اعترفت بعجز الوزارة عن إيصال الصور الحقيقية للمنجزات وأكدت أن التلقين انتهى بنسبة 80 %
نورة الفايز لـ "سبق": لست مركزية في اتخاذ القرار.. لكنني توقعت الأسوأ في "التربية"
- لا أهتم بلقب "معالي" ويكفي أن ينادوني بـ "أم بدر".
- ما نزال نحتاج إلى عدد من الوزيرات والنائبات والوكيلات والمسؤولات.
- لا يمكن أن أتنازل عن رفع مستوى المعلمين والمعلمات لمواكبة التطور العلمي والتقني.
- الوزارة أنشأت إدارة للأمن والسلامة للاهتمام بالمباني المدرسية وتدريب الكادر التعليمي على التعامل مع الحوادث والحرائق .
- أنا فخورة جداً بإبعاد الأطفال الصغار عن الشغالات والشوارع والأمهات الأميات
- مناهجنا تطورت وما تزال تُطور لما هو أفضل لهذا الجيل.
- أتمنى أن تكون كل مدرسة عبارة عن وزارة متكاملة تقوم بكل مهامها.
- أفتخر بمعهد الإدارة العامة، فقد ترك لي الكثير من الثقة في النفس والقدرة على التعامل مع الآخرين
- الرجال من حولي ساندوني ودعموا خطواتي للتغلب على ما وجهني من تحديات .
شقران الرشيدي– سبق- الرياض: تقول نورة الفايز، أول نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات في تاريخ المملكة، وأول سيدة سعودية تعين على المرتبة الممتازة في القطاع الحكومي، أن لقب معالي لا يعني لها الكثير من الاهتمام ولا تميل لاستخدامه، وتفضل أن تنادى بـ "أم بدر" لقربه لنفسها ومحيطها. وتؤكد في حوارها مع "سبق" أن اهتمامها الشخصي ينصب على العملية التعليمية، وعلى المعلم والمعلمة، والعناية برياض الأطفال. وتدافع عن المناهج الدراسية السعودية قائلة: "مناهجنا لا تخرج متشددين بل هي متطورة وما تزال تُطور لتخرج جيلاً أفضل".
وتتحدث الفايز كذلك عن الأسباب الحقيقية للنقد المستمر الذي تتعرض له الوزارة، وتذكر الصعوبات التي واجهتها في حياتها، وحقيقة مركزيتها في اتخاذ القرار، وأولوياتها في العمل.. كما تتطرق لعدد من المحاور المهمة، تجدونها في الحوار التالي:
* أنت أول سيدة سعودية تلقب بـ "معالي" في تاريخ المملكة.. ماذا يعني لك ذلك؟
- للأمانة هذا اللقب على قدر ما له من اهتمام، إلا أنني أميل إلى عدم استخدامه مع جميع الناس من حولي، فأنا أرى نفسي نورة الفايز فقط لا غير، وهناك من يفضل أن يناديني بـ "أم بدر". أما لقب معالي فهو ليس من المفردات القريبة إلى نفسي بقدر قرب نورة الفايز إلى نفسي وذاتي ومحيطي.
* يرى كثيرون أن وجود وزيرة سعودية في مجلس الوزراء أصبح ضرورة.. ما رأيك؟
- نعم هو ضرورة ويعني الشيء الكثير للمجتمع.
* وهل تتوقعين تعيين وزيرة في الفترة القليلة القادمة؟
- أتوقع ذلك بشكل كبير، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى فيه وزيرات ونائبات ووكيلات ومسؤولات سعوديات يقمن بدورهن في خدمة المجتمع.
