فان رعايتها أصبحت مسألة استراتيجية في عصر احتدام تنافس على التميز ومعاييره المتزايدة تطلبا واقتدارا، في عصر العولمة. ولقد مر زمن كان يعتبر فيها الطفل الموهوب قادرا على تدبر أمره بمفرده، مما يجعل الاهتمام يبصب على سواه من الأطفال العاديين. إلا أن هذا الموقف لم يكن واقعيا، اذ إن القلة من الموهوبين كانت تستطيع فعلا تدبر أمرها. أما الغالبية فكانت تتعرض لمختلف درجات الهدر أو الاعاقة. لقد بينت الدراسات الحديثة عن التكوين النفسي للموهوبين، وعن الظروف البيتية والمدرسية التي قد يجدون أنفسهم فيها، أن نسبة منهم تتعرض للكثير من الأزمات الداخلية والصراعات مع المحيط. وهو ما يطرح بالتالي قضية صحتهم النفسية باعتبارها أحد أبرز مقومات رعايتهم وتنشئتهم. فالموهبة لا تتجلى الا ضمن حالة كيانية – نفسية كلية: إنفعالا، إجتماعيا ومعرفيا.
قبل البحث في العالم النفسي الداخلي والعلائقي للطفل الموهوب في خصائصه وديناميته، لا بد من وقفة سريعة عند تعريف الموهبة واكتشافها وتشخيصها.

1- تعريف الموهبة وتحديدها:
تعريفات الموهبة متعددة ومتباينة، تبعا لاختلاف المنظورات والمجتمعات. فما يعدّ موهبة في ثقافة ما قد لا يعتبر كذلك في ثقافة أخرى، أو من منظور آخر. الموهبة لغة هي الأعطية الفطرية من القدرات المتميزة. إنها أقرب ما تكون الى "الصبغية الذهبية" النادرة والثمينة. المعنى اللغوي يحيل الى امتلاك فطري ليس ناتجا عن جهد التحصيل. ولذلك فإنها قد تنمو وتتجلى في أداء متميز اذا وجدت الرعاية الملائمة، أو هي تتعرض لمختلف درجات الهدر اذا تعرضت للتجاهل، أو حتى للحرب عليها (كما يحدث أحيانا، حين تتعارض الموهبة مع توقعات المحيط ومعاييره). الموهبة هي اذا ميل أو قوة دافعة باتجاه أداء متميز وعالي المستوى حين تجد الرعاية الملائمة. وهي بذلك تختلف من مجرد التفوق التحصيلي القائم على درجة عالية من الذكاء والكثير جدا من الجهد. إلا أنها تشترك مع التفوق في ضرورة توفر المناخات الملائمة لنموها، ودرجة الرعاية التي تحظى بها. وهو ما يحيل مباشرة الى مفهوم الكفاءة الكيانية الكلية. أما تجلي الموهبة رغم الظروف المعوقة فيبقى حالة استثنائية: كأن تكون خارقة القوة مما يجعلها تتجاوز المعوقات أو أن تكون هذه المعوقات من النوع المادي لاذي لا يحول دون توفر شروط الصحة النفسية البنيوية التي توضه أسسها في العلاقات القاعدية بين الطفل وأمه، ومحيطه الأسري الأولي.
