ماليزيا تؤكد القبض على كاشغري .. ومنابر مكة تنادي بمعاقبته
حمزة كاشغري
وجدي القرشي من مكة المكرمة ــ خالد الجعيد من الطائف
أكدت ماليزيا، أمس، اعتقالها الكاتب السعودي حمزة كاشغري، الذي فرّ من السعودية بعدما كتب تغريدات على موقع تويتر، مسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث قال متحدث باسم الشرطة لـ ''رويترز''، أمس الجمعة: ''تأكد اعتقال الشرطة الماليزية للكاتب السعودي، هذا الاعتقال يجيء في إطار عملية للشرطة الدولية (الإنتربول)؛ والشرطة الماليزية جزء منها''.
وكانت منابر مساجد مكة المكرّمة، أمس، قد استنكرت على لسان خطبائها ما صدر عن كاشغري عبر شبكة التواصل الاجتماعي ''تويتر'' الذي تطاول على رسول الله، ناقلين مطالب شعبية بضرورة محاسبته لكي يكون عبرة لمَن يريد أن يقدم على مثل هذا الفعل المشين بحق سيد البرية.
واتفقت خطب الجمعة على المبدأ وهو الدفاع عن النبي، ولكن اختلفت في أطروحاتها، فمنهم مَن هاجم المتطاول وطالب بمحاسبته.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
اعتقلت الشرطة الماليزية حمزة كاشغري الكاتب السعودي الذي تطاول على الذات الإلهية وعلى المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في تغريدات على "تويتر"، ثم فر من بلاده.
وقال لـ "رويترز" متحدث باسم الشرطة أمس، "تأكد اعتقال الشرطة الماليزية الكاتب السعودي.
هذا الاعتقال يجيء في إطار عملية للشرطة الدولية "الإنتربول" والشرطة الماليزية جزء منها".
ولم يقدم المتحدث المزيد من التفاصيل، ولم يعلق على ما إذا كان سيتم ترحيل الكاتب السعودي حمزة كشغري إلى السعودية.
وكانت وكالة الأنباء الماليزية الرسمية قد أعلنت خبر الاعتقال، مبينة أنه ستتم إعادته إلى السعودية للتحقيق معه بشأن ما اقترفه من جرم.
وصرح راملي يوسف المتحدث باسم الشرطة، أن حمزة كاشغري اعتقل بعد وصوله إلى المطار الدولي في ماليزيا الخميس.
وأضاف المتحدث "لقد اعتقل كاشغري عند وصوله بموجب مذكرة توقيف صدرت عن الإنتربول بناء على طلب من السلطات السعودية".
في سياق غير بعيد، صدحت منابر مساجد مكة أمس بأصوات خطبائها عندما أعلنوا بشكل جماعي استنكارهم وغضبهم مما صدر من أحد الكُتاب عبر شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الذي تطاول على رسول الله، ناقلين مطالب شعبية بضرورة محاسبته لكي يكون عبرة لمن يريد أن يقدم على هذا الفعل المشين بحق سيد البرية.
خطب الجمعة وإن اتفقت على المبدأ وهو الدفاع عن النبي ولكن اختلفت في أطروحاتها، فمنهم من هاجم المتطاول وطالب بمحاسبته، ومنهم من انبرى للحديث عن النبي وعن أفضاله ومناقبه، وآخرون شددوا في خطبهم على الذنب الكبير في التطاول على النبي.
ولم تخل بعض الخطب من البكاء والتعظيم لرسول الله، حيث لم يتمالك الخطباء وجمع من المصلين أنفسهم واغرورقت أعينهم بالدمع عندما أتى الحديث عن رسول الله وكيف أنه يوجد في هذا الزمن من يسمح لنفسه بالتطاول عليه، وكيف أن الله تعالى قد حذر وتوعد من يسيء إلى نبيه بالعذاب الشديد.
هذا التوجه الديني والتوحد الشعبي والتلاحم بين أئمة المساجد وخطبائها من ناحية، وبين جموع المصلين من ناحية أخرى، أكد بما لا شك فيه أن المساس بالنبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ هو خط أحمر لا يجوز تجاوزه أو الاقتراب منه مهما كلف الأمر.
وأن من تسوّل له نفسه التطاول كما فعل هذا المرتد فإنه يجب أن يواجه مصيره من خلال منافذ القضاء، كما طالب خطباء الجمعة أمس.
