مشاهدة النسخة كاملة : قبيلة عتيبة والموروث الفكري والتاريخي.....۞


النجـــــم
22-09-2007, 07:51 PM
الموروث

إن تاريخ عتيبة وجذورها ، وعمقها الثقافي الذي يشحذ نفوس ابنائها ويثير هممهم لتتبلور فيما بعد لتصقل شخصية الفرد من ابنائها بشخصية خاصة مستمدة من ذلك العمق وتلك الجذور والمتمثل في حب البطولات ، واخبار الفرسان والمشاهير ، والشعر ، والشهامه والكرم ..الخ ، والتي لاتأتي من ثقافة خارج ثقافة القبيلة وانما هي جوهر ثقافتها التي تجري في دماء ابناءها في إرث يتراكم عبر الزمن ، وإن تناسى جيل من اجيالها اخبار الجيل الذي يسبقه ، فإن ذلك الإرث العظيم لا يزال محفوظ في الدماء وقابل للاستثارة عند احتدام الأمور وتقلبات الدهر ، وهو إرث ورثته من جذورها القديمه هوازن ، التاريخ المجيد ، والصفحة الناصعة البياض في التاريخ العربي ، حيث المشاهير والبطولات والأساطير والشعر والأدب ، (( خالد بن جعفر بن كلاب سيد هوازن ، سيد العرب عامر بن الطفيل ، عروة الرحال الكلابي ، الفارس المشهور دريد بن الصمه الجشمي . الفارس خديج بن العوجاء النصري ، القائد مالك بن عوف النصري ، الأحوص بن جعفر ، لبيد بن ربيعة صاحب المعلقه ، المحلق بن حنتم ، يزيد بن الصعق ، عامر بن الكاهن ، زفر بن الحرث حميد بن ثور الهلالي الشاعر المشهور ، قبيصة بن المخارق صاحب شرطة البصره ، قطن بن قبيصه والي فارس وكرمان ، رياح الهلالي ، الصمصامة الجعدي ، الأمير عبدالله بن الحشرج ، قيس ابن الملوح (مجنون ليلى) الشاعر ، النابغة الجعدي ، الشنان بن مالك ، القحيف الشاعر ، الصمة القشيري ، مزاحم العقيلي ، بشار بن برد (من مواليهم) ، ليلى الأخيلية ، أيمن بن الهماز ، يزيد بن الطثريه ، مصعب بن الطفيل القشيري ، القتال الكلابي الشاعر المشهور ، العباس بن مرداس ، الراعي النميري أبو الحسن علي بن محمد التهامي ، الشيخ حسن بن سرحان ، الفارس الأسطوري أبو زيد الهلالي ، الفارس الأسطوري ذياب بن غانم ، قائد الجيوش الفاطميه شاور السعدي ، الخلال السعدي ، الشيخ سلطان بن مظفر الزايدي ، الشيخ يعقوب بن علي الهلالي ، الشيخ عموش بن خلف ، الشيخ نطاح بن خلف ، الشيخ عبدالله بن زايد بن محيا ، الشيخ محمد بن ابي الطاهر بن روق ، الشيخ موسى بن جارالله بن محيا ، الشيخه حسن أبنة الشيخ الحافي السعدي ، الشيخ بن جارالله الشيباني ، الشيخ حسن بن ابراهيم الشيباني ساكن الطائف .....الخ من شخصيات قبل الألف هجريه ، وإن تخبط في روابط بعظهم المتخبطون من مؤرخي التركمان وغيرهم ممن ليس لهم باع ولا معرفة بأنساب العرب في العصور المظلمه .
وكما اشتهرت هوازن من قبل فإن بقاياها عتيبة (هوازن القديمه) مليئة بالمشاهير والبطولات والأساطير ، واغلب تاريخ عتيبه حفظه الشعر المتناقل حتى انك لتجد ان عتيبة تنفرد عن سواها في الشعر ، فجل القبيله رجالها ونسائها واطفالها متذوقين بطبيعتهم للشعر ، حافظين للكثير منه ، كعادة ورثوها عن اسلافهم القدماء إذ هو تاريخهم وتاريخ ابائهم وإن تناسو الكثير منه والذي اندثر مع الزمن .