شاع لزمن، رد الموهبة الى الارتفاع العالي في نسبة الذكاء كما تقيسها الاختبارات المعروفة. وشاع معها المماثلة ما بين الموهبة والتفوق التحصيلي. ولا زال هذا المنحى هو الغالب في العديد من الأوساط. الا أن هناك اتجاها آخر متزايد الوزن يميز بين الموهبة ومجرد التفوق التحصيلي الذي يرتبط بنسبة ذكاء عالية، ويقرر القول بتنوع المواهب وتجلياتها، وصعوبة تحديدها والتعامل معها بمعزل عن الكيان الكلي للطفل. يجد هذا التنوع أبرز تعبيراتع في نظرية الذكاءات المتعددة التي طورها هوارد جاردنر (97،83) باعتبارها نظرية ذات قيمة بحثية وتطبيقية في الآن عينه، وهي على التوالي: الذكاء اللفظي الألسني، المنطقي الرياضي، المكاني، الموسيقي، الجسدي-الحركي، الذاتي الشخصي، والذكاء الاجتماعي. وقد يكون الشخص متفوقا في احداها لدرجة الموهبة، بينما هو عادي جدا أو حتى متواضع في أخرى غيرها، من مثل التفوق المنطقي الرياضي الذي قد يتلازم مع تواضع في الذكاء الاجتماعي، أو التفوق الجسدي-الحركي، مع تواضع في الذكاء اللفظي-الألسني. هذه الذكاءات التي قد تصل حد المواهب لا تتسق على منحى اعتدالي واحد. وتكمن قيمة هذا النموذج على صعيد النجاح الحياتي تحديدا، وليس في مجال التحصيل كما جرت العادة حيث التفوق يكون في مختلف المواد على وجه العموم. هنا ترتبط الموهبة بالحياة، مما يفك إسارها من النطاق المدرسي. يندرج عن هذا المنظور الموسع والمتنوع للموهبة تغيير وجهة التعامل مع الطفل وامكاناته، من خلال توجيهه نحو المجال الذي يتناسب بأفضل ما يمكن مع مواهبه، حيث يكون راضيا وكفؤا. إنها دعوة جاردنر الشهيرة للاهتمام بنجومية النجاح في الحياة بدلا من نجومية الدرجات التحصيلية.
تؤدي الموهبة في مجال محدد الى تعزيز الميل للإهتمام به عادة. اذ إنها تشكل نوعا من القوة الدافعة التي ترسخ الميل في حالة من مقاومة الضغوطات الخارجية. ذلك ما يحدث أحيانا حين تتباين رؤى الأهل مع توجهات الفرد. فقد يكزن الأهل أميل الى الواقعية فيما يفرضونه على أبنائهم، من خيارات دراسية. الا أن قوة الموهبة وما تولده من قوة الدافع الداخلي يجعل الميل راسخا، ومقاوما لهذه الضغوط. هذا ما نشهده أحيانا من انخراط بعض هؤلاء الموهوبين في مسار دراسي-مهني معين بناء لمعايير النجاح الواقعي، وتحول الى مسار آخر قد يتناقض معه تماما، في غلبة لميلهم الأصلي، حيث تتجلى موهبتهم. الا أن هذه الحلات تبقى الاستثناء كما أسلفنا.
تطرح هذه القضايا مسألة اكتشاف الموهبة وأدوات قياسها. فلقد شاع ولا زال اعتبار التفوق على مقاييس الذكاء الشهيرة هو المعيار. الا أنها تظل غير منصفة في قياس العديد من المواهب التي تخرج عن اطار الذكاء وارتفاعها، كما أنها لا تدخل في الآن عينه ضمن نطاق المرجعية الثقافية الوسطى والعليا التي وضعت هذه الاختبارات انطلاقا من خصائصها، وبناء على تفضيلاتها وتوجهاتها: أي الذكاء اللفضي-ألأالسني، والذكاء المنطقي-الرياضي الذي يشكل أساس القوة المعرفية التي تهتم بها المدارس، وتقيسها اختبارات الذكاء العام.
هناك حاجة لإعادة تحديد الموهبة وتجلياتها بما ينصف مختلف الشرائح الاجتماعية، ويأخذ بالحسبان التنوع الثقافي. فلقد أصبح معروفا أن الثقافات المختلفة قد تنمي مواهب مختلفة. ذلك هو أيضا شأن الشرائح الشعبية المختلفة، من مثل تنمية الذكاء المكانين والذكاء الجسدي-الحركي في بعض الثقافات والأوساط. ولقد أملى هذا التوجه بالبعض الى وضع مقاييس سلوكية لاكتشاف الموهبة، بدلا من قياس الذكاء. تقوم هذه المقاييس على ملاحظة السلوك في اكتشاف تفوق بعض الأطفال.
ولقد ذهب باحثون آخرون الى ضرورة ملاحظة سمات الشخصية وميولها، إضافة الى القدرات والسلوكات، مما يخدم أولئك الذين لا ينصفون تمام، نظرا لظروفهم الثقافية، على مقاييس الذكاء العام.

