عرض مشاركة واحدة
   
قديم 06-09-2022, 06:02 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أديب

الصورة الرمزية القنـــــاص

إحصائية العضو






القنـــــاص is on a distinguished road

 

القنـــــاص غير متواجد حالياً

 



الاوسمة

المنتدى : قوافل الشعر الفصيح
B9 أين الضجيج العذب والشغب

هذه القصيدة قالها الشاعر السوري الراحل عمر بهاء الدين الأميري ، في الحنين إلى أولاده حينما سافروا وتزوجوا وتركوه وحيدا في بيته ..

‏وقد قال عباس محمود العقاد عنها :
‏( لو كان للأدب العالمي ديوان لكانت هذه القصيدة في طليعته )

‏أين الضجيجُ العذبُ والشغبُ
‏أين التدارسُ شابه اللعبُ ؟

أين الطفولةُ في توقدها
‏أين الدمى في الأرض والكتب ؟

‏أين التشاكسُ دونما غرضٍ
‏أين التشاكي ماله سبب ُ؟

‏أين التباكي والتضاحكُ في
‏وقت معا والحزنُ والطرب ُ؟

‏أين التسابقُ في مجاورتي
‏شغفا إذا أكلوا وإن شربوا ؟

‏يتزاحمون على مجالستي
‏والقربِ مني حيثما انقلبوا

يتوجهون بسوْقِ فطرتهم
‏نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا

‏فنشيدُهم : ( بابا ) إذا فرحوا
‏ووعيدُهم : ( بابا ) إذا غضبوا

‏وهتافهم : ( بابا ) إذا ابتعدوا
‏ونجيهم : ( بابا ) إذا اقتربوا

‏بالأمسِ كانوا مِلءَ منزلنا
‏واليوم ويح اليوم قد ذهبوا

‏وكأنما الصمت الذي هبطت
‏أثقالُه في الدار إذ غربوا

إغفاءةَ المحمومِ هدأتها
‏فيها يشيعُ الهمُ والتعبُ

‏ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنُهم
‏في القلبِ ما شطوا وما قربوا

‏إني أراهم أينما التفتتْ
‏نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا

‏وأحسُّ في خلَدي تلاعبَهم
‏في الدار ليس ينالهم نصبُ

‏وبريق أعينهم إذا ظفروا
‏ودموع حرقتهم إذا غلبوا

في كلِّ ركنٍ منهم أثرً
‏وبكل زاوية لهم صخب

‏في النافذات زجاجها حطموا
‏في الحائط المدهون قد ثقبوا

‏في الباب قد كسروا مزالجَه
‏وعليه قد رسموا وقد كتبوا

‏في الصحن فيه بعضُ ما أكلوا
‏في علبة الحلوى التي نهبوا

‏في الشطر من تفاحةٍ قضموا
‏في فضلةِ الماءِ التي سكبوا

إني أراهم حيثما اتجهت
‏عيني كأسراب القطا سرَبوا

‏دمعي الذي كتمته جلدا
‏لما تباكوا عندما ركبوا

‏حتى إذا ساروا وقد نزعوا
‏من أضلعي قلبا بهم يجب

‏ألفيتني كالطفل عاطفة
‏فإذا به كالغيث ينسكب

‏قد يعجب العذالُ من رَجلٍ
‏يبكي ولو لم أبكِ فالعجب

‏هيهات ما كل البكا خوَر
‏إني وبي عزم الرجل أب







التوقيع

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

رد مع اقتباس