خلال احد المصادر والكتب المتوفره وهو كتاب الموسوعة النبطية الكاملة للشاعر طلال السعيد
احببت ان انقل هذه المقتطفات البسيطه عن سيرة الامير الشاعر بركات الشريف :
هو بركات بن مبارك بن عبدالمطلب الحسيني الهاشمي-الشريف لقبه نسبه الى الاشراف وهم الذين ينتهي نسبهم الى الخليفة الرابع علي ابن ابي طالب رضي الله عنه جدهم لانهم رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
عاش يركات الشريف في اواخر القرن العاشر وأوائل القرن الحتدي عشر الهجري . وهو من اشراف مكة المكرمة القلائل الذين اجتمعت فيهم الشجاعة والفروسية والحكمة والادب وقد تميز برجاحو عقله وسعة نظره وكان شاعراً ذا شعبية كبيرة بين القبائل وله مآثر كثيرة عليهم فقد كان جواداً كريماً لا يرد سائلاً فتسابق الشعراء في مدحه ذاكرين خصاله وسجاياه الحميدة طامعين بهباته وكان دائماً عند حسن ظنهم حتى قيل انه يعطي كل ما يملكه دون بخل ودليل ذلك قول الشعيبي:
تلجأ إليها مفاليح الرجـال كمـا
يلجأ الجواد ابن الكريم السيـدا
وفّي الذمام عن الملام ابن مبارك
ابن الملوك خليفـة آل محمـدا
ملكٍ مضيفه لم يزل مـد البقـا
لجميع وفّـاد البرايـا مقصـدا
هذا يشيد وهذا بعيشـه راغـداً
طول الزمانوهذا يـروح موفّـدا
وقد بلغت شاعرية الشريف بركات القمة خصوصاً حينما نظم قصيدته المشهوره التي يوصي بها ولده مالك وكانت وصية كاملة شاملة عامه تصلح للناس كلهم على مختلف فئاتهم حتى اسماها الناس - دستور الرجولة - وهي كذلك فقد شملت كل اوجه الحياة ولم يغفل شاعرنا فيها بيتاً واحداص الا وضمنه حكمة او وصية تدل على صدق شاعريته وعمق نظرته وبعد نظره فكانت هذه القصيدة من عيون الشعر النبطي وهي كالتالي :
يالله ياللـي كـل الامـات ترجـيـك
ياواحـد ماخـاب حــيٍ تـرجـاك
يارب عبدٍ ما مشـى فـي معاصيـك
ولا مشى إلاّ فـي محبتـك ورضـاك
ٍ يامرقـبٍ بالصبـح ظليـت باديـك
مـا واحـدٍ قبلـي خبرتـه تعـلاك
وليت ياذا الدهر مـا اكثـر بلاويـك
الله يزودنـا السلامـه مـن اتـلاك
ياللي على العربان عمّـت شكاويـك
وليـت يادهـر الشقـا ول مقـواك
واليوم هالكانـون غـادي شبابيـك
تلعب به الأريـاح مـن كـل شبـاك
يامالك اسمع جابتـي يـوم اوصيـك
واعرف ترى يابوك بآمرك وانهـاك
وصيـة مـن والـد ٍ طامـع ٍ فيـك
تسبق على الساقـه لسانـه لعليـاك
أوصيك بالتقوى عسـى الله يهديـك
لهـا وتدركهـا بتوفيـق مــولاك
والله رب اجـدادك الغـر يعطـيـك
مرضاتهم مـع ماتمنـى مـن منـاك
احفظ دبشك اللي عن الناس مغنيـك
اللي ليا بـان الخلـل فيـك يرفـاك
واعرف ترى مكـة ولاهـا بناخيـك
لو تطلبه خمسة ملاليم مـا اعطـاك
اجعل دروب المرجلـه مـن معانيـك
واحذر تميّل عـن درجهـا بمرقـاك
لاتنسـدح عنهـا وتبغانـي اعطيـك
جميع ما يكفيـك ..مـا حاصـلٍ ذاك
أدب ولدك إنْ كـان تبغـاه يشفيـك
وإنْ ضلقـت أمـه لاتخليـه يـلاك
إمّا سمج واستسمجك عنـد شانيـك
ويفر من فعلـه صديقـك وشـرواك
والا بعد جهلـه تـرى هـو بياذيـك
أنْ ماربيتـه ماتجـي فيـه رجـواك
ويامالك ارفـق بالحشـم والمماليـك
يرفق بك الله يوم ترفـق بضعفـاك
واحذر تضيّع كل منهـو ذخـر فيـك
معـروف لاتنسـاه واوفـه بعرفـاك
ترى الصنايع بين الاجـواد تشريـك
إليـا طمعـت بغرسهـا لاتـعـداك
واحذر سرور بغبـة البحـر يرميـك
ولا هو مفكر فـي تشكيـك وبكـاك
واوف الرجال احقوقها قبـل توفيـك
لا توفهـا بالقـول فالحـق يقفـاك
وهرج النميمه والقفا لايجي فيك
وإياك عرض الغافـل ايـاك إيـاك
تبدي حديـثٍ للمـلا فيـه تشكيـك
