قمة الغاز ستجتمع لاول مرة على مستوى رؤساء

افادت وزارة الطاقة الروسية يوم 9 يونيو/حزيران الجاري ان عام 2011 سيشهد مستوى ما قبل الازمة لاستخراج الغاز في روسيا. كما افادت ان حجم استخراجه في العام الجاري سيزيد عما كان عليه عام 2009. وتقول الدراسات الدولية ان الولايات المتحدة هي التي تحتل اليوم المرتبة الاولى من حيث انتاج الغاز الطبيعي، علما انها قامت عام 2009 باستخراج 539.4 مليارمتر مكعب من الغاز مما يشكل نسبة 20% من انتاج الغاز العالمي الاجمالي. ودفعت الولايات المتحدة روسيا الى المرتبة الثانية بفضل تطبيق تكنولوجيات استخراج الغاز الطبيعي من مصادر غير تقليدية. ويرى الخبراء ان مشكلة انخفاض استهلاك موارد الطاقة في العالم لا تزال قائمة. لكن الطلب على الغاز سيعود بالتدريج ابتداء من العام الجاري.

وقد حملت الازمة بعض الدول المستخرجة للغاز على اقامة تعاون اوثق مع روسيا. وقد قامت روسيا و 10 دول من الشرق الاوسط وآسيا وامريكا اللاتينية بتشكيل منتدى الدول المستخرجة للغاز.

وتوجهت يلينا سوبونينا المراقبة السياسية لصحيفة " فريميا نوفوستيه" الى عاصمة قطر الدوحة حيث يقع مقر المنتدى لتلتقي هناك بليونيد بوخانوفسكي امين عام منتدى الدول المستخرجة للغاز الذي ادلى لها بحديث صحفي . واصبح ليونيد بوخانوفسكي خريج معهد موسكو الدولي للعلاقات الخارجية ونائب مدير شركة "ستروي غاز" الروسية سابقا اول روسي يترأس منظمة دولية كبرى. وفيما يلي نص الحديث الصحفي:
س - سيعقد في 7 – 8 يوليو/تموز القادم في دوحة اجتماع اللجنة التنفيذية لمنتدى الدول المستخرجة للغاز. وتثير هذه المنظمة الآن اهتماما كبيرا. فما هو هدف اجتماع لجنتها التنفيذية؟
ج – يعتبر هذا الاجتماع اجتماعا استثنائيا. ويضم جدول الاعمال بند المصادقة على تعيين رؤساء الادارات في الامانة العامة. وسينظر الاجتماع في مرشحين قدمتهم الدول المشاركة الـ 11 . ويدور الحديث حول 3 مناصب بصفتها مناصب رائدة في الامانة لمدة سنة ونصف السنة او سنتين. وهي رئيس الادارة المالية ورئيس ادارة التسويق ورئيس ادارة التنبؤ الاقتصادي.
س – الا يعني ذلك ان منظمتكم تكتسب هيكلة هرمية محددة؟
ج – تم استحداث المنتدى عام 2008 . اما تأسيسها التنظيمي فجرى في الاجتماع الوزاري بموسكو. ومنذ ذلك الحين عقدت بضعة اجتماعات على مستوى الوزراء. وشهد ديسمبر/كانون الاول عام 2009 انتخاب الامين العام الذي يمثل روسيا. وابتداء من 1 فبراير/شباط تعمل الامانة العامة للمنظمة رسميا في عاصمة قطر.

وتكمن المهة الرئيسية للسنة الجارية في حل مسائل الكادر والمسائل التنظيمية واستكمال ملاك المنظمة. ونقوم الآن بعمل نشيط يرمي الى تسجيل منظمتنا في هيئة الامم المتحدة. وترافق هذا النشاط اقامة علاقات مع المنظمات الدولية الاخرى العاملة في مجال الطاقة مثل منظمة "اوبك" للدول المصدرة للنفط والوكالة الدولية للطاقة وغيرها.
س – تعد هذه الامور ضرورية، لكنها بيروقراطية في الوقت ذاته. فهل يؤثر نشاط منظمتكم تأثيرا واقعيا على سوق الغاز؟
ج – قد تم قيام المنظمة. وتشهد المرحلة الراهنة نوعا من التلاحم بين اعضائها. ولوحظ ذلك بوضوح اثناء انعقاد الاجتماع الوزاري الاخير في مدينة وهران الجزائرية حيث وقعت الدول الاعضاء لاول مرة بيانا مشتركا ينص على بعض الامور الهامة التي تجمع بين اعضاء المنظمة. كما اتخذ قرار بعقد قمة الغاز في عام 2011. وسيتم تحديد موعد وموقع عقد القمة في الاجتماع الوزراي بشهر ديسمبر/كانون الاول القادم في قطر.

