مشاهدة النسخة كاملة : صعوبات التعلم وقضاياها النفسية


هبوب الجنوب
01-11-2013, 01:09 PM
http://www.moveed.com/data/media/2/9.gif

صعوبات التعلم وقضاياها النفسية :

ذلك ملف آخر يتعين أن توليه برامج الصحة النفسية المدرسية عنايتها . وهو ملف أخذ يحتل مكانة النجومية بين قضايا التعليم الراهنة ؛ إذ أصبح موضة آخذة بالانتشار السريع ، على أثر الدراسات والتشريعات الأميركية النامية بسرعة بصدده . قد يكون موضوع صعوبات التعلم من أكثر الموضوعات النفسية _ التربوية تحديا وإثارة للجدل ، سواء من حيث التعريف والتحديد ، أو من حيث الفئات الفرعية التي يتضمنها ، وخصوصا من حيث التفسيرات السببية المقترحة له ، وبرامج التربية والرعاية المصممة لتاهيل من يشكون منه .كذلك فإن موضوع صعوبات التعلم يطرح قضية تعقيد السلوك الإنساني بكامل أبعاده ، كما لا يطرحه أي موضوع آخر : حيث تتداخل فيه علوم الأعصاب والدماغ ، مع علم النفس العيادي والقياس النفسي ، والعلاج النفسي في مختلف مناحيه ( وخصوصا السلوكية منها ) وبرامج التدخل التربوي _ التأهيلي . وهو بالتالي يفرض تجاوز العمل المعزول المجتزأ في البحث والممارسة ، وصولا إلى العمل في الفريق سواء على مستوى التشخيص ، أو التدخل التأهيلي .

1- التحديد والتعريف والمؤشرات :
هناك اختلاف في الرأي حول ما إذا كانت صعوبات التعلم تشكل اضطرابا واحدا منسجما ، أم أنها عبارة عن اضطرابات متنوعة تتصف بالعديد من الفئات الفرعية التي تنضوي تحتها .يتعلق هذا الخلاف بمسائل دقة التشخيص العيادي وصدقه ، وما يندرج عنه من إجراءات وبرامج تدخل .
ومن أبرز التعريفات التي يكثر العمل بها تعريف مكتب التربية الأميركي عام 1977 والذي يقول :
تعني صعوبات التعلم اضطرابا في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية القاعدية المتدخلة في فهم واستخدام اللغة المحكية أو المكتوبة ، والتي قد تتجلى في قصور القدرة على الاستماع ، التحدث ، القراءة ، التهجئة ، الحسابات الرياضية والتفكير .
لا يعاني التلميذ من صعوبات تعلم إذا كان التفاوت الحاد في التحصيل عائدا إلى :
- الإعاقات الحسية البصرية _ السمعية ، والإعاقات الحركية ؛
- التأخر العقلي ؛
- الاضطراب الانفعالي الشديد ؛
- الغبن الاجتماعي الاقتصادي الثقافي الصارخ ؛
- سوء نظام التعليم وتدني فاعليته ، أو انعدام التكافؤ المنصف في فرص التعلم .

2- صعوبات النطق والكتابة والحساب :
هذا هو الثلاثي التقليدي الذي يشكل النواة اللغوية لصعوبات التعلم بالمنظور الضيق ،وقبل توسيع المنظور كي يشمل العمليات الإدراكية المعرفية والأبعاد الانفعالية الاجتماعية . وهو كذلك الإطار الأقدم في الدراسة والتشخيص وبرامج التدخل ، نظرا لعلاقته المباشرة بالتحصيل وصعوباته بإعتبارها مشكلات لغوية في المقام الأول تبعا للمنظور القديم
أبرز الاضطرابات على صعيد القراءة والنطق والكتابة ما يلي :
أ – أخطاء التعرف : إهمال حرف من كلمة أو كلمة من جملة ؛ التردد أمام الكلمات غير المألوفة وصعوبة نطقها ....
ب- أخطاء الفهم : صعوبة استرجاع الاحقائق الأساسية في نص قصير ؛ صعوبة الإجابة على أسئلة محددة .....
جـ - أعراض متفرقة من مثل : القراءة كلمة – كلمة والتهجئة بدلا من قراءة جملة مفيدة متماسكة تحمل فكرة أو معنى .....
أما أبرز صعوبات الحساب والعمليات الرياضية فهي كالتالي :
- على المستوى الحركي : الكتابة غير الواضحة للأرقام ، وكذلك البطء وعدم الدقة في كتابتها ، وصعوبة كتابة الأرقام في حيز ضيق ...
- على مستوى الذاكرة :
* الذاكرة القصيرة : صعوبة تذكر معاني الرموز الرياضية ...
* الذاكرة الطويلة : بطء استيعاب الحقائق الرياضية زمنيا ، الأداء الفقير في مراجعة دروس الرياضيات ،ونسيان خطوات حل عمل حسابي أو رياضي ، وعدم استكمال كل خطوات علمية حسابية متعددة المراحل .
- على المستوى اللغوي : صعوبة إدراكية في ربط مصطلحات الرياضية بمعانيها ....
- على مستوى التفكير المجرد : صعوبة إجراء مقارنات في الوزن والكمية ، صعوبة فهم إشارات الرياضيات .....
- على المستوى ما فوق المعرفي : صعوبة تحديد واختيار الاستراتيجيات الملائمة لحل المسائل الحسابية .....
- على المستوى الانفعالي الاجتماعي :
* النزوية الدفاعية : اللامبالاة في ارتكاب أخطاء الحساب ، الاجابات المتسرعة في الحسابات االفظية ....
* تشتت الانتباه : لا يكمل الواجب في الوقت المحدد ، صعوبة التركيز لإكمال حساب متعدد الخطوات ...