* كمسؤولة في القطاع التعليمي الكبير والمتشعب الذي تنتمي له شريحة واسعة من المجتمع، ما أولوياتك في هذا القطاع؟
- قطاع التربية والتعليم هو مساحة كبيرة جداً ومتشعبة ومنتشرة في أنحاء المملكة، وفيها مدارس البنات والبنين والمعلمين والعملية التربوية، وكل له همه الخاص. لكن من أهم الأولويات التي أعنى بها شخصياً ولا أستطيع أن أتنازل عنها هو رفع مستوى المعلمين والمعلمات، وهذا مهم جداً لكي يستطيعوا مواكبة التطور العلمي والتقني وأن يكون المعلم قادر على أن يكون مرشداً وليس ملقناً وهذه من أولى اهتماماتي. ومن الأمور الأخرى التي اهتممت بها كثيراً وأعمل عليها بشكل دقيق هي مسألة العناية برياض الأطفال في المملكة التي أهملت لفترات طويلة. وأهمية هذه المرحلة في تميز الشخص في مستقبله الوظيفي والدراسي والعملي.. لذا عندما جئت للوزارة كانت نسبة الالتحاق برياض الأطفال والروضات 7 % ولله الحمد بعد 3 سنوات من تعييني أصبحت النسبة في حدود 13 %، وأنا فخوره جداً بهذا التميز، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نواكب فيه بقية الدول وجميع أطفالنا يكونون في الروضات أو الحضانات بدلاً من أن يكونوا في البيوت عند الشغالات، أو في الشوارع، أو عند أمهات أميات.
* يتعرض قطاع التربية والتعليم بشكل مستمر للنقد من داخل القطاع ومن خارجه، ما أسباب هذا النقد؟ وهل الوزارة عاجزة لهذه الدرجة عن الرد على المنتقدين بالإنجازات؟
- دعني أقول لك إن من أهم أسباب هذا النقد هو من الوزارة ذاتها، بسبب عدم قدرتنا على إيصال الصورة الصحيحة والحقيقية لما يتم من إنجازات، وهذا قصور نتحمل مسؤوليته.. لكننا كفريق عمل في الوزارة بدأ من سمو الأمير وزير التربية والتعليم، ومعالي النواب، وأنا وجميع زملائي وزميلاتي نعمل بشكل أكثر جدية ونؤمن أن أعمالنا ستتضح وستصل، لكن يبدو أن هناك حاجة ملحة لدور إعلامي أكبر لإظهار ما تحقق من إنجازات وما يبذل من جهود في مجال الرقي بالعملية التعليمية، وهناك الكثير من الجهود التي تبذل وتحتاج إلى إبراز.
* كثيراً ما نسمع عن إصلاح النظام التعليمي في المملكة.. فماذا تحقق في هذا المجال؟
- النتائج مشجعة نوعاً وكماً، ومنذ تعييني في منصب نائبة الوزير لتعليم البنات وأنا أعمل جاهدة وبدعم من سمو الأمير وزير التربية والتعليم على ضمان تحقيق الرؤية الإستراتيجية للوزارة، وأن تسير عمليات التطوير والمبادرات والسياسات التربوية نحو بناء مجتمع المعرفة مع الحرص على توفير فرص تعلم متساوية للجنسين والتي سيظهر أثرها في تأهيل شبابنا وشاباتنا على تحمل مسؤولياتهم الوطنية في التأقلم مع المتغيرات والأحداث على المستويات المحلية والدولية، وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلت وتبذل لتطوير التعليم، إلا أنه لا يزال أمامنا الكثير من التحديات التي يتطلب التغلب عليها العمل بمنظور مختلف، وإلى بذل المزيد من الوقت والجهد حتى ننعم بتحقيق الرؤية السامية في بناء مجتمع المعرفة، ونحن منفتحين على الحضارات والثقافات التي تدعم مسيرتنا وجهودنا في إصلاح التعليم العام وتطويره.
* يقال إن المناهج الدراسية السعودية التي تدرس حالياً في وزارة التربية والتعليم ما تزال تخرج للمجتمع متشددين ومتشددات فكرياً؟
- هذه المقولة خاطئة.. مناهجنا لا تُخرج متشددين، والدليل أن هؤلاء المتشددين موجودون في مختلف المجتمعات وفي أنحاء العالم، وليس المملكة تعاني ذلك فقط. لذا لا أتفق معها إطلاقاً. ومناهجنا تطور وما تزال تطور لما هو أفضل لهذا الجيل. ونحن فخورون جداً بما وصلت إليه مناهجنا الدراسية من مستوى علمي رفيع.
