مقال رائــــع
د/محسن الصفار
تعجب طبيب الأمراض النسائية عندما دخل عليه سعيد
فسأله عن سبب مجيئه إلى طبيب نسائي وليست برفقته أي امرأة
فأجابه سعيد بأنه يحسّ بأن لديه أعراض الحمل قال له الطبيب:
- ما ذا؟ حمل؟ أي حمل يا رجل سامحك الله؟ ومنذ متى كانت الرجال تحمل؟
- صدقني يا دكتور أنا لا أمزح معك دعني أشرح لك حالتي وأنت تحكم بنفسك.
- طيب تفضل وأمري لله .
- أول الأعراض أني أصاب بالإنتفاخ كلما سمعت وعداً من وعود المسئولين عن تحقق الرفاهية والعدالة الإجتماعية وزيادة الرواتب وحل مشكلة الإسكان وتوفير المواصلات وغير ذلك , حتى أحسّ بأن بطني سينفجر من كثرة الإنتفاخ.
- هذا الإنتفاخ وحده ليس دليلاً على الحمل.
- أعلم ولكني أيضاً أصاب بالتقيؤ كلما نظرت إلى التلفاز أو قرأت جريدة تحكي عن واقع الأمة المخزي علميا وثقافيا واقتصاديا , ناس تموت من الجوع وناس تصرف الملايين على حفلة عرس تافهة دون حياء أو خجل .
- وهذا أيضاً لا يثبت أنك حامل.
- أعلم أعلم ولكن أيضاً أتوحم طوال الوقت أن يكون وطني جميلاً يعيش أبناؤة بسلام ولا يحتاجون إلى الهجرة إلى دول أخرى للعيش الكريم.
- ها وماذا غير الوحام ؟ خلصني.
- وأصاب أيضاً بالدوار كلما إستيقظت صباحاً ورأيت أن اليوم هو أسوأ من البارحة وأن غداً على الأرجح سيكون أسوأ من اليوم.
- وغيره؟
- أحسّ بركلات في داخل بطني تمزق أحشائي كلما رأيت مأساة غزة وإحتلال العراق وذلّ العرب مقابل اسرائيل وتوسلهم السلام وهي لا تردّ عليهم حتى.
ضحك الطبيب وقال:
- إذا كان الأمر هكذا فسيكون أغلب الرجال العرب حوامل لأنهم جميعاً يحملون نفس الأعراض ولكنك لست حاملاً .
- وما أدراك؟ لقد قيل لي بأني حامل.
- - يا رجل أنا طبيب أخصائي هل تحسب أني لا أفقه من يكون حاملاً ومن ليس حاملاً من الأحمق الذي قال لك أنك حامل؟
-قال فخامة رئيس الجمهورية أثناء زيارته للمصنع الذي اعمل فيه أمس.
إنتفض الطبيب من مكانه وقال:
- إذا كان الأمر كذلك فأنت حامل وبتوأم أيضاً مبروك