عرض مشاركة واحدة
   
قديم 11-12-2009, 02:03 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف الألعاب العالمية

الصورة الرمزية المبدع

إحصائية العضو






المبدع is on a distinguished road

 

المبدع غير متواجد حالياً

 


المنتدى : قوافل الشعر الفصيح
افتراضي مقصورة ابن دريد

سبب تسميتها بمقورة ابن دريد( لأن أخر حرف بها ألف مقصورة )


وهي مئتان وخمسون بيت

ـــ:ــــ:ــــ:ــــ:ــــ:ــــ:ــــ:ــــ:ـــــ:ــــ: ــــ:ــــ:ــــ:ــــ:ــــ:ــــ:ــــ:ـــ:ــــ:ــ



يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا = تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَقـا

إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ =طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى

وَاِشتَعَـلَ المُبيَـضُّ فـي مُسـوَدِّهِ = مِثلَ اِشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضـى

فَكـانَ كَاللَيـلِ البَهيـمِ حَـلَّ فـي = أَرجائِـهِ ضَـوءُ صَبـاحٍ فَاِنجَلـى

وَغاضَ ماءَ شِرَّتـي دَهـرٌ رَمـى = خَواطِرَ القَلـبِ بِتَبريـحِ الجَـوى

وَآضَ رَوضُ اللَهـوِ يَبسـاً ذاوِيـاً = مِن بَعدِ ما قَد كانَ مَجّـاجَ الثَـرى

وَضَـرَّمَ النَـأيُ المُشِـتُّ جَـذوَةً = ما تَأتَلـي تَسفَـعُ أَثنـاءَ الحَشـا

وَاِتَّخَـذَ التَسهيـدُ عَينـي مَألَـفـاً = لَمّا جفـا أَجفانَهـا طَيـفُ الكَـرى

فَـكُـلُّ مــا لاقَيـتُـهُ مُغتَـفَـر = ٌفي جَنبِ ما أَسأَرَهُ شَحـطُ النَـوى

لَو لابَسَ الصَخرَ الأَصَمَّ بَعضُ مـا = يَلقاهُ قَلبي فَـضَّ أَصـلادَ الصَفـا

إِذا ذَوى الغُصنُ الرَطيبُ فَاِعلَمَـن = أَنَّ قُـصـاراهُ نَـفـاذٌ وَتَـــوى

شَجيتُ لا بَـل أَجرَضَتنـي غُصَّـةٌ = عَنودُها أَقتَـلُ لـي مِـنَ الشَجـى

إِن يَحم عَن عَيني البُكـا تَجَلُّـدي = فَالقَلبُ مَوقوفٌ عَلى سُبـلِ البُكـا

لَو كانَـتِ الأَحـلامُ ناجَتنـي بِمـا = أَلقـاهُ يقظـانَ لأَصمانـي الـرَدى

مَنزلةٌ مَـا خِلتهـا يَرضـى بِهـا = لِنَفـسِـهِ ذو أرَبٍ وَلا حِـجــى

شيـمُ سَحـابٍ خُـلَّـبٍ بـارِقُـهُ = وَمَوقِـفٌ بَيـنَ اِرتِجـاءٍ وَمُـنـى

فـي كُـلِّ يَـومٍ مَنـزِلٌ مُستَوبـلٌ = يَشتَفُّ مـاءَ مُهجَتـي أَو مُجتَـوى

ما خِلتُ أَنَّ الدَهـرَ يُثنينـي عَلـى = ضَرّاءَ لا يَرضى بِها ضَبُّ الكُـدى

أُرَمِّقُ العَيشَ عَلـى بَـرصٍ فَـإِن = رُمتُ اِرتِشافاً رُمتُ صَعبَ المُنتَهى

أَراجِعٌ لـي الدَهـرُ حَـولاً كامِـلاً = إِلـى الَّـذي عَـوَّدَ أَم لا يُرتَجـى

يا دَهرُ إِن لَم تَـكُ عُتبـى فَاِتَّئِـد = فَـإِنَّ إِروادَكَ وَالعُتـبـى سَــوا