* هناك من يطالب بتوحيد المناهج في مدارس البنين والبنات حتى تكون المعلومات موحدة لدى الطرفين؟
- المناهج الدراسية بين البنين والبنات كانت مختلفة في السابق، الآن متفقة بدرجة 99 %، وهناك توحيد لما يدرس في المدارس، ما عدا بعض المناهج الخاصة بالبنات. وهناك في بعض مناهج البنين مواد تؤكد أهمية دور المرأة في المجتمع واحترامه.
* تتعرض بعض مباني مدارس للبنات لحوادث الحرائق والتشققات، بل أغلبها يفتقد وسائل السلامة وتهدد حياة الطالبات.. ما خطوات قطاع تعليم البنات للحد من هذه الحوادث ورفع الوعي؟
- المباني المدرسية حالها حال المنازل والبيوت وهي معرضة كغيرها لمثل هذه الحوادث.. وقد يكون هناك قصور من الوزارة في هذا الجانب، وقد يكون هناك قصور من بعض الجهات الحكومية الأخرى أيضاً ولا يتسع المجال لذكرها الآن.. لكنني أعتقد أن وزارة التربية والتعليم تأخذ هذا الأمر بشكل جدي، لذا أنشأت إدارة للأمن والسلامة على مستوى الوزارة، وهناك وحدات للأمن والسلامة ستكون في كل إدارة للتربية والتعليم، والوزارة في الحقيقة لها عناية كبيرة بهذا المشروع لوضع الضوابط والمعايير اللازمة للمباني المدرسية، وتدريب الكادر التعليمي في المدارس ورفع الوعي للتعامل مع أساسيات هذا الموضوع.
* تتعرض العملية التعليمية لكثير من الانتقادات كالتقليدية، وعدم الإبداع في الشرح ما يبعث على ملل الطلاب من الحصص..الخ، فإلى أي مدى أنت راضية عنها؟
- ليست بدرجة الرضا الكامل، لكنني عندما كلفت بهذا العمل في الوزارة كنت أتوقع الأسوأ، وعندما دخلت في وسط العملية التعليمية اطلعت على حقيقة الواقع، وأن الأمور تبشر بخير وتميز طلابنا وطالباتنا في الملتقيات العلمية الدولية دليل على أن العملية التعليمية لدينا بخير لكنها ليست كافية ونطمح للمزيد من التميز والإبداع ورعاية المبدعين.
* هل هناك اهتمام من المسؤولين التربويين بالطلاب والطالبات المبدعين؟
- الحمد لله هناك الكثير من المسؤولين التربويين يهتمون بالمبدعين والمبدعات من طلابنا وطالباتنا في مختلف المجالات ويحرصون على دعمهم وإبرازهم.
* متى ننتقل لمرحلة الفهم والوعي بدلاً من التلقين والحفظ في المدارس؟
- التلقين والحفظ في مدارسنا انتهى ولله الحمد بنسبة 80 % وذلك بجهود ذاتية من زملائنا المعلمين والمعلمات، وبجهود منظمة من القيادة العليا في الوزارة، ومن إدارات التربية والتعليم كذلك مع التدريب المستمر على أساسيات وأساليب التدريب الحديث.
* يتردد أن نورة الفايز مركزية في اتخاذ القرار الإداري ولا تمنح الصلاحيات لغيرها من الاداريات المحيطات بها؟
- هذه المقولة خاطئة جداً.. وليس هناك مركزية في اتخاذ القرار في قطاع تعليم البنات أو حتى في قطاع تعليم البنين، والدليل أن هناك تفويض كبير للصلاحيات، وهو تفويض مكتوب.
* صحيح أن التفويض مكتوب.. لكنه لا يطبق على أرض الواقع؟
- بل ينفذ ويطبق.. وتشهد على ذلك القرارات التي اتخذت، فهناك تفويض للوكلاء، وهناك تفويض لمديري عموم التربية والتعليم في مختلف المناطق والمحافظات، وهناك تفويض لمديري المدارس. وأتمنى.. أتمنى أن يأتي اليوم الذي يكون دور الوزارة هو وضع السياسات العامة للتعليم وأن تكون كل مدرسة عبارة عن وزارة متكاملة تقوم بكل مهامها.
