مشاهدة النسخة كاملة : مــربــــو الــمـــواشــــي... فـــي ضـــائــقـــة!


الــزعــيــم
11-09-2007, 12:40 AM
مربو المواشي... في ضائقة!
أسعار الأعلاف العالية، وقلة المراعي، وعدم السماح للمربين الجدد بتربية المواشي... هل ستؤدي بالمواطنين العرب إلى التخلي عن تربية المواشي؟!
تقرير نبأ للإعلام
حالةٌ من عدم الاستقرار تسود أوساط مربي المواشي العرب في النقب، على ضوء المشاكل الاقتصادية والتنظيمية التي يعانون منها، باتت تهدد هذا الفرع الاقتصادي الهام، وترسم حول مستقبله علامات السؤال الكثيرة.. التي لا تزال بحاجة إلى إجابة.
ورغم أننا حاولنا أن نعثر على إجابات لتلك الأسئلة لدى وزارة الزراعة، إلا أن الناطق باسمها لم يرد على أسئلتنا حتى طباعة هذه السطور... مما يبقي القضية مفتوحة على مصراعيها.
في هذا التقرير لن نستعرض ما يتعرض له بعض مربي المواشي من مطاردات رجال سلطة حماية الطبيعة تارةً، وجهات عسكرية تارة أخرى، بحجة أن مواشيهم دخلت مناطق عسكرية ممنوعة. كما لن نتحدث عن ملاحقة أصحاب الإبل السائبة "لأنها تودي بحياة سائقين". بل سنتعرض للجانب الاقتصادي والتنظيمي بوجه خاص.

مصدر للرزق
إعتمد البدوي على أغنامه كمصدر غذائي يوفر من خلاله طعاماً لأولاده وضيوفه، يستفيد من لحومها وألبانها وأصوافها. مرت السنون، وتغير الزمان، وأصبح البدوي يعيش في تجمع سكاني مدني، إلا أنه لم يفرط بشياهه، واهتم باقتناء قطعان المواشي. بيد أن صعوبة التربية، والتكلفة العالية، والمشاكل التي تترتب على تربية الأغنام، باتت حائلا بينه وبين مواصلة تربية الأغنام بالكمّ الذي اعتاد عليه، مما جعل الكثيرين من أصحاب المواشي يبيعون قطعانهم التي كانوا يربونها على مدار عشرات السنين.
المشاكل التي تواجه مربي المواشي تتشعب ولا تقتصر على مجال واحد، إلا أن أكثرها تعقيداً هو الجانب المادي مقروناً بالمضايقات القانونية التي تضيق الخناق على مربي المواشي.

يبيع القطيع بعد أكثر من 25 عاماً
يقول شاب من كسيفة كان والده يربي المواشي، واضطر لبيع قطيعه بعد 25 عاماً وربما أكثر من ذلك: "في السنة الأخيرة كنا ندفع ثمن الأعلاف دون ربح يُذكر من وراء الأغنام، كما أن جميع أفراد العائلة كانوا يشتغلون في تربيتها، دون مقابل حقيقي لهذا التعب". وأضاف، وهو يصر على طلبه بعدم نشر اسمه: "لا توجد أرض زراعية في كسيفه لتربية المواشي، ولا نستطيع أن نربي الأغنام بين البيوت. لم يبع والدي الأغنام كرهاً بها وإنما لضيق العيش، فكنا نواجه صعوبات في العثور على مرعى، بالإضافة إلى أسعار الأعلاف المرتفعة".

