فشلت كرة القدم الفلسطينية مجددا في الحصول على موقف رسمي من قبل الإتحاد الدولي " الفيفا " ضد ما تمارسه دولة الكيان الصهيوني بحقها من عدوان مبرمج , وعلى الرغم من وضوح الصورة وظهور الإعتداءات الصهيونية للعيان إلا أن الفيفا تجاهلت مرة أخرى هذه الممارسات دون فرض أي عقوبات بحق الدولة العبرية وكيانها العسكري.
الإنتفاضة الفلسطينية
ومنذ إندلاع الإنتفاضة في العام 2000 حاول الصهاينة إخماد الصوت الفلسطيني بكافة الوسائل والطرق خاصة في ظل وقوعها باخطاء فادحة كشفت الوجه القبيح لكيانها أمام العالم كإقدام قواتها على قتل الطفل محمد الدرة والرضيعة إيمان حجو وهو ما كشفته وسائل الإعلام, ومن هذا المنطلق أصبحت الرياضة الفلسطينية مطالبة بتوجيه رسائل للعالم أجمع مفادها ان فلسطين تمتلك شعبا يرغب في الحياة وممارسة الرياضة بسلام بعيدا عن أصوات القنابل والإنفجارات وهو ما أحدث ردود فعل واسعة في العالمين العربي والعالمي لتصبح الرياضة في فلسطين الهدف الاول للترسانة العسكرية الصهيونية .
الإنتقام
في الخامس من فبراير للعام 2006 تعرض نادي الشمس الرياضي الواقع في حي تل الهوى بمدينة غزة الى قصف بثلاثة صواريخ أطلقتها طائرات F16 على منشات النادي وهو ما تسبب بإستشهاد ثلاثة أفراد وإصابة آخرين إضافة الى تعرض منشآت النادي الى تدمير شبه كامل قدرت خسائره بثمانمائة ألف دولار , و بينما سعت فلسطين للحديث عن هذا التعدي الصهيوني وكشفه للعالم أطلقت طائرات ال F16 صاروخا يوم ال 31 من مارس للعام 2006 على ملعب فلسطين بمدينة غزة مما أدى الى تعليق البطولات الرسمية في القطاع لمدة لا تقل عن ستة أشهر نظرا لكون الملعب أحد أهم المنشات الرئيسية التي يستخدمها الإتحاد لتنفيذ مشاريعه الرياضية, وفي ظل هذه الإنتهاكات الواضحة بحق الرياضة الفلسطينية سقط ما يقارب 350 شهيدا من الحركة الرياضية بنيران الإحتلال الصهيوني.
رسالة تهديد لبلاتر وإتحاده
على الرغم من قيام الإتحاد الدولي عقب قصف ملعب فلسطين بالتنديد بالممارسات الصهيونيوهو ما منح الشارع الفلسطيني جزءا من الأمل إلا أن الترسانة العسكرية الصهيونية لم تعبئ بذلك وتابعت عملية تدميرها المبرمجة للرياضة الفلسطينية في رسالة تحدي واضحة للأسرة الدولية الرياضية حينما شنت المدفعية الثقيلة هجوما عنيفا على مقر الإتحاد الفلسطيني الجديد الواقع في بيت لاهيا شمال مدينة غزة وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من قصف ملعب فلسطين.
ومما لا شك فيه أن قصف مقر الإتحاد الفلسطيني يحمل بين طياته رسالة تهديد واضحة المعالم للإتحاد الدولي ورئيسه السويسري جوزيف بلاتر الذي كان يستعد لدخول قطاع غزة للمشاركة في عملية إفتتاح المقر الجديد للإتحاد إلا أن الفيفا تكتمت على الامر ولم تبد أي تعليق وإكتفت بالإعلان عن إلغاء زيارة بلاتر نظرا للتهديدات التي تواجهها حياة بلاتر في ظل غياب الجانب الأمني .
إحتجاز حتى إشعار آخر
ويبدو أن الضحية القادمة تتمثل في المنتخب الفلسطيني لكرة القدم في قطاع غزة حيث ينتظر الجميع وصول التصاريح اللازمة لسفر البعثة الى جمهورية مصر العربية ودخولها في معسكر تدريبي بالمعادي وهو ما لم يتحقق في ظل إصرار القوات الصهيونية على منع الفلسطينيين من السفر خارج حدود القطاع دون أن يصدر نتيجة لذلك أي رد فعل رسمي من قبل الفيفا ورئيسها بلاتر مما يضع الفلسطينيين في موقف صعب قد يجبرهم على الإعتذار عن خوض التصفيات أو اللعب بدون عناصرهم من قطاع غزة التي تضم قائد المنتخب صائب جندية وحارسه المبدع رمزي صالح اضافة الى مجموعة من الركائز الأساسية المتألقة.
كابوس هل يتحقق
وفي ظل التجاهل الغريب للرياضة الفلسطينية ومعاناتها أصبحت المخاوف القادمة تتمثل في الإعلان عن إنضمام الكيان الصهيوني للعب ضمن مسابقات القارة الآسيوية بدلا من مشاركته في أوروبا وهو ما سيحقق حلمهم في التأهل الى الإستحقاقات الكبرى كبطولات المونديال فيما ستبقى كرة القدم في فلسطين ترزخ تحت معاناة صهيونية لم تنتهي.
التميز
الإهداءات
بعد إعتقال المنتخب الفلسطيني في غزة : الفيفا تتهرب من إدانة دولة الكيان الصهيوني