2- الخصائص النفسية للطفل الموهوب وأزماتها:
يتميز الطفل الموهوب بمجموعة من الخصائص الذهنية التي تؤثر على حالة عالمه الذاتي وتفاعله مع محيطه، أبرزتها الأبحاث المتكاثرة التي تركز تحديدا على الموهبة المعرفية في المقام الأول.
هناك خصائص ذهنية لديه تتمثل في القدرة على تعقيد الأمور البسيطة من خلال الذهاب في العمق في إدراكها. وفي المقابل يتمكن من استخلاص المبادئ العامة التي تحكم الأمور المعقدة. ويميل هذا الطفل معرفيا، الى الدقة والتحديد، مع قدرة عالية على الفهم والميل نحو الاستغراق في تأمل الأشياء والقدرة على معايشة الأفكار والأشياء والتآلف معها، يضاف اليها ذاكرة نشطة جدا. وبذلك فالطفل الموهوب يدرك العالم بشكل أعمق وأشمل من عمره الزمني، ومن أقرانه سواء بسواء.
ويتميز المراهقون الموهوبون، كما بينت بعض الدراسات بالمبادرة والاستقلالية من ناحية، ومقاومة الامتثال المدرسي والاجتماعي من ناحية ثانية، مع امتلاك مركز ضبط داخلي نجعل مرجعيتهم في اتخاذ القرار ذاتية. وهم يتمكنون من التقدير المعرفي للمواقف في سن مبكرة مما يجعل فضولهم أكبر بكثير، ويدفع بهم الى الالحاح على طلب إجابات تفسيرية مقنعة لهم، لا تنفع معها الاملاءات الفوقية التي اعتاد عليها الراشدون في التعامل مع صغار السن. ويعود ذلك الي حيوية ذهنية غير اعتيادية حول خلفيات الظواهر وأبعادها، وموازنة الاحتمالات وتدقيقها، وتقدير الذات ومرجعيتها في اتخاذ قراراتهم. ويكمل هذا المخطط المعرفي المميز لهم، قدرة عالية على التركيز وسرعة النو اللغوي والتعلم، والتقدم المتسارع في مراحل النمو الذهني مع خيال متقد، وميل الى بناء عالم خيالي خصب، وحساسية مفرطة. وتنصب هذه الحساسية المفرطة على الأبعاد الانسانية والخلقية، مما يجعل تجربتهم النفسية مع ذواتهم ومع العالم والآخرين متميزة عما عداهم.
يفرض تمايزهم النوعي على المستويات المعرفية والتعاطفية والخلقية ضرورة المقاربة الذكية والحساسة لعالمهم الذاتي من قبل الكبار، ومحاولة فهم العلاقات المعقدة بين النمو الذهني المتميز والحساسية النفسية العالية.
أما على صعيد الخبرة النفسية الداخلية ، فلقد وجدت إحدى الدراسات أن الطفل الموهوب يتميز بجوانب خمسة من الإثارة الزائدة وتسارع الوتيرة الذهنية والنفسية : إثارة حسية مفرطة ؛ إثارة نفسية حركية مفرطة ؛ إثارة ذهنية مفرطة ؛ إثارة تخيلية مفرطة ؛ وإثارة انفعالية مفرطة . وهو ما يجعل عالمهم الذاتي يتسم بكثافة الخبرات النفسية والحيوية الخارجة عن المألوف . وبالتالي فالطفل من هؤلاء يحتاج إلى متابعة ومسايرة من قبل الكبار لخبرته النفسية والوجودية . وقد يتعرض إلى الوقوع في الأزمات والضغوطات الداخلية ؛ إذا لم يجد مثل هذا التفهم ، ولم تتم مجاراة تسارع وتيرة عالمه. إن ذهنهم المتقد وإثارتهم التخيلية والانفعالية وحسهم الخلقي المرهف ، على كونها مميزات كبرى ، قد تولد لهم المعاناة وتتعبهم ، كما تتعب من حولهم ؛ إذا لم تجد التجاوب والتفهم والمراعاة اللازمة . ولذلك فلا بد من التأكيد على ضرورة دراسة هذا العالم الداخلي وصولا إلى مساعدة الواحد من هؤلاء على إيجاد التوازن النفسي اللازم لإطلاق طاقاته المميزة ودفعها في طريق التفتح والنماء .
