فجر الصدى
حين يطلق فجري الصدى
و يزرع ضوئي الخطا
و تخرج كلماتي من بين محارات حروفي
و قريتي الحالمة تسكن عالمي
أهاجر فوق هلام الوجوه
ووجه المدينة يكشف لافتات الأرق
عبر السطور القديمة ...... الأغنيات
شطآن الماء ..... الأنهار ..... البحار
استوقفتني المياه
تخبرني ...... أمراً
لماذا يسكن النهر غربة أمواجه بين التراب ... ؟
و أفتح قلبي كتابا إلى البحر
ربما يحط يوماً مرساه
و يخلع ثوب الرحيل
و هناك في الأفق ......
حيث صمت القبور
و عبر الجميع
أهاجر فوق هلام الوجوه
أفاتح غموض الكائنات
فتخبرني ......
أن البحر يستدرج الرمل حتى تضيع الشطوط
و أن الرمل يستدرج البحر حتى تصير الشطوط
هما البحر و الشط يقتتلان
و في الأفق لا تبدو النهاية
إن من يحتوي البحر لا تحتويه الملوحة
و إن من يفتح الحرف لا تحتويه الكتابة
لماذا ....... ؟!
تسرب بين خواء عظمي
رماد من التعب ..... ؟
و أوغل في عمق روحي
طنين من النمل
يأكل اخضرار حياتي
و يبني أمام عيني ......
سدوداً
من الوحشة القاتلة
لكن ...... هي الريح
تصعد في جنبات حياتي
كأن خواءً رهيبا تمدد في روحي
و أمسكت نفسي إلى زمن
لا أغادره
استطالت جذوري في التراب
و لم يبق لي إلا شكل الشجر
و أبصر هذا الظلام المتمدد
خلف العيون
و الثورة التي تجتاح روحي
وليت رعباً لأقتل نفسي
و أدمن هذا الحطام الغريب
حطام صمتي و وحشتي
و لكنني من يوم إلى يوم
يعاودني وجهي الذي لا أراه
فأبصرني ......
كأن الرماد يحركه قدرة خافية
و تنفح فيه العروق القديمة
و تنفث فيه شمس انعتاقي
و نور صباحي يشع
جديداً ......
في نفسي الأبية