* كإدارية تنقلت في عدد من المواقع الوظيفية، ما أبرز الصعوبات التي تمنع النساء السعوديات من التقدم في مساراتهن الإدارية؟
- المرأة السعودية هي كأي امرأة في العالم، تواجه العديد من الصعوبات من ثقافة المجتمع السعودي، ومثلها العديد من الثقافات الأخرى تحد من طموحات المرأة بشكل عام.. وواقع المرأة السعودية في بعض الجوانب أفضل من غيرها.
* وفي أي جانب هي أفضل من غيرها؟
- مثل المساواة في الرواتب، والمساواة في المستويات الوظيفية وخلافه.. لكن في كل زمان ومكان هناك عدد من التحديات تعترض مسار النساء.
* مثل ماذا؟
- كرفض بعض الرجال لها في العمل، وهذا يحدث في مختلف المجتمعات، وكذلك قلة خبرتها وقلة الممارسة، وتزايد أعباء المسؤوليات الأسرية والعملية عليها. لكنني أثق بأن المرأة تستطيع إدارة وقتها والموازنة بين مسؤولياتها في العمل والبيت. فعلى الرغم من أن العبء أكبر والتحدي أكبر.. لكن أعرف سيدات سعوديات نهضن بأعبائهن بكل مهارة واقتدار.
* إلى أي مدى استطاعت المرأة السعودية اتخاذ القرار في المجتمع السعودي أو التأثير فيه بشكل كبير؟
- المرأة تشارك في اتخاذ القرار لكنها ما تزال تتطلع إلى مشاركة أكبر، والخطوات التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره في هذا الجانب تعكس هذا الأمر فتكليف بعض القيادات النسائية بمواقع مهمة، والتعيينات النسائية على المرتبة الخامسة عشر، وكذلك التعيينات النسائية في إدارة الجامعات، وموافقته على دخول المرأة في مجلس الشورى وفي المجالس البلدية.. جميع هذه الأمور تبشر بدور أكبر وأقوى للمرأة السعودية في اتخاذ القرار والتأثير فيه، وإثبات قدرة ومهارة المسؤولة السعودية في القيام بما تكلف به من أعمال قيادية مهمة.
* أستاذة نورة الفايز "أم بدر" بماذا تفخرين؟
- أفخر بوطني وبعائلتي وزملائي، وبوجود طلابنا وطالباتنا في المسابقات الدولية، ففي العام الماضي فازت إحدى طالباتنا من التعليم العام -ولله الحمد- بالجائزة الأولى على مستوى العالم في مسابقة تعليمية أقيمت بأمريكا.. وهذا أكبر فخر لبلادنا.
* مَن من الرجال ساعدك على تجاوز التحديات التي واجهتها في مشوارك؟
- عندما وليت هذا الموقع في وزارة التربية والتعليم مع خبرتي السابقة في مواقع إدارية مختلفة كنت أتوقع الكثير من الصعوبات، ولكن ولله الحمد استطعت تجاوزها.. والعوامل التي ساعدت في نجاحي هي دعم الرجال من حولي لي، ومن أهمهم خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- وسمو وزير التربية والتعليم، ووالدي -حفظه الله- وزوجي "أبو بدر"..هؤلاء الرجال ساندوني في أصعب أوقاتي، ودعموا خطواتي للتغلب على ما وجهني من صعوبات وتحديات اعترضت طريقي.
* ماذا ترك فيك عملك في معهد الإدارة العامة؟
- ترك في الكثير من الثقة في النفس، والقدرة على التعامل مع الآخرين، وصقل مهاراتي، وأنا فخورة جداً أنني كنت يوماً من الأيام احدى المنتمين لمعهد الإدارة العامة وأعتز بهذا كثيراً، وحتى الآن لم تنقطع صلتي بالمعهد ما زلت أعتقد وأجزم أنه بيت الخبرة، ومركز لإنتاج القادة رجالاً ونساء، والدليل وجودهم في كثير من مواقع المسؤولية في المجتمع.
* ما كلمتك الأخيرة؟ ولمن توجهينها؟
- أوجه كلمتي للسيدات السعوديات بأن نثق بأنفسنا وبقدراتنا.. وألا تعيقنا أي عقبات عن تقدمنا العلمي والعملي، مع الحرص على التطوير المستمر للذات لمواكبة من حولنا، والاهتمام بإدارة الوقت وعدم الوقوف أمام التحديات بل التغلب عليها بإصرار
منقول من سبق