الا انه يمكننا القول الآن ان قمة الغاز ستأتي حدثا بارزا لا مثيل له. اذ انه لم يسبق لرؤساء الدول والحكومات ان اجمعوا لحضور قمة الغاز على هذا المستوى.. ولن توجه دعوات لحضور القمة الى زعماء الدول الاعضاء في المنظة فقط فحسب بل الى رؤساء الدول الاخرى المصدرة للغاز فضلا عن اولئك الذين يستهلكون الغاز الطبيعي ومدراء شركات الطاقة الكبرى.
س – لكن اجتماع وهران واجه بعض المشاكل. وقد اثار تصريح ادلى به شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري الذي اعلن ضرورة السيطرة على انتاج الغاز للحفاظ على مستوى اسعاره المرتفع. ألا ترى سيادتك انه من الضروري تقليص استخراج الغاز؟
ج – لم يناقش اجتماع وهران مسألة تبني او عدم تبني اقتراح شكيب خليل علما انه نفسه ادرك بوجهة نظري انه لن يتخذ اي قرار في هذه المسألة الحساسة. وكان هذا الموضوع موضوعا للبحث لا اكثر ولا اقل، اذ ان منظمتنا شأنها ليس شأن اوبك.
س - لكن البعض يقارنها مع اوبك. ويعبر الكثير من الخبراء عن قناعتهم بان المنتدى سيفرض في نهاية المطاف قيودا على استخراج الغاز لتنظيم الاسعار؟ فما هو هدف تأسيسها اذن؟
ج - تطرح امام المنظمة اليوم عدة مهام. ومن اهمها التنبؤ في موديلات ممكنة لسوق الغاز العالمية المبنية على التوازن بين مصالح منتجي الغاز ومستهلكيه بحيث تقام العلاقات على اساس مبادئ الشفافية والثقة. ويدور الحديث هنا حول تبادل المعلومات حول حالة السوق الراهنة.

وانطلاقا من هذه السياسة فان امانتنا تطرح الآن ما يدعى بمبادرة عالمية شاملة في مجال الغاز. وتضم المبادرة تشكيل قاعدة البيانات حول سوق الغاز كلها التي تحتوي بدورها على معلومات تنقيب الغاز وانتاجه ونقله وبيعه. وسينشأ معهد الغاز الدولي الذي سيعمل على الدراسات في مجال قطاع الغاز.
س – اين موقع هذا المعهد؟
ج - يبحث هذا الامر حاليا. وسيتم حله اثناء الاجتماع الوزاري في ديسمبر/كانون الاول.
س – وعلى كل حال استقر مقر المنظمة في عاصمة قطر. لكن روسيا تمنت ان يكون في بطرسبورغ. ألا تأسف سيادتك بذلك؟ ألا يزعجكم المناخ الحار؟
ج - قطرهي بلد كريم بالضيافة تتوفر فيه بنية تحتية رائعة واقتصاد ينمو وخطط تنموية واعدة في مجال صناعة الغاز.ويعد هذا البلد من اكبر مصدري الغاز المسال. وانه يحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث احتياطيات الغاز بعد روسيا وايران. وتبذل الحكومة القطرية وبصورة خاصة نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة عبد الله العطية قصارى الجهود للمساهمة في قيام المنظمة الجديدة وتطويرها.
س - الا تعتبر كل من روسيا وقطر بلدين منافسين بصفتهما جهتين رئيستين في استخراج الغاز؟
ج – نحن منافسون وشركاء في آن واحد.
س – كيف يتم تشكيل موازنة المنظمة؟
ج – يتم تشكيل موازنة المنظمة على اساس اشتراكات الدول الاعضاء. وقد دفعت 8 دول اعضاء اشتراكاتها. اما ثلاث دول اخرى فتنوي عمل ذلك عما قريب. ويعود التأخير الى بعض الصعوبة في سن القوانين بتلك الدول.
س - ما قسط روسيا؟
ج – شأنها شأن بقية الاعضاء، اي ما يقارب نصف مليون دولار.