فك الشفرة الوراثية للجمل العربي بمدينة الملك عبد العزيز
جانب من مؤتمر إعلان الكشف العلمي
الرياض: عمر الزبيدي 2010-06-10 1:49 AM
في إنجاز هو الأول من نوعه أعلنت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أمس عن فك الشفرة الوراثية للجمل العربي (جينوم الجمل) ، الذي يتكون من 2.2 مليار "نيوكليوتيدة", عبر مشروع علمي مكثف بدأ عام 2004 وقام عليه فريق مشترك من باحثي مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومن معهد "بيكين للجينوم" في الصين. وهدف المشروع إلى فهم المكونات الوراثية للجمل والحصول على الخريطة الكاملة للجينوم لكون الجمل أحد أهم الحيوانات الثديية ذات القدرة العالية على العيش والتكيف في الظروف الصحراوية القاسية، وبحثاً عن جوانب التناظر الجيني مع الإنسان والثدييات الأخرى. و أعلن رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل في مؤتمر صحفي عقد في مقر المدينة التقنية في الرياض أن نسبة الجينات المشتركة بين الجمل العربي والإنسان بلغت ما يقارب 57 في المئة من المجموع الكلي لجينات الجمل العربي. وأشار السويل إلى أن فك الشفرة يؤدي إلى توضيح المعلومات الوراثية الكاملة لأي كائن حي ورسم الخارطة الوراثية له ، مما يسهل بالتالي التعرف على وتحديد مسؤولية ووظيفة كل صفة من صفات المخزون الوراثي للكائن ، ومن ثم فهم جميع صفاته الوراثية وآليات حيوية تتعلق بمقاومته للأمراض ومختلف جوانب حياته. ومع أهمية الجمل القصوى وبخاصة في العالم العربي وتميزه في كثير من الصفات والتقدم العلمي في التطبيقات الحيوية إلا أن عدم التوصل إلى فك شفرته الوراثية بقي عائقاً دون دراسته بشكل دقيق، ويتيح هذا الإنجاز للمهتمين من الباحثين على المستوى العالمي التعمق في المخزون الوراثي للجمل ودراسته باستخدام التقنيات الحيوية والمعلوماتية المتقدمة من أجل التوصل إلى مزيد من الاكتشافات العلمية والتطبيقية التي تبنى عليه. ومن المتوقع أن تؤدي هذه النتائج إلى تطور وتحسين السلالات من خلال تعريف الجينات المتعلقة بالإنتاجية وبناء النسيج اللحمي في الجمال , كما سينجم عنها تطوير طرق الفحص والكشف على الأمراض التي تصيب الجمال ودراسة جهاز الجمل المناعي المتميز. وقد وفر هذا المشروع لأول مرة في المملكة توطين تقنية علم الوراثة الحيواني ، كما ساهم بفاعلية في إعداد وتدريب كوادر وطنية مؤهلة في إجراء البحوث العلمية في مجالات الهندسة الوراثية بمختلف تطبيقاتها . ويأتي هذا الإنجاز من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ضمن خططها الإستراتيجية لتوطين التقنيات في عدد من المجالات الإستراتيجية في المياه ، البترول والغاز ، البتروكيماويات ، تقنية النانو ، التقنية الحيوية ، المعلومات والإلكترونيات ، الفضاء والطيران ، الطاقة ، البيئة ، والمواد المتقدمة .
الوطن