وهكذا فالتجربة النفسية والمعرفية للطفل الموهوب تضعه في وضعية خاصة جدا أطلق عليها الاختصاصيون تعبير اللاتزامن ، أو تعبير التزامن الداخلي . ويقصد بذلك تلك الحالة من التباين والنمو غير المنسجم ما بين الإمكانات الذهنية – المعرفية وبين النمو الجسمي ( الحسي _ الحركي ) والعاطفي . إدراكهم وحساسيتهم كبيرة بينما أنهم لا زالوا أطفالا في الواقع على الصعد الجسمية الحسية _ الحركية والعاطفية . وهو ما يعرضهم لضغوطات نفسية لا يستهان بها ؛ إذا لم يتم تفهم حالة اللاتزامن من هذه وتتم مراعاتها .إتهم يحتاجون إلى راشد يقدرهم ويأخذ إمكاناتهم المعرفية ووعيهم المبكر بالدرجة المستحقة من الاحترام ، في الآن عينه الذي يجب أن يوفر لهم فيه الرعاية العاطفية والدفء والحماية التي يحتاجها عمرهم الزمني ، ومستوى نموهم الانفعالي . وإذا لم يجدوا مثل هذا التجاوب المتمايز فقد يتعرضون لنظام من التوقعات يدخلهم في المتاعب النفسية ، ويجر عليهم الصعوبات التكيفية مع أنفسهم ومع المحيط .قد يحدث ذلك إذا كانت النظرة إليهم مجتزأة : كأن يعتبروا كبارا ناضجين بسبب تقدمهم الذهني _ المعرفي ، مما يؤدي إلى التنكر لحاجاتهم النفسية _ العاطفية الخاصة بعمرهم الزمني ، أو على العكس يعتبروا أطفالا صغارا في حالة من تجاهل تقدمهم المعرفي واتقادهم الذهني والحسي والإدراكي والتخيلي وفضولهم المعرفي . المهمة المطروحة على الكبار ليست هينة إذا ، مما يظهر مدى الحاجة إلى برامج الصحة النفسية المخصصة لهم .

3- الطفل الموهوب في البيت والمدرسة:

قد يلقي كل من البيت والمدرسة بالطفل الموهوب في الأزمات والصراعات التي تتخذ وطأة أشد من المعتاد نظرا لحساسيته المفرطة وقابليته للإثارة الشديدة ، أو هما يوفران له المناخ المناسب للنمو المعافى الذي ييسر تفتح مواهبه . وتبقى وضعيته في إحداهما إو في كليهما أكثر حرجا من أزماته الداخلية .
بينت العديد من الدراسات أن الأهل يتباينون في موقفهم من الطفل وتوازنه النفسي ، ما بين اهتمام مفرط في الرعاية ، وبين غياب بين للاهتمام ، وكلا الحالتين قد ترتبان آثارا غير ملائمة . فالرعاية المفرطة قد تتحول إلى ميول تملكة وتجيير موهبة الطفل لخدمة نرجسية الاهل وميول التباهي والاعداد الذاتي . بينما قد تجابه الموهبة عناصر معوقة على شكل فقر ثقافي ، أو تصدع أسري لا يفسح المجال لتفتحها ونموها . وعليه فدور الأسرة حاسم في نمو الموهبة ، كما في نمو الجدارة الاجتماعية الانفعالية .