وتهيم عند الناس بالكذب ..واشـراك
واليا نويـت احـذر تعلـم بطاريـك
كم واحدٍ تبغى به العـرف واغـواك
واحذر شماتت صاحبٍ لك مصافيـك
وليا جرى لك جـاريٍ قـال لـولاك
ولاتحسـب أن الله قطـوعٍ يخليـك
ولاتفرح أن الله على الخلـق بـداك
والضيف قدم له هـلا يـوم يلفيـك
ومما تطوله يافتـى الجـود يمنـاك
احذر تلقّي الضيف مقـرن علابيـك
خلّه محبٍ لـك صديـقٍ ليـا جـاك
واوصيك زلات الصديق إن عثا فيك
مازال يغطاها الشعر فاحتمل ذاك
راعه ولـو ماشفـت انـه يراعيـك
عساك تكسـر نيتـه عـن معـاداك
واحذر عدوك لو اظّهر انه مصافيـك
خلّك نبيـه وراقبـه ويـن ماجـاك
لا تامنـه واطلـب مـن الله ينجّيـك
ويكفيـك ربـك شــر ذولا وذولاك
شفني أنا يابـوك بامـرك وانهيـك
عن التعرّض بين الاثنيـن حـذراك
واذا حضرت طلابـة مـع شرابيـك
اسعى لهم بالصلح والـلاش يفـداك
ابـذل لهـم بالطيـب ربـك ينجيـك
ولا تجضع الميزان مـع ذا والا ذاك
أمّا الشهادة فادهـا إن دعـوا فيـك
بيّن عمود الحـق لا عميـت اريـاك
وبالك تماشـي واحـدٍ لـك يرديـك
طالع بني جنسـك وفكـر بممشـاك
رابع أصيل ٍ فـي زمانـك يشاكيـك
لاشاف خلاتك عـن النـاس غطّـاك
واحذرّك عن طرد المقفـي حذاريـك
عليك بالمقبـل وخـل مـن تعـداك
ثم العـن الشيطـان ايـاك يغويـك
تـرى أن تبعتـه للشرابـيـك ودّاك
واوصيك لاتشكي علينـا بـلا ويـك
انت السبب طرفت عيونـك بيمنـاك
واعرف ترى اللي واطي الفعر واطيك
والا أنت اعز من الجماعة هـذولاك
المسك ياراسي عن الـذل وأخطيـك
واحـذر تكلـم يالسانـي حــذاراك
والطف بجارك وقم من دون عانيـك
وافطن لما يعنيك عن ربعـة أخـواك
ياذيب وإن جتك الغنم فـي مفاليـك
فاكمـن اليـن إنْ الرعايـا تعـداك
فيما مضى ياذيـب تفـرس بياديـك
واليوم جا ذيبٍ عن الفـرس عـدّاك
ياذيب عاهدني واعاهدك مـا ارميـك
ما ارميك انا ياذيب لو زان مرمـاك
والنفس خالف رايهـا قبـل ترميـك
ترى لها الشيطان يرمـي بالاهـلاك
ومن بعد ذا لاتصحب النـذل يعديـك
وعن صحبة الانذال حاشاك حاشـاك
ترى العشير النذل يخلـف طواريـك
وأنا ارجي أنّك ماتجـي دون آبـاك
والهقوة انـك ماتجـي دون اهاليـك
ولا ظن عود الـورد يثمـر بتنبـاك
والحر مثلك يستحي يصحـب الديـك
وإن صاحبه قاقـا مقاقـاة الاديـاك
ولا تستمع قول الطّرف يـوم يلقيـك
بالكذب يقضي حاجتـه كـل ماجـاك
من نم لك نـم بـك مافيـه تشكيـك
واليـاه قـد زرى رفيـقـك وزرّاك
عندك حكى فينا وعندي حكـى فيـك
وأصبحـت كارهنـا وحنّـا كرهنـاك
وما اخطاك ما صابك ولو كان راميك
واللي يصيبك لو تتقيت مـا اخطـاك
مير استمع مني عسـى الله يهديـك
النصـح يامالـك لـك الله مــولاك
وعنـدي مظنـه ماتمثلتهـا فـيـك
واطلب لك التوفيق من عند مـولاك
ولم يكن شاعرنا شاعر حكمة فقط بل كانت له قصائد قوية مشهورة في مختلف فنون واغراض الشعهر النبطي من قصيدة قالها بالخلاف الذي حصل بينه وبين الاشراف جماعته فامره والده بمغادرة مكة المكرمة ففعل وخرج منها وسكن الصحراء فارسل لوالده تلك القصيدة التي كانت سبباً لرجوعه معززاً مكرماً يقول بمطلعها:
عفا الله عن عينٍ للأغضا محاربه
وجسمٍ دنيفٍ زايد الهم شاغبه
اسهر ليا نام المعافى ومدمعي
قد هل من بين النظيرين ساكبه
ويعد شاعرنا علامة مميزة في مسرة الشعر النبطي عبر الاجيال التي توارثته فاثرته فلا يخلو كتاب صدر عن الشعر النبطي من قصيدة له يفتتح بها الكتاب او يستشهد بها المؤلف الا انه لم يجمع تراثه في كتاب واحد .
((انتهى كلام طلال السعيد )) من كتاب الموسوعة النبطية الكاملة
منقوووووووول