الشجاعه الفرديه والجماعيه...:

وفي عصور البطولات والملمات تتجلي في القبيلة صفحة شعريه حماسية عجيبه ، تستثير تراكم ذلك الإرث في النفوس لتصنع الابطال ، وكأنما تستمد من عمقها التاريخي حماس منقطع النظير يظهر هذه الصناعه ويبلورها لتصبح اسطوره، يقول عامر بن الطفيل الكلابي الهوازني (سيد من سادات العرب) :
وإني وإن كنت بن سيد عامر *** وفارسها المندوب في كل موكب
فما سودتني عامـر عن وراثة *** أبى الله ان اسمــــــو بأم ولا أب
ولكنني احمي حمـاها واتقي *** أذاها وأرمي من رماها بمنكبي

ويقول دريد بن الصمه ، متخذا الإرث الجمعي للقبيله كمصالحه مع النفس وكمعتقد :
وما أنا الا من غزية ان غوت *** غويت وإن ترشد غزية ارشد

ويكشف لنا ذلك الإرث في قوله :
فإما تريـنا لاتزال دمـــــاؤنا *** لدى واتر يسعى بها آخر الدهر
فإنا للحم السيف غير نكيرة *** ونلحمه حيــــــنا وليس بذي نكر
يغار علينا واترين فيشـــتفا *** بنا إن اصبنا ، او نغير على وتر

بل وتتوارث القبيله ذلك الإرث فيما بعد في قول تركي بن حميد :
أقوله وانا من لابتن تنثر الدمي *** مناة الحرايب دايمن في قتالها

وكذلك في قوله :
ولحقو عيالن ما تمالو بالاشوار *** ضارين في نثر الدمي بالرماحي

وكذلك نجد شليويح العطاوي يستحظر من اسلافه ذلك الإرث الحماسي في احد المعارك المشهوره ، ويظهر جليا في امتداح الأنا الجمعي لاستثارة المخزون المتراكم في نفوس ابناء القبيله والاعتزاز بالذات الجمعيه :
وردينا لدهمان الســيوف *** وسود الشلف كاسرة العظام
ومركاضن يسر الناظرين *** ترعى به مروجنة الســــــنام

وقوله :
الاد روق اللي عريبن جدهم *** ليا جا من الحكام رد براوي

وقول تركي بن حميد ، ويستحضر المجد القديم الذي انقطعت اخباره الا من شذرات حفظها الاباء واورثوها للابناء ، وهو من شعره القديم :
ليا قالو الحكـــــام رزو بيارق *** نسفنا على شيـب الغوارب ثقالها
ولا عندنا في حلتن عند حاكم *** على الطول حكامن طوالن حبالها

كذلك قول ذياب بن غانم في القرن الخامس الهجري في تمجيد البطوله الفرديه :
لاكن دوي الخيل من ولب رمحه *** دوي السما من مرزمات الرعايد

وقول القحيف القشيري من قبل في البطوله الجماعيه :
يقود الخيل كل اشق نهد *** وكل طمرة فيها اعتدال
تكاد الجن بالغـدوات منا *** اذا صفــت كتائبها تهال

ثم ان ذلك الاعتزاز بالقبيله يأخذ عند اصحاب الملكات الخاصه ، او من تأجج هذا الموروث في دمائهم بشكل اكبر واعتى ، يتخذ منحاً اخر في الافتخار كقول النابغة الجعدي :
بلغنا السما مجداً وجودا وسؤددا *** وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

وقول شاعر هوازن لبيد بن ربيعة صاحب المعلقه :
فبنى لنا بيتا رفيـــعا سمكه *** فسما اليه كهلها وغلامـها
فاقنع بما قسم المليك فإنما *** قسم الخلائق بينها علامها

