أول شهيدة في الإسلام
يعرف تاريخ الإسلام الكثير من الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الله، ولم يعرف إلا امرأةً واحدةً كانت أسبقَ المسلمين والمسلمات إلى الاستشهاد، إنها سُمَيَّةُ زوجُ ياسرٍ وأم عمار بنِ ياسر. لقد سمعت مع زوجها وولدها عمار بأمر هذه الدعوة الجديدة التي تدعو إلى عبادة الله ونبذ، الأصنام، فشرح الله صدرها للإسلام وآمنت مع زوجها وابنِها، ولم تَزَلْ دعوةُ الإسلام تسري سرّاً بين أهل مكة وتختلس الخُطا إلى قلوب الناس خشيةَ الفتكِ بأَتباعها، ولكن قريشاً لم تكن لتنام وقد طرقت أسماعَها دعوةُ محمد صلى الله عليه و سلم، فراحت تتبع خطوات محمد صلى الله عليه و سلم ومن يتصل بمحمد صلى الله عليه و سلم حتى علمت أمر إسلام آل ياسر، فهبَّت في ثورةٍ جامحةٍ تصب العذاب صباً على آل ياسر وهم من الموالي الذين لا حولَ لهم ولا طول، ولم تدخر قريش جهداً فيَ سبيل ذلك التعذيب، ولا تركت لوناً من ألوانها إلا أذاقته آل ياسر، وسميّة تعذَّبُ كما يعذَّبُ زوجُها وابنُها, فيُلْقَى الجميعُ في الرمضاء ([1]) في اليوم الشديد الحر، ويحبسون ويمنع عنهم الماء، وتُوقَد النار فتحرق بها أجسامهم، كل ذلك وسميةُ صابرة مع زوجها وابنها محتسبةٌ ذلك عند الله تعالى.
ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فقال: صبراً آل ياسر، فإن موعدكَم الجنةُ فقوى ذلك من عزائمهم واستعذبوا كل عذاب في سبيل هذا الأجر العظيم الذي وعدهم به الرسول الكريم.
وجاء أبو جهل يوماً إلى سمية فقال :
أبو جهل : أطيعيني واكفري بمحمد وبرب محمد، واسجدي لأَلهتنا.
سمية : لا أسجد إلا لله، ولا أكفر بمحمد بعد أن هداني الله.
أبو جهل : أطيعيني أيتها الأمَةُ، وإلا أرقْتُ دمك وقتلتك كما تقتل الحشرات.
سمية : لا أعبد إلا الله وحده، وهو نصيري ومرجعي فافعل ما شئت.
وهنا تثور ثورة أبي جهل ويندفع في حماقة إلى هذه المرأة الضعيفة بجسمها القوية بروحها وإيمانها، فيرميها بحربة فيقتلها، وتخرُّ المسكينة صريعةً تهتف : الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وتفوز سميةُ بالجنة وتلقب أولَ شهيدةٍ في الإسلام.
منقوووووووول