انتصار الكاليجوليا وعودة غودو
وبعد إشعار أمسية فنية لذكرى المرحوم ( بوغلاف محمد) وطلب الترخيص لها ,كنت جالسا منتظرا الرد على هذا الإشعار بالموافقة
لا حياء الذكرى التأبينية بعد الأربعين يوما من رحيل المسرحي والخطاط والفنان التشكيلي ( المرحوم بوغلاف محمد ).
كنت كذاك الذي لا يعرف أمواج البحر و سمفونية التيار وانجرافه ,إلا بعد عودة الكاليجوليا إلى زمننا هدذا الكاليجوليا البيركامي في مسرحيته .
لتعم الفوضى والفوضويين أعداء كل ماهو نبيل وراقي , ليحيا اوسكار وايلد من جديد بعد موته في السجن وكتابة رسالته الأخيرة من الأعماق الموجودة حاليا في المتحف البريطاني .
هذا الأ ديب الإرلندي الذي يتحدث عنه الملايين من الناس ولجمالية أدبه سجنته افكاره الأدبية , وقد راودتني عدة تسائلات عند قرائتي لهاته الكتب والمسرحيات والتي ألفتها والتي تفوق الخمسين .هل سيعود يوما ما غودو ذاك الوحش الإفتراضي ( للكاتب بكيت صامويل ..مسرحية في انتظار غودو ) وحين كنت أنتظر غودو وأتحدت إلى نفسي وأنا جالس عى دالك الكرسي الخشبي المستطيل ببلدية ترجيست وفوق رأسي إعلانات تجارية لبيع العقار تسائلت هل سيعود الوحش غودو.
وبعد لحظات عمت الفوضى بالإدارة وفاقت حركة الأقدام المتوالية , لا أعرف سبب هاته التقلبات والإلتماسات انبهني مارطو بوضغ جداره الفاصل الذي كان يبنيه عند نهاية المسرحيات. وبعد ما جاء أحد الموظفيين قاطب الوجه قائلا ..عد مع السادسة فالملف لأجل الذكرى التأبينية في نقاش بين السلطات ..والذي أدهشني في هذا المكان وأثار حفيظتي وغضبي هو الإستنطاق السلطوي الذي مارسوه عليا بشكل وحشي لم يعد موجودا في دول ما بعد دول العالم الثالت .وصبرت لأجل إحياء هاته الذكرى وسط دوامة من الأشباح وانتصار غودو وعودة بناء جدار مارطو المسرحي القدير .عمت فوضى بشكل غير مرغوب فيه ,دون تبرير للوقائع تم رفض هاته الذكرى , وانتهى حال هذا الطلب بانتصار الوحش و الأم 'بكيت صمويل' وعلمت بذالك أني دخلت المكان الخطأ.
وبعدما تم في حقي من استنطاق وإهانات تعسفية فوق اللامعقول كالرهينة دون محاسبة أحد من الإجراميين , عاودت طلبي مرة تانية لأجل احياء الذكرى التأبيينية الأولى لرحيل الأخ المرحوم بوغلاف محمد .
وكتبت رسالتي الروحانية ' من الأعماق ' إلى صديقي الممثل التنائي والفنان التشكيلي والخطاط الأخ والصديق الطيب رحمه الله. وقد وعدته أن أكون مخلصا لعهده . وبعد عدة أيام لم تعد هناك الأربعيين يوما لتوافق الذكرى مع الملصقات و الإعلانات وبعد مرور عيد الأضحى عاودت طلبي هذا جالسا على ذالك الكرسي اللعيين.منتظرا عودة الفوضوية وانتظار الوحش غودو .وحطمت جدار كرامتي وسمعت ما لم اسمع طوال حياتي لإحياء هاته الذكرى . وانتصرت على الكاليجوليا وحطمت جدار مارطو وقابلت غودو وواجهته بأفكاره الغوغاء , وقدمت هاته الذكرى ووفيت بعهدي صديقي واخي بوغلاف محمد.
أنعمه الله فسيح جناته .(لم تكن تلك الذكرى فقط لوعده باحياء دكراه ولكنها فرض اساسي علينا نحن ابناء منطقة ترجيست )
قد تم احياء الذكرى التأبينية بمركز امل لتكوين achasa
والسلام
انتهت