رَفِّـه عَلَـيَّ طالَـمـا أَنصَبتَـنـي = وَاِستَبقِ بَعضَ ماءِ غُصنٍ مُلتَحـى

لا تَحسبَن يـا دَهـرُ أَنّـي جـازِعٌ = لِنَكبَـةٍ تُعرِقُنـي عـرقَ الـمُـدى

مارَستُ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِـن = جَوانِـبِ الجَـوِّ عَلَيـهِ مـا شَكـا

وَعَدَّ لَـو كانَـت لَـهُ الدُنيـا بِمـافيها = فَزالَـت عَنـهُ دُنيـاهُ سـوا

لَكِنَّـهـا نَفـثَـةَ مَـصــدورٍ إِذا = جاشَ لُغـامٌ مِـن نَواحيهـا عمـى

رَضيتُ قَسراً وَعَلى القسرِ رِضـى = مَن كانَ ذا سُخطٍ عَلى صرفِ القضا

إِنَّ الجَديدَيـنِ إِذا مـا اِستَولَـيـا = عَلـى جَـديـدٍ أَدنـيـاهُ لِلبِـلـى

مـا كُنـتُ أَدري وَالزَمـانُ مولَـعٌ = بِشَـتِّ مَلمـومٍ وَتَنكيـثِ قُــوى

أَنَّ القَضـاءَ قاذِفـي فـي هُــوَّةٍ = لا تَستَبِلُّ نَفس مَـن فيهـا هـوى

فَـإِن عَثـرتُ بَعدَهـا إِن وَأَلَــت = نَفسِيَ مِـن هاتـا فَقـولا لا لعـا

وَإِن تَكُـن مُدَّتُـهـا مَوصـولَـةً = بِالحَتفِ سَلَّطتُ الأُسا عَلى الأَسـى

إِنَّ اِمرأَ القَيسِ جَرى إِلـى مَـدى = فَاِعتاقَـهُ حِمـامُـهُ دونَ الـمَـدى

وَخامَرَت نَفسُ أَبي الجَبرِ الجَـوى = حَتّى حَواهُ الحَتفُ فيمَن قَد حَـوى

وَاِبنُ الأَشَجِّ القَيـلُ سـاقَ نَفسَـهُ = إلى الرَدى حِذارَ إِشمـاتِ العِـدى

وَاِختَرَمَ الوَضّاحَ مِـن دونِ الَّتـي = أَمَّلَهـا سَيـفُ الحِمـامِ المُنتَضـى

وَقَـد سَمـا قَبلـي يَزيـدٌ طالِبـاً = شَأوَ العُلى فَمـا وَهـى وَلا وَنـى

فَاِعتَرَضَـت دونَ الَّـذي رامَ وَقَـد = جَـدَّ بِـهِ الجِـدُّ اللُهَيـمُ الأُرَبـى

هَل أَنا بِدعٌ مِـن عَرانيـن عُلـىً = جارَ عَلَيهِم صَرفُ دَهـرٍ وَاِعتَـدى

فَـإِن أَنالَتنـي المَقاديـرُ الَّــذي = أَكيـدُهُ لَـم آلُ فـي رَأبِ الـثَـأى

وَقَد سَمـا عَمـرٌو إِلـى أَوتـارِهِ = فَاِحتَطَّ مِنها كُـلَّ عالـي المُستَمـى

فَاِستَنزَلَ الزَبّاءَ قَسراً وَهـيَ مِـن = عُقابِ لَوحِ الجَـوِّ أَعلـى مُنتَمـى