الكثير من المصلين أيدوا هذا التوجه في خطب الجمعة والتي أتت متوائمة مع رغباتهم في محاسبة من تطاول على أفضل الخلق أجمعين.
وأكد بعضهم اعتزامه الذهاب إلى المحاكم الشرعية لرفع قضايا سب وقذف بحق هذ المرتد.
وأبدوا سعادتهم بأوامر خادم الحرمين الشريفين التي قضت بوجوب إلقاء القبض عليه وإحالته إلى القضاء لمحاسبته.
حمزة كاشغري، الذي أصبح بين ليلة وضحاها أشهر من نار على علم بفعلته الحمقاء والنكراء، حيث أصبح حديث المجتمع السعودي بمختلف طيوفه والذي يطالب بضرورة القصاص منه، استخدم ورقة التوبة لعلها تخفف عليه هذا الهجوم والمطالبة بمقاضاته، ولكنه عندما شعر أن ورقة التوبة لم تستره، حاول الهرب إلى خارج السعودية، ولكن أوامر العاهل السعودي أوجبت ضرورة إعادته والقبض عليه ومحاسبته، ويرى الكثيرون أن هذه الخطوة ستزيل الغضب من نفوس أفراد المجتمع السعودي المسلم.
وفي السياق ذاته، انضم المؤيدون لحمزة كاشغري – سواءً في النص أو المضمون – إلى الفئة التي يُطالب بحقها الحد الشرعي لتطاولهم على الذات الإلهية، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث جاءت مطالبات إلكترونية عديدة بإقامة الحد عليهم بمثل ما سيُقام على كاشغري، وخاصة أنهم أيدوه مضموناً، ونصاً، في مواقع الإنترنت المختلفة.
خالد أبو راشد
وأكد لـ "الاقتصادية" المحامي والمستشار القانوني خالد أبو راشد، أن من أيدوا كاشغري في المضمون نفسه يعدون مثله تماماً، وتجوز مقاضاتهم.
وأشار إلى أنه إذا كان تأييدهم يدل صراحة على ما قام به كاشغري نفسه من فعل فهم مثله، وبالتالي (يُقاضون مثله تماماً)، ويسري عليهم ما يسري عليه.
وبين أنه بحسب النصوص المكتوبة من قبلهم تتضح مسألة التأييد من عدمه، فإذا كان التأييد بمسألة تتعلق بالخروج عن الدين والملة فهؤلاء قانونياً أصبحوا مثله.
ولفت المحامي أبو راشد إلى أنه يجب التفرقة بين أمرين في هذه القضية، فإذا كان التأييد لمبادئ عامة كـ "حرية التعبير مثلاً" فهذه تنطبق عليها عدة أمور أخرى، أما إذا كان التأييد لجوهر ما كتبه كاشغري، من تطاول على الذات الإلهية، وخروج عن الدين، واستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم فهذا يُصبح شريكا له في الفعل، وبالتالي يُقام عليهم جميعاً ما سيُقام على كاشغري.
ونوه إلى أنه من الضرورة الاعتماد على النص وفحواه، حيث يتم النظر في المقاضاة على أساس النص نفسه.
ورصدت "الاقتصادية" من خلال مواقع مختلفة على الشبكة العنكبوتية، - بعد ساعات قليلة من تطاول كاشغري على الذات الإلهية، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم – بعضاً من المشاهير، والمدونين بمواقع التواصل الاجتماعي - سواءً من السعودية، أو شخصيات عربية تقيم خارج المملكة -، اصطفوا لتأييد كاشغري فيما ذكره، عبر تدويناته، في خروج واضح عن الملة، وكانت كتابات المؤيدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد صبغت بمبدأ العاطفة، والتقليل من جرم ما فعله كاشغري، - مبررين ميلهم معه باعتذاره عما بدر منه تارة، وأن ماذكره يعد حرية رأي تارة أخرى -، جاء ذلك في الوقت الذي استنكرت فيه كل الهيئات الإسلامية، في المملكة، وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، ما كتبه كاشغري، مطالبة بإقامة الحد عليه لخروجه من الدين، وتطاوله على الذات الإلهية، واستهزائه بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وجاء إثر ذلك عددٌ من المطالبات والمخاطبات الإلكترونية على مستوى الأفراد، والجماعات، والتي تم توجيهها إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام في المملكة، مطالبين فيها بمحاكمة كاشغري، وعدد من الشخصيات التي تناولت مثل أفكاره، التي اتضحت من تدويناتهم في صفحات مواقع الإنترنت.
منقول من الإقتصادية