3- الصعوبات الإدراكية – المعرفية :
تتمثل القضية الأساس في صعوبات التعلم في عمليات الإدراك من ناحية ، وتنظيم المعلومات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها من ناحية ثانية .
وهكذا يكون لدينا ثلاثية : الإدراك ، المعالجة المعرفية ، والذاكرة تتحكم في سلامة التعلم أو صعوباته . وبذلك تتركز المشكلات التحصيلية للطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم في عمليات : التنظيم ، والفرز ، والتمييز ، والتذكر ، والتكامل .
ينتج عن مشكلات الإدراك والمعالجة الأولية والتخزين العديد من صعوبات التفكير لدى الطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم ، أبرزها تبعا لسالي سميث ما يلي :
- صعوبة الإلتزام بالنقطة الأساسية في الموضوع
- صعوبة إدراك علاقات العلة والمعلول والتوقع والتقويم
- صعوبة بناء نماذج معرفية
- صعوبة تنظيم الحقائق والمفاهيم والعجز عن استخدامها في حل المشكلات
- الإدراك الجامد للمفاهيم ، وصعوبة تغيير المنظور
- صعوبات التفكير المجرد ، وقصور التفكير ما فوق المعرفي

4- القضايا النفسية المصاحبة وأزماتها :
تصاحب صعوبات التعلم حالات عديدة من الأزمات النفسية التي تتفاقم من تلك الصعوبات ، وقد تؤدي إلى معاناة نفسية شديدة ، مع احتمال الصراع مع المحيط والتعرض لمواقف سلبية تجاه الطفل .
أهم اعراض صعوبات التعلم الاجتماعي _ الانفعالي كما يلي : العزلة الاجتماعية ، الرفض من قبل الرفاق ، قصور القابلية على الانخراط في اللعب التعاوني ،الفشل في التجاوب مع معايير الرفاق ، تعبير عاطفي غير سوي ، صعوبة تفهم معنى الانفعالات وقراءتها ، قلة القدرة على الاستمتاع بروح الداعبة ،وفقر التآزر الحركي ...
لذا مع كل هذه الصعوبات يظهر الطفل ردود فعل دفاعية من أبرزها :
- رد الفعل الانسحابي
_ النكوص
- أرجاع خوافية
- الشكاوى الجسدية
- الاكتئاب
- الأرجاع السلبية . العدوانية
- الأرجاع السلبية _ الإتكالية
_ التهريج
ردود فعل النشاط الزائد والنزوية والاندفاع
هذه السوكات تلقي به في دوامة الوصم الاجتماعي والتباعد والغربة عن المحيط . إنها رد فعل على صعوباته التحصيلية _ الاجتماعية وموقف المحيط منها . وبذلك تنشأ حلقة متفاقمة في سلبياتها من التعزيز المتبادل ، وما لم يتم تفهم لوضعه وتشخيص لصعوباته ، وتبدأ إجراءات التعامل معها وصولا إلى إعادة تأهيله تحصيليا ونفسيا وإجتماعيا ، أي استعادة اهليته .

5- التعرف المبكر وتدارك الصعوبات :
لا شك في أهمية التعرف المبكر على المشكلات النفسية والتربوية ، تماما كما هو حال القضايا الصحية . ذلك ان التدخل المبكر يمكن في غالبيتهى الحالات من لجم تفاقم الوضع ، إن لم يتمكن من المساعدة على تحسينه . والواقع أنه على الصعيد الإنفعالي _ الاجتماعي _ المعرفي هناك دوما إمكانيات كبيرة لتحسين الوضع إذا تم التدخل الملائم مبكرا . ذلك أن الصوبات على هذه الصعد ، تتحول إذا تم تجاهلها إلى بنى تاسيسية تطبع الشخصية والسلوك بطابعها لاحقا . ومن المعروف صعوبة تغيير ما هو بنيوي .

المرجع : كتاب الصحة النفسية ( منظور دينامي تكاملي للنمو في البيت والمدرسة ) لـــ "د. مصطفى حجازي "

هبوب الجنوب
01-11-2013, 08:26 PM
وهكذا نرى مما سبق أهمية برامج الصحة النفسية الوقائية والعلاجية ، وصولا إلى تحقيق الصحة النمائية . فالصحة النفسية مع تزايد تعقيدات الحياة وتصاعد متطلباتها وتحدياتها ، لم تعد ترفا . بل أصبحت على العكس من المستلزمات الأساسية ، تماما كضرورة إشباع الحاجات الأولية ، خصوصا وأن كلفة برامجها تظل زهيدة فعلا بمردودها الفردي والمجتمعي ، وكذلك مردودها على مستوى الاقتصاد الوطني

صادق الوعد
01-11-2013, 09:24 PM
بارك الله فيك



موضوع يفيد ذوي الاختصاص

MARMAR
03-11-2013, 06:50 PM
مشكور ع الطرح موضوع مفيد الله يعطيك العافية

هبوب الجنوب
04-11-2013, 06:56 PM
بارك الله فيك



موضوع يفيد ذوي الاختصاص

دائما في بحر العلم نعد طلاباً حتى ولو معنا أعلى الشهادات
فعلينا البحث المستمر عما يفيدنا ويفيد غيرنا

جزاك الله خيراً
دمت بهناء

هبوب الجنوب
04-11-2013, 06:57 PM
مشكور ع الطرح موضوع مفيد الله يعطيك العافية

حياك الله
لا شكر على واجب
بارك الله فيك
دمت بخير