ومن العوامل التي تجعل طريقة الإلقاء تسود مدارسنا هو :
1ـ اعتقاد بعض المعلمين أن هذه الطريقة تكسب الطالب معلومات ومعارف كثيرة في وقت قصير وبجهد قليل.
2ـ اعتياد المعلمين على هذه الطريقة والخوف من تجربة طرائق أخرى.
3ـ يعلل بعض المعلمين استخدامه لهذه الطريقة نظراً لطول المحتوى.
4ـ وجود الأعداد الكبيرة من الطلاب داخل الفصل تجعل المعلمين يلجأون إلى هذه الطريقة وبصورة دائمة.
5ـ نظراً لسهولة تنفيذ هذه الطريقة وعدم كلفتها تدفع المعلمين إلى استخدامها.
ومن أبرز السلبيات الناتجة عن استخدام هذه الطريقة مايلي :
1- عدم مشاركة ا لطالب في هذه الطريقة مما يجعل دوره سلبياً، وهذا يؤدي إلى ضعف العلاقة الإنسانية بينه وبين المعلم.
2- عدم قدرة الطلاب على استيعاب المعلومات واستخلاص الأفكار للموضوع.
3- عدم قدرة المعلمين على فن الإلقاء واستخدام الحركات والصور التعبيرية أثناء استخدام هذه الطريقة يؤدي إلى شرود ذهن الطلاب وإصابتهم بالملل والسآمة داخل الحصة.
4- تعتبر هذه الطريقة منهكة للمعلم خاصة إذا قام بتدريس ما يقارب من 5-6 حصص يومياً فالمعلم عندما يتحدث في الحصة الأولى أو الثانية لا يكون بنفس الحماس والنشاط عندما يتحدث في الحصة الخامسة أو السادسة.
5- لا يستطيع المعلم عند استخدامه لهذه الطريقة القيام بعملية التقويم خصوصاً إذا استمر في الشرح دون أن يترك مجالاً للمناقشة أو الاستفسار أو السؤال.
6- لا يستطيع المعلم عند استخدامه لهذه الطريقة مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب والمتأخرين دراسياً.
ولكن مهما وجه إلى طريقة المحاضرة من نقد وتجريح فإنها تبقى أسلوباً لا يمكن الاستغناء عنه فالمعلم يحتاجه عند توضيح مفاهيم غامضة أو شرح تجربة أو سرد قصة.
وأنا أقول العيب ليس في الطريقة نفسها وإنما العيب في أسلوب استخدامها من قبل المعلم، حيث يجب على المعلم أن يكون على وعي تام بمستوى الطلبة وطرق مخاطبتهم وذلك في اختيار الكلمات والألفاظ التي تتناسب مع عمرهم ومع مرحلتهم الدراسية.
فأسلوب المحاضرة فن رفيع يرتبط بنجاحه أمور عديدة منها :
1- سعة إطلاع المعلم والمعرفة العميقة لمادته.
2- أن يقوم بتقسيم الموضوع إلى عناصر فرعية ورئيسية ثم يذكرها للطلاب في بداية الحصة كخطة يسر بموجبها أثناء الشرح.
3- ألا يتكلف في استعمال هذه الطريقة فيقوم باستعمالها كما لو كانت أسلوباً للخطابة.
4- أن يقوم المعلم أثناء المحاضرة بتغيير نمط صوته واستخدام الحركات والصور التعبيرية.
5- أن يراعي المعلم عند استخدامه لهذه الطريقة أن لا يكون حديثة مستمراً بشكل متواصل لمدة زمنية طويلة فلا بد أن يتخلل الشرح عرض بعض الوسائل التعليمية المتعلقة بالموضوع أو ترك فرصة للحوار والنقاش أو إسداء بعض التوجيهات والنصائح.
6- أن يركز المعلم أثناء الشرح على ملامح وجوه طلابه ليعرف مدى أثر حديثة عليهم كي يستمر بنفس الأسلوب أو يقوم بتغيير الأسلوب إذا شعر على وجوههم الملل أو عدم التركيز واستخدامه طريقة أخرى مما يؤدي إلى مشاركة الطلاب وتشويقهم وشد انتباههم وجذب اهتمامهم.
ومما يجدر ذكره هنا أن طريقة المحاضرة يختلف استخدامها من معلم إلى آخر حيث نجد بعض المعلمين يتسمون بروح الحيوية والنشاط والبعض الآخر يغلب عليهم روح السآمة والملل. والمعلم الناجح لا يلجأ أثناء الشرح إلى استخدام طريقة واحدة وإنما يستخدم طرق وأساليب متنوعة تتناسب مع عناصر الدرس وتحقق أهدافه.
1- أن تراعي إدارات التعليم وإدارات المدارس وضع الأعداد المناسبة من الطلاب داخل الفصول حتى يتمكن المعلم من استخدام الطرائق التدريسية المتنوعة.
2- أن تقوم إدارات التعليم بتدعيم المدارس بالوسائل التعليمية المتنوعة في جميع المواد الدراسية حتى يتمكن المعلمين من استخدامها أثناء الشرح.
3- أن يكون المعلم ملماً بمادته العلمية وبخصائص النمو لدى طلابه.
4- أن يجيد المعلم فن الإلقاء واستخدام الحركات والأصوات والصور التعبيرية.
5- إلحاق المعلمين الذين لا يجيدون استخدام هذه الطريقة بالدورات التدريبية لرفع قدراتهم ومهاراتهم في ذلك.
6- أن يراعي المشرف التربوي عند زيارته الميدانية ملاحظة هذه المظاهر ومن ثم القيام بحصر جميع أسماء المعلمين الذين لا يجيدون استخدام هذه الطريقة ومعالجة ذلك بالأساليب الإشرافية المتنوعة مثل الدروس التطبيقية والزيارات المتبادلة والقراءات الموجهة والمدلولات الإشرافية .. إلخ.