ويبلور بديوي الوقداني فيما بعد ذلك المنحنى باسلوب عصري في اواخر القرن التاسع عشر، عندما شاهد شعارات الأمبراطوريات الأوربيه والمتمثل في النسر على اعلام تلك الأمبراطوريات وعملاتها ، فسبق بذلك كثيرون عندما قال :
عتيبة جناح الصقر وثبيت هامــته *** ولا يستوي طيرن بغــير جناح
رعو نجد بالسيف اليماني والتفق *** ومعها من العود الطويل رماح

وهذا الإرث يتجدد بتجدد الزمن ومستمر حتى اللحظه ... لهذا قال الخلاوي عن عتيبة في القرن الثاني عشر ...انهم : لطامة العايل

الوطن والمرابع والديار ....:
ومن مظاهر ذلك الإرث العلاقة بين النفس والوطن ، فيقول الفارس الصمه القشيري :
خليلي قوما اشرفا القصر فانظرا *** بأعيانكم هل تؤنسـان لنا نجدا
وإني لأخشـــــى إن علونا علوة *** ونوشك ان نزداد ويحكــما بعدا
نظرت واصحابي بذروة نظـــــرة *** فلو لم تفض عيناي ابصرتا نجدا
اذا مر ركب المصعــــدين فليتني *** مع الرائحين المصعدين لهم عبدا

ويقول يزيد بن الطثريه :
الا يا صبا نجد لقد هجت من نجد *** فهيج لي مسراك وجدا على وجد

ويقول الراعي يحيي وادي التسرير (الجرير) :
حي الديار ديار ام بشير *** بنويعين فشاطئ التسرير

ويقول مزاحم العقيلي :
فليت ليالينا بطخفة فاللوى *** رجعن واياما قصاراً بمأسل

وقول مصعب بن الطفيل :
كأني لجعدي اذا كـان اهله *** بأكمة من دون الرفاــــق خليل
فإن التفاتي نحو اكمة كلما *** غدا الشرق في اعلامها لطويل

ويقول بن فهيد الأسعدي في القرن الثاني عشر ، ويتمنى ان تربع الأرض التي يقطنها الاساعده مع غيرهم منذ القدم :
يالله طلبتك تالي الليل رعــــاد *** من مرزم بالليل نوحـــي هديده
يسقي من الشنبل ليا حد بغداد *** والبصره الفيحا ويسق الجديده

وقول تركي بن حميد ، ويذكر ان عالية نجد " محدن ينالها " وذكر وسط وشرق نجد وان كانت قبل لهوازن بعد رحيل هوازن منها بسبب القحط وحلول اناس جدد في القرن السادس والسابع والثامن فيها فيما بعد ، يقول بن حميد :
رعيناك يا نجد المسمى بفعلنا *** ولا منازلنا فلحدن ينالها

وقول القثامي في بداية القرن الثالث عشر :
ويا نجد والله ما نبيعك بالابــــدال *** يا مرتع الشقــحا ردوم السنامي
ويا نجد يا ما راح فيك من الاجيال *** وياما غدا بك من رجال وجهامي

الحب ...العذري :
وهو جزء من هذا الموروث الذي يصل الى ذروته في الصوره الشعريه ورسم الكلمه والجرس الموسيقي مع عمق الشعور بحيث يضرب على اوتار لم تطرق من قبل في كلمات يتلاعب بها ويسخرها الموروث المتراكم الذي قلما نجده عند الاخرين .....
يقول الشيخ العفار وقد جمع الموروث كاملاً في بيتين بطريقه عجيبة ومذهله اذ لا يستوى احدها الا باكتمال الاخر :
إن كان ما ترث يدينا فعـــايل *** يحرم علينا شربة الشـــــــاذليه
والزعفران وحب سمر الجدايل *** وحط الشحم وسط البيوت الذريه

وتقول المرهوصه الدعجانيه :
يفدى عشيري كل برقــــــا على روق *** واللي بعـيد الدار واللي هنـــــيا
ويفداه من يركب على الخــــيل بعروق *** مع خيل ابن هندي وخيل المحيا
ويفداه من يمشي على الأرض من فوق *** واللي يشوفون القمـــــر والثريا
ويفداه حضرن لجو العصر بالســــــوق *** وابن رشيد اللي على الحكم عيا