وَسَيـفٌ اِستَعلَـت بِــهِ هِمَّـتُـهُ = حَتّى رَمى أَبعَـدَ شَـأوِ المُرتَمـى

فَجَـرَّعَ الأُحبـوشَ سُمّـاً ناقِـعـاً = وَاِحتَلَّ مِن غمدانَ مِحرابَ الدُمـى

ثُـمَّ اِبـنُ هِنـدٍ باشَـرَت نيرانُـهُ = يَـومَ أُوارات تَميـمـاً بِالصـلـى

ما اِعتَنَّ لي يَأسٌ يُناجـي هِمَّتـي = إِلّا تَـحَـدّاهُ رَجــاءٌ فَاِكـتَـمـى

أَلِـيَّـةً بِاليَعـمُـلاتِ يَـرتَـمـي = بِها النجـاءُ بَيـنَ أَجـوازِ الفَـلا

خـوصٌ كَأَشبـاحِ الحَنايـا ضُمَّـر= يَرعَفنَ بِالأَمشاجِ مِن جَذبِ البُـرى

يَرسُبنَ في بَحرِ الدُجى وَبِالضحـى = يَطفـونَ فـي الآلِ إِذا الآلُ طَـفـا

أَخفافُهُنَّ مِـن حَفـاً وَمِـن وَجـى = مَرثومَةٌ تَخضبُ مُبيَـضَّ الحَصـى

يَحمِلـنَ كُـلَّ شاحِـبٍ مُحقَوقـف = ٍمِن طولِ تـدآبِ الغُـدُوِّ وَالسُـرى

بَرٍّ بَرى طـولُ الطَـوى جُثمانَـهُ = فَهوَ كَقَـدحِ النَبـعِ مَحنِـيُّ القَـرا

يَنوي الَّتـي فَضَّلَهـا ربُّ العُلـى = لَمّـا دَحـا تُربَتَهـا عَلـى البُنـى

حَتّـى إِذا قابَلَـهـا اِستَعـبَـرَلا = يَملِكُ دَمعَ العَينِ مِن حَيـثُ جَـرى

فَأوجَـبَ الحَـجَّ وثَنّـى عـمـرةً = مِن بَعدِ مـا عَـجَّ وَلَبّـى وَدَعـا

ثُمَّـتَ طـافَ وَاِنثَنـى مُستَلِـمـاً = ثُمَّـتَ جـاءَ المَروَتَيـنِ فَسَـعـى

ثُمَّـتَ راحَ فـي المُلَبّيـنَ إِلــى = حَيـثُ تَحَجّـى المَأزمـانِ وَمِنـى

ثُمَّ أَتـى التَعريـفَ يَقـرو مُخبِتـاً = مَواقِـفـاً بَـيـنَ أُلالٍ فَالـنَـقـا

ثُـمَّ أَتـى المَشعَـرَ يَدعـو رَبَّـهُ = تَضَرُّعـاً وَخُفيَـةً حَتّـى هَـمـى

وَاِستَأنَفَ السَبـعَ وَسَبعـاً بَعدَهـا = وَالسبعَ ما بَينَ العِقابِ وَالصُـوى

وَراحَ لِلتَوديـعِ فيمَـن راحَ قَــد = أَحرَزَ أَجـراً وَقَلـى هُجـرَ اللغـا

بَذاكَ أَم بِالخَيـلِ تَعـدو المَرطـى = ناشِـزَةً أَكتادهـا قُــبَّ الكُـلـى

شُعثاً تَعـادى كَسَراحيـنِ الغَضـا = مَيـلَ الحَماليـقِ يُباريـنَ الشَبـا

يَحمِلـنَ كُـلّ شـمَّـرِيٍّ بـاسِـلٍ = شَهمِ الجَنانِ خائِضٍ غَمرَ الوَغـى

يَغشى صَلـى المَـوتِ بِحَدَّيـهِ إِذا = كانَ لَظى المَوت كَريـهَ المُصطَلـى

لَو مُثِّـلَ الحَتـفُ لَـهُ قِرنـاً لَمـا = صَدَّتـهُ عَنـهُ هَيبَـةٌ وَلا اِنثَنـى