أسعار الأعلاف العالية
لاستيضاح الأمر زرنا محلات حورة لتوزيع الأعلاف والتقينا صاحبها طلال أبو القيعان، الذي يتعامل منذ سنوات مع مربي المواشي من خلال بيعه للأعلاف، وسألناه أولا عن المشاكل التي يعاني منها مربو المواشي في قضية الأعلاف وغيرها، فقال: "تعتبر هذه السنة من أشد السنوات، حيث يتذمر الناس من ارتفاع أسعار الأعلاف، الذي لم يرتفع إلى المستوى الحالي حتى إبان حرب الخليج الأخيرة. الجميع يسأل لماذا هذا الارتفاع السريع، سعر جديد في كل يوم، بينما الوضع الاقتصادي يتردى يوماً فيوماً، وبدوري أشرح للناس سبب زيادة الأسعار، كون غالبية الأعلاف تستورد من الخارج. الوضع صعب جداً، ويظهر هذه الأيام على أوضاع مربي المواشي، الذين يشتري غالبيتهم الأعلاف بالدَّين، إلى أن يفرجها الله. نبيع طن الخلطة بـ 1255 شيكل بدون الضريبة، كما أن الطلب على الأعلاف قد ارتفع هذه الأيام، نظراً لقلة المراعي وكون السنة تُعدّ سنة محل. نعاني من نقص في الذُّرة منذ عدة أيام حيث نفذت من السوق، ونحن بانتظار سفينة ستصل خلال أيام".
وأضاف: "أكثر الأعلاف مبيعاً الشعير والنخالة والمخلوطة، حيث نبيع من الخلطة في العام حوالي 3000 طن فقط و1000 طن من غيرها، كما أن إحدى المشاكل الصعبة التي يواجهها أصحاب الواشي والتجار في النقب إغلاق سوق الضفة، في وجه مربي المواشي، الأمر الذي جعل سعر رأس الغنم رخيص نسبياً، فالسعر رخيص والأعلاف باهظة الثمن، وهو ما دفع مربي الخراف لترك تربية خراف اللحوم، نظراً لانخفاض سعر كيلو اللحم، مما يجعل مربي قطعان المواشي يبيع الخراف في سن مبكر وبذلك لا يجد ربحاً في بيعه لها، أي أنه يدفع ثمن الأعلاف دون مردود في مقابل ذلك، بينما كانوا في الماضي يشترونها من ناتج مبيعات الخراف. لذا، من خلال تعاملي مع الناس أعرف عدداً كبيراً ممن باعوا قطعانهم، وأعرف عدداً كبيراً ممن تركوا تربية خراف للحوم".
تكلفة عالية
وحول التكلفة التي يدفعها مربي المواشي قال: "تربية الأغنام مكلفة، فمثلا من يقتني قطيعاً مكوناً من 300 رأس يستهلك حوالي 90 طناً خلال عشرة أشهر، هذا إذا استثنينا شهري الربيع الذي تقتات المواشي خلالهما من الأعشاب، وهذا فقط الشعير، أضف لذلك القش والأدوية وغيرها. كما يدفع مربي القطيع خلال مواسم الرعي مقابل كل دونم يستأجره من وزارة الزراعة، بينما تأخذ "الكيرن كييمت" مقابل الرأس، علماً أن تصاريح الرعي تمنح من 2/15 وحتى 9/30 من كل عام".
وحول السؤال، ماذا تقترح على الوزارة أن تعمل من أجل مساعدة مربي المواشي، قال طلال أبو القيعان: "أقترح أن يتم إبطال الضريبة عن الأعلاف مثلما فعلوا في السابق وبذلك ينخفض السعر، وكذلك زيادة مدة تصاريح المراعي إلى 10 شهور بدلا من 8 شهور".
مخاطر
إضافةً لتلك الضائقة، تنضم مشاكل أخرى تزيد من حدّة المشكلة. فبدلا من استئجار راعٍ للأغنام، يفضل الرجل أن يعتمد على أهل بيته، من نساء وأطفال، فنجد أن بنات صغيرات السن يرعين الأغنام، وقد حدث أن اختطفت بنات أثناء رعي الأغنام، كما أن الأطفال يرعون الأغنام، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر أحياناً على الشوارع الرئيسة التي يحتاج الطفل لاجتيازها، ليس وحده بل مع قطيع غنمه، وقد حدث فعلاً أن دُهس رعاة صغار السن، أو دهست قطعان بأكملها. يُضاف لذلك عبث الأطفال الرعاة بمخلفات الجيش دون علم مما قد يودي بحياتهم، وقد حصل ذلك مرات عديدة.
كما أن رعاية الأغنام بجوانب الطرقات، وبالقرب من التجمعات السكنية، يضر بها نظراً لأكلها قاذورات أو مواد بلاستيكية.
وقد أدى النقص في المراعي إلى قيام الرعاة برعي أغناهم على أرصفة الشوارع، الأمر الذي يعرضهم وأغنامهم للخطر كما ذكرنا. ومن المعلوم أن تجميع البدو في منطقة "المعزل" أدى إلى تركيزهم في بقعة محدودة، قريبة من الشوارع الرئيسة. فمثلا تم تحويل شارع بئر السبع ديمونا إلى شارع ذي مسربين في كل اتجاه، ووضع جدار بين اتجاهي السير، مما حدد حركة أصحاب المواشي في المناطق المختلفة.
الجدد ممنوعون!
كما يترتب على كل من يربي المواشي أن تتوفر لديه ميزانية من أجل تربية قطيعه، الأمر الذي قد يمنع تربية القطعان مجدداً نظراً لسوء الأحوال الاقتصادية. ومن النادر أن تجد من يربي الأغنام من جديد، فهؤلاء قلة، وهم يواجهون مشاكل عدة في تسجيل القطعان الجديدة في وزارة الزراعة، حيث علمنا أن الوزارة تمنع تسجيل مربي المواشي الجدد، ويجد المتوجه الجديد للوزارة مشاكل في العثور على مراعٍ.
تخطيط القرى وتأثيره على مربي الأغنام
يعد تخطيط القرى العربية في الجنوب، أحد الأسباب التي تعيق مربي الأغنام من إكمال مشوارهم في تربيتها، نظراً لعدم أخذ حياة البدوي وطبيعتها بالحسبان عندما خططت القرى، حيث كان من المفترض أن تكون القرى مؤهلة لاستيعاب مزارعين لتربية مواشي وغيرها، الأمر الذي أجبر الكثيرين على ترك تربية الأغنام.