ويقول الدجيما الثعلي :
يا جر قلبي جـــر لدن الغصوني *** وغصون سدر جرها السيل جرا
على الذي مشيه تخطن بهوني *** والعصــــر من بين الفريقين مرا
.........
وياليتهم عن حاجتي ســـالوني *** يوم اني اجلس عندهم وتحـــرا

والدجيما الذي اتهم بالجنون بمحبوبته ، كان يرمى بالحجاره من الصبيان في احياء الروقه في بداية القرن الثالث عشر ، ويجسد جانب من جوانب الموروث القديم في تاريخ القبيله ، فقد كان من قبل قيس بن الملوح يرمى بالحجاره من الصبيان في احياء بني عامر ويتهم بالجنون ، وابن الملوح هو القائل :
أحـــب هبوط الواديين وإنني *** لمستهــــزء بالواديين غريب
وما عجبي موت المحب صبابة *** ولكن بقاء العاشقين عجيب

ويقول ابن الطثريه :
فيا خلة النفس التي ليس دونــها *** لنا من اخـــــلاء الصـــفاء خليل
ويامن كتمنا حــــبه لم يطــع به *** عدو ولم يؤمن علـــــيه دخــــيل
فديتك أعدائي كثـــير وشقتي *** بعيد وأشـــــياعي اليكي قليل
فلا تحملي ذنبي وانتي ضعيفة *** فحمل دمي يوم الحســـاب ثقيل

والموروث كبير ، ولم نذكر منه الا الاشياء التي منها الشجاعه وحب الديار والحب العذري ، والشعر هو الذي يكشف هذا الموروث ، لان الشعر هو خلجات النفس والموروث المتراكم ، فليس كل شعر شعر ولا كل من ادعى الشعر شاعر مالم يكن هناك روافد حقيقيه في النفس تستمد قوتها من الموروث التراكمي والتاريخي للنفس وإن لم تعلم عنه شيئاً ، فاقراء ان شئت الدواوين الحديثه وستعرف الفرق الشاسع وان زوقت فيها الكلمات ولكن تظل المعاني خاويه والنعومه ظاهره ومقززه ، والحمدلله لم ارى من القبيله من هو هكذا ، تقول فتاة الوشم (الروقيه) عن هؤلاء الخاوين ، اصحاب الروج والماسك والجلد المبطن بالقطن الغض :

قلته وانا من شباب اليوم مقهــــــوره *** كيف الحمايل تجنب عن مذاهبها
يا بنت شومي من اللي يمشط شعوره *** ويميل بالكعب ووركــه يهز بها
ليته لبس له بلوزتن فــــوق تنــــــوره *** يوم المناقيد ما يدري عواقبــها

وانما ضربت المثل في الفقره الاخيره ليتضح الفرق في تأثير الموروث المتراكم والذي يشعر به كل من نشاء على سماع مجد الاباء ، وكأنما الاباء يحافظون على تلك الشعله خشية الانطفاء ، وهي جوهر الانتماء الذي زرعه الاقدمون وتوارثته الاجيال . منقول

الـشـامـخ
23-09-2007, 08:56 PM
شكراً لك على النقل الرائع والمفيد

تقبل مرووري

لك تحية عطره

السحـ فوق ــاب
30-09-2007, 05:02 AM
الله يعطيك العافية على النقل


لك مني أجمل التحايا

الــزعــيــم
07-10-2007, 08:28 AM
مشكوووور على النقل الجميل

والله يعطيك العافية

لك خالص التحية

binhlailبن هليــل
07-10-2007, 11:01 AM
شكرا على هذا الموضوع الجميل

تاريخ بلا حدود

الله يعطيك العافية

تقبل

مروري

صقر الجزيره
07-10-2007, 08:04 PM
شكرا لك اخي النجم على النقل الجميل

صقـر عتيبـة
17-01-2008, 02:48 AM
مشكوووووور يــا الــنــجــم على النقل الجميل



لك تحيااااااااااااااااتي



صقـر عتيبـة