تبقى تنشئة الطفل الموهوب مهمة ومثيرة للأهل . فهم قد يجدون فيه مصدرا للإعتزاز الذاتي مما يعلي مكانته لديهم ويدفعهم لبذل الجهد والاهتمام والرعاية والنوعية التي يحتاجها . إلا أن الاثارة الزائدة والحساسية المفرطة وتبكير تفتح الطاقات الذهنية قد تفرض على الأهل تحديات مرهقة سواء من خلال سلوكه ، أو فضوله ، أو نهمه للنشاط والاثارة ،أو ميله للمجابهة والاستقلالية وعدم تسليمه بالممبررات والتفسيرات التي تقدم له . إذ إن الوالدان ممن يتبعون النمط التقليدي في التنشئة الفوقية _ التبعية . قد تبرز هنا إمكانية صراع القوة إذا شعر أحد الوالدين أن الطفل يتحداه بسلوكه أو يقظته الذهنية ، أو يرهقه بكثرة الطلبات المصاحبة للحيوية والنشاط اللذين يتمتع بهما . هذه التحديات قد تتخذ شكل العبء لدى الأهل ، مما قد يؤسس لعلاقة صراع فيها مختلف احتمالات الاخضاع والصد وحتى الضيق به . تبرز هذه الحالة إذا كان الوالدان غير قادرين على مجاراة وتيرة حياة الطفل وحيويته : إنه قد يلتهم والديه ! وهو ما يفرض الحاجة إلى مساندة الأهل ، وتوعيتهم ، وتغيير منظورهم للأمور بإتجاه وهو ما يفرض الحاجة إلى مساندة الأهل ، وتوعيتهم ، وتغيير منظورهم للأمور بإتجاه غيجابي ينمي إيجابي ينمي الاعتزاز الذاتي لديهم ، ويجعلهم يقبلون بإهتمام على تلبية احتياجاته . إلا أن أبرز الصدام الممكنة تتمثل في صراع القوة : من هو الأقوى ، ومن يضع المعايير ، ومن يشكل المرجعية ؟ تطرح هذه المسألة إذا كان الوالدان من النوع المتزمت الذي لا يقبل مساءلة سلطتهما . بينما الطفل الموهوب يعيش حالة نشطة من التساؤل : يريد ان يعرف لماذا ؟ كما يريد تبريرا لما يفرض من معايير وما يتخذ من قرارات .
وهناك دوما احتمال دخول الطفل الموهوب في صراع قوة مع إخوته إذا كانوا أقل موهبة منه . فقدراته القيادية قد تنسف سلطة ومكانة المرتبية الولادية . كما أن تحيز أحد الوالدين لطفلهما الموهوب ومقارنة وضعه المتميز بوضع إخوته ، قد يثير ملف التنافس والغيرة الأخوية التي يفرض عليه خوض معركتها .
أما بالنسبة لمرتكزات الصحة النفسية فهي واحدة للموهوببن كما لسواهم من الأطفال ، وتتمثل في تأسيس الصحة النفسية البنيوية التي ترتكز على العلاقة الأولية بين الطفل والأم والوالدين ، ومن يشكمل شبكة علاقاته الإنسانية . أبرز مقومات هذه العلاقة التي تنسحب على البيت والمدرسة سواء بسواء الاعتراف غير المشروط بالطفل بإعتباره كيانا إنسانيا له قيمته الذاتية . ونقل هذا الاعتراف إليه من خلال مختلف السلوكات والتفاعلات المرحبة ، الراعية والمنشطة في جو من كثافة التواصل والتوفر للطفل ، وعلى أساس من الارتباط الوثيق والملتزم . وما يصح في البيت ينطبق على المدرسة حيث يتعين أن يتكامل البعد المعرفي مع العلاقة العاطفية والقبول غير المشروط لكيان الطفل ( مما لا يعني التغاضي عن أخطائه ، أو التوقف عن توجيهه ).
هناك العديد من برامج رعاية الطفل نفسيا ومعرفيا ليس هنا مجال استعراضها ... إلا أنها جمعيا تنطلق من الأساس البنيوي للصحة الشاملة : معرفيا ، ونفسيا واجتماعيا ، وصولا إلى تنمية الكفاءة العامة للشخصية الكلية بشكل متوازن ومتزامن .


المصدر : كتاب " علم نفس النمو " لـــ د . مريم سليم

مخاوي الذياب
18-10-2013, 01:47 PM
شكرا لك على الموضوع المفيد بارك الله فيك

هبوب الجنوب
19-10-2013, 09:53 AM
شكرا لك على الموضوع المفيد بارك الله فيك

الطفل الموهوب كثير الوجود في مدارسنا لكن قلة من يعرف التعامل معه
العفو ،جزاك الله خيرا
دمت بخير