نداءٌ نسمعه كل يوم خمس مرات، يتردد صداه في قلوبنا، يبعث الحياة، ويطرد الكسل، ويجلب النشاط، كل يوم تجده في أبهى حُلَّه، يعانق قلوب المؤمنين قبل آذانهم، يدخل عبيره بيوتهم فتطيب به نفوسهم، إنه شعار الإسلام، وعنوان التوحيد، من أراد أن يعرف ما أراد الله فليتدبر معانيه، إنه صوت الحق، إنه الأذان، ترى ما قصته؟ وكيف جاء إلينا؟ كيف اهتدى إليه المسلمون؟ وكيف توصلوا إليه؟ أسئلة لا بد أن يعرف جوابها كل محب لهذا الأذان الذي ميزنا الله - عز وجل - به عن سائر الأمم، واصطفاه لنا حتى صار علامةً لنا نُعرف بها.
كان الأمر بداية أنه إذا جاء وقت الصلاة فإن الناس يتجهون تلقائياً إلى بيوت الله - عز وجل - بلا أذان ولا نداء ولا غير ذلك، وقد جاء أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون، فيتحينون الصلاة ليس ينادى لها، فتكلموا يوماً في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقاً مثل قرن اليهود، فقال عمر: أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا بلال قم فناد بالصلاة))