أحمد العياف ـ جدة
(إن كانت القصيدة الواحدة تحتاج إلى إمكانات كثيرة لمحاولة الاقتراب من عمقها ، فما بالكم بقراءة تجربة كاملة تتشكل من مجموعة قصائد قيلت في أوقات مختلفة ومناسبات مختلفة وحالات نفسية مختلفة ، إنها بدون شك مجازفة ، ولكنها مجازفة ممتعة وضرورية أيضا ، هدفها إثراء الساحة الشعرية ، وإثارتها، فلربما يأتي من يخالف هذه القراءة بقراءةٍ موازية أو يكملها بقراءة أعمق وأخصب وأكثر وعياً ونضجاً .ولقد اخترت متحدياً نفسي تجربة معروفة لمعظم متابعي القصيدة النبطية ، وأصبح خطها معروفاً وأصبح أسلوب شاعرها متميزاً ، فكانت قصائده كالسلم الصاعد نحو الأفق ، كل قصيدة تكملة لما قبلها وتنبؤا لما بعدها. إلا أن هذا النهج الواضح لأغلب المتابعين يقابله خلط عند البعض سببه ربما الجهل بهذه التجربة أو الحكم السطحي عليها نتيجة القراءة المستعجلة ، فشاعرنا يعُرَّف أحيانا بأنه شاعر الغربة والوطن ، وأحيانا بأنه الشاعر الساخر ، وأحيانا الشاعر السياسي وأجدني مقتنعاً تماماً بدمج كل هذه المسميات في مسمى واحد يشمل كل تلك المسميات المتناقضة وهو الشاعر علي السبعان !!.)
هذا ما كتبه الشاعر والناقد العماني ذات قراءة متفحصه لتجربتة الشاعر والصحافي السعودي علي السبعان الذي كتب ذات يوم عن نفسه :
كل يوم راحل ما لي قرار
وكل درب صافحت رجلي هجيره،
لين صار بغربتي لي ألف دار
وألف قلب وألف خلّ وألف ديره
سيرته الشعرية والاعلامية
- علي السبعان المولود بتاريخ (8/11/1972م) في منطقة عسير جنوب السعودية، ويقيم حاليا بدولة الإمارات العربية المتحدة،
- بدأ العمل الصحفي في جريدة الندوة السعودية، ثم بمجلة حياة الناس، كما شغل منصب سكرتير تحرير مجلة قطوف، ثم صحافياً في دار الصدى الإماراتية ويعمل حاليا سكرتير تحرير مجلة جواهر الإماراتية.
ـ عضو بلجنة إعداد وفرز حل ألغاز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة حاكم دبي، منذ عام (2000م) وحتى (2006م)، ، بالإضافة إلى عضويته بلجنة تكريم الشعراء الفائزين بمكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ـ حائز على جائزة الصحفي المبدع في مجلة الصدى للعام (2002م) واختير كأفضل صحفي شعبي في الخليج للعام (2003م) في استفتاء مجلة قوافي القطرية. وتولى إعداد برنامج (جواهر) على قناة دبي الفضائية.
أحيا عدداً من الأمسيات في مهرجانات خليجية من أبرزها: مهرجان (الجنادرية 16) ومهرجان (جدة 21)، وملتقى الشارقة للشعر الشعبي (2000م)، ومهرجان (صيف دبي2003م)، ومهرجان (عبري) في سلطنة عمان (2004م)، ومهرجان قطر الثقافي للعام (2005م)، وأمسية قصر الثقافة بإمارة الشارقة (2005م).
ـ صدر له مؤخرا كتاب (سبعانيات) الذي جمع فيه مختارات من زاويته (7 نيات) التي تنشر في مجلة جواهر
ـ تغنى بكلماته عدد من المطربين في الخليج أبرزهم عادل خميس، حسين العلي، مزعل الفرحان، رجب عبد الله، ياسر حبيب، نجوى سلطان.
الرأي النقدي
وقد تناول عدد من الشاعراء والاعلاميين والكتاب في المشهد الشعبي تجربته الإعلامية والصحافية والشعرية بالكثير من الابتهاج والاحتفاء حيث قال عنه الشاعر والناقد سعود الصاعدي:»السبعان شاعر يكتب قصائد وفق رؤية، وبخفة ظل، قل أن يوجد نظيره، هو ما نحتاجه في ساحة الشعر؛ فقد مللنا الشعر المستهلك، ومللنا النجوم الإعلامية والورقية، نريد أن نبحث عن الشعر المضيء في عتمة التجارب القديمة، أو حتى التجارب الجديدة التي غيّبها الإعلام تحت ظروف العرض والطلب.!».
ـ وكتب عنه الشاعر والكاتب محمد علي العسيري:»(على السبعان) ..قنبلة شعرية بخلاف الكثيرين ممن قيل أنهم قنابل شعرية.. يتجاوز (السبعان) فيركل النون ويكتفي بالقبلة.. اسم غني التعريف ..نحتاجه احتاجه كثيراً كشاعر يدرك ما هيه الكلمة ..بعيدا عن (حشه وطشه ورشه). وفي كل مرة أسمع صوته أجدني محاصراً بقلقه (التهامي)، وحيويته الفوضوية، وهو أحد الذين يمارسون الفوضى بإنتاج في ظل وجود الكثيرين من النظامين غير المنتجين ولفوضاه نكهة مبللة بياسمين الحرف».