مشاكل البدو مع زارة الزراعة
والقوانين الصارمة التي تضعها الوزارة هي من جملة الأسباب الأكثر أهمية في جعل مربي المواشي يبيعون قطعانهم، حيث أن التسجيل لمربي المواشي الجدد غير ميسر بسهولة، وقد يكون مستحيلاً، حيث يُشترط عند التسجيل أن يكون الشخص مسجلاً قبل عدة سنوات على أنه يملك قطيعاً، علماً أن هذا المربي الجديد لا يستطيع أن يربي الأغنام وفق قوانين الوزارة، وحتى الحصول على تصريح لنقل أغنامه في سيارته، وتصل بعض المخالفات على من ينقل المواشي بسيارة دون تصريح الوزارة في بعض الأحيان إلى 1000 شيكل، وهناك من حصل على مخالفات اكبر بكثير من هذا المبلغ، وهناك من صودرت أغنامه، كونها غير "مرخصة" من قبل الوزارة.

وأخيراً
لا زلنا ننتظر رد الوزارة على أسئلتنا الموجهة لها، كما أننا نفتح المجال لكل من يريد التعقيب أو تقديم طرح أو عرض مشكلة في هذا الموضوع المطروح أن يتوجه لنا، من أجل متابعته.

الـسـيـف
11-09-2007, 06:29 AM
الله يعطيك العافيه على الموضوع

تحياتي لك

أميـرالقوافــل
13-09-2007, 03:20 PM
مشكوووور اخوي زعيم القوافل على هذا الموضوع الرائع
وتقبل مروري
أمير القوافل

الــزعــيــم
13-09-2007, 06:18 PM
شرفني مروركم والله يعطيكم الف عافية
لكم خالص التحية

النجـــــم
19-09-2007, 10:12 AM
مشكور ما قصرت

الله يفرجها عليهم

لك

تحيااااااااااااااااتي

الفارس
22-09-2007, 11:05 PM
مشكور على الموضوع المميز

آحسـ إنسآن ـآس
23-09-2007, 05:47 AM
الله يعطيك العافية الف الف الف عافية

! الموهوب !
10-10-2007, 06:54 PM
الله يعطيك العافيه على الموضوع

صقر الجزيره
10-10-2007, 06:56 PM
مشكور على الموضوع المميز والجميل

صقـر عتيبـة
09-01-2008, 02:42 AM
مشكووووور أخوي الزعيم على الموضوع الجميل




تــقـــ مروووووووووووووري ـــــبـــــل




صقـر عتيبـة

الــزعــيــم
12-01-2008, 11:12 PM
مشكوووووووورين على المروووووووووور العذب

لكم خالص التحية