ـ فيما قال الشاعر عيضه السفياني:(علي السبعان).. شاعر نقش اسمه على طبق من ذهب وصحفي يستطيع أن يرفع قيمة المادة الخشبية حتى تصبح مادة حية ولها قيمة ويوصلها منصات التتويج ..ألف شكر لك يالسبعان».
ـ وذات كتابه للكاتبة المعروفه نور سالم كتبت عن تجربته :»في الوقت المـُتبقي كتب على جدار المركز الحدودي جـُملة تركت لكم شفرة مسنونة، في جيب أحد العائدين إليكم .حمل حقيبته خارجاً من الوطن، حقيبته خاليـّة إلا من موس حلاقة رخيص الثمن ومدونـّه مهترئه، أثر خطوط الضجر المتقاطعة بفعل الضغط المتواصل بُسنّة القلم الناشف، والتي كانت حينها لا تستجيب غالباً لضغطة المتواصل، غير أنه يدرك أن الضغط ليس وسيلة لتحريك الثوابت، حينها لم يكن منتبهاً إلى أن معظم السياسات الدوليـّة الداخليّـة، تـُعد من الثوابت، التي تُصّدر لعبة الحقوق، وتـُنامي الإرهاصات، وتُكرس مفهوم الهويـّة الكذبة، انتبه لذلك لاحقاً حينما لم تهتز أشجار قريته لريح رحيله، ولم تتحرك الشوارع التي أحبها لتلحق به، انقطعت تحت آخر قدم لفظ بها لحدود منفاه، وعادت لتحمل آخر ربما لنفس تلك النهاية. (علي السبعان) الآن يتابع مباراة لفرق أجنبيــّـة، حزين هو لأن الشاشة لا تستجلب له أخبار الفرق المحليـّة في بلادة، ولكنه قانع جداً، لأنه بات مؤمناً بأن من ضمن تلك الثوابت أن فريق كـُرة القدم الذي يـُحب ما زال كـُرة غير معلومة المعالم في أيدي الاتحاد المحليّ. هو سعيد لأنه على الأقل استطاع أن يتجاوز بـ..(علي السبعان) المـُدرك، (علي السبعان) غير المـُدرك. على ظهر الشفرة التي تركها بالقرب مكتوب (ما وحشتك يا وطن)؟».
- وكان للاعلامي الاماراتي حسين بن سوده رأيه أيضا حيث قال :»علي السبعان، أنا شخصياً أعتبره من أفضل من كتب الشعر في عصرنا الحالي ورغم صغره، إلا أن هناك جيلا يقلده... أتمنى له كل التوفيق».
باقة شعر
وأخيراً أخترنا لكم بعض الأبيات لـ (علي السبعان) التي تخللت قصائده وظلت ترددها الألسن لجمالها وروعتها:
عــادي.. إماراتي سـعـودي أو بــدون
أهـم شـي تـدري وش انتـه بـدونـه!!
يعني الوطن وش هو؟ سعَف نخل وحصون!؟
فـي ذمّتـي وش كثـر مــن يجهلـونـه
***
قلـت أبـارك لـك وابلّغـك التحيّـه
يوم جا «عيد الجلوس» اقبلـت أعايـد
كـل عــام ودارك بظـلّـك هنـيّـه
كل عيد جلوس وأنـت «الشيـخ زايـد»
***
جيت أطلب الفرقا وعلمـي سَلامتْـك
ما عاد لي في سيرة الحـب طـاري
***.
حبٍ يشيّب صاحبه ما بَعَـدْ شـاب
وحبٍ يشيب وصاحبه فـي شبابـه
وحبٍ يغيب وصاحبه ما بَعَدْ غـاب
وحبٍ يدوم وصاحبـه فـي غيابـه
***
أتصدّقـيـن آحــس للهمّ فـرحــه
واضحك نهار البعد مـن كثـرة الغـم
أوّل جريحٍ يضحـك لنـزف جرحـه
.. وأوّل بشـر يفـرح ليـا مـن تـألـم)
***
حـس بْـلـذة النـظـرة لعينيـهـا وأغافلها
أخاف تشوف بعيوني أنا وش كثر مغليها).
***
من ناحية صعبه فهي صعبـه بجـد
وإن جت على حلوه هي آخر حلاوة
فعلا طويلة بس ما هـي ب..هالقـد
طول الألف بأول حـروف الغـلاوه).
***
كان يا ما كـان والرجـال ملبوسـه قياسـه
لين صرت افصّل اطرافي على ثوبٍ شريتـه
كلما قلنا (اواه) من الوجـع قالـوا سياسـه
واكملوا عني كـلام ٍ والله انـي مـا بديتـه
جريدة المدينة