وَلَو حَمى المقـدارُ عَنـهُ مُهجَـةً = لَرامَهـا أَو يَستَبيـحَ مـا حَمـى

تَغـدو المَنايـا طائِعـاتٍ أَمــرَهُ = تَرضى الَّذي يَرضى وَتَأبى ما أَبى

بَل قَسَماً بِالشُمِّ مِـن يَعـرُبَ هَـل = لِمُقسـمٍ مِـن بَعـدِ هَـذا مُنتَهـى

هُمُ الأُلى إِن فاخَـروا قـال العُلـى: = بِفي اِمرِئٍ فاخَرَكُم عَفـرُ البَـرى

هُمُ الأُلى أَجـرَوا يَنابيـعَ النَـدى = هامِيـةً لِمَـن عَـرى أَو اِعتَفـى

هُمُ الَّذيـنَ دَوَّخـوا مَـنِ اِنتَخـى = وَقَوَّموا مـن صَعَـر وَمَـن صَغـا

هُمُ الَّذينَ جَرَّعوا مَـن مـا حلـوا = أَفـاوِقَ الضَيـمِ مُمـرّاتِ الحُسـا

أَزالُ حَشـوَ نَـثـرَةٍ مَوضـونَـةٍ = حَتّى أُوارى بَيـنَ أَثنـاءِ الجُثـى

وَصاحِبـايَ صَـرِمٌ فـي مَتـنِـهِ = مِثل مَدَبِّ النَملِ يَعلو فـي الرُبـى

أَبيَـضُ كَالمِـلـحِ إِذا اِنتَضَيـتَـهُ = لَـم يَلـقَ شَيئـاً حَـدُّهُ إِلّا فَـرى

كَـأَنَّ بَـيـنَ عَـيـرِهِ وَغَـربِـهِ = مُفتَـأَداً تَأَكَّلَـت فـيـهِ الـجُـذى

يُري المَنونَ حيـنَ تَقفـو إِثـرَهُ = في ظُلَـمِ الأَكبـادِ سُبـلاً لا تُـرى

إِذا هَـوى فـي جُثَّـةٍ غـادَرَهـا = مِن بَعدِ ما كانَت خَساً وَهـيَ زكـا

وَمُشرِفُ الأَقطـارِ خـاظٍ نَحضُـهُ = حابي القُصَيرى جرشَعٌ عَردُ النَسا

قَريبُ مـا بَيـنَ القَطـاةِ وَالمطـا = بَعيدُ مـا بَيـنَ القَـذالِ وَالصَـلا

سامي التَليـلِ فـي دَسيـعٍ مُفعَـمٍ = رَحبُ الذراعِ في أَمينـاتِ العُجـى

رُكِّبـنَ فـي حَـواشِـب مُكتَـنَّـةٍ = إِلى نُسورٍ مِثـلَ مَلفـوظِ النَـوى

يَرضَخُ بِالبيدِ الحَصى فَـإِن رَقـى = إِلى الرُبى أَورى بِها نـارَ الحبـى

يُديـرُ إِعليطَيـنِ فـي مَلمـومَـةٍ = إِلـى لَموحَيـنِ بِأَلحـاظِ الــلأى

مُداخـلُ الخَلـقِ رَحيـبٌ شَجـرُهُ = مُخلَولِـقُ الصَهـوَةِ مَمسـودٌ وَأى

لا صَـكَـكٌ يشيـنُـهُ وَلا فَـجـا = وَلا دَخيـسٌ واهِـنٌ وَلا شَـظـى

يَجري فَتَكبو الريـحُ فـي غاياتِـهِ = حَسـرى تَلـوذُ بِجَراثيـمِ السَحـا

لَوِ اِعتَسَفتَ الأَرضَ فَـوقَ مَتنِـهِ = يَجوبُها ما خِفت أَن يَشكو الوَجـى

تَظُنُّـهُ وَهـوَ يُــرى مُحتَجِـبـاً = عَـنِ العُيـونِ إِن ذَأى وَإِن رَدى

إِذا اِجتَهَـدتَ نَظَـراً فـي إِثــرِهِ = قُلتَ سَناً أَومَـضَ أَو بَـرقٌ خَفـا

كَأَنَّمـا الجَـوزاءُ فـي أَرساغِـهِ = وَالنَجـم فـي جَبهَتِـهِ إِذا بَــدا

هُما عتـادي الكافِيـانِ فَقـدَ مَـن = أَعدَدتُهُ فَليَنـأَ عَنّـي مَـن نَـأى

فَـإِن سَمِعـت بِرَحـىً مَنصوبَـة = لِلحَربِ فَاِعلَم أَنَّني قُطـبُ الرَحـى

وَإِن رَأَيـتَ نـارَ حَـربٍ تَلتَظـي = فَاِعلَم بِأَنّـي مُسعِـرٌ ذاكَ اللَظـى

خَيرُ النُفـوسِ السائِـلاتُ جَهـرَةً = عَلـى ظُبـاتِ المُرهَفـاتِ وَالقَنـا

إِنَّ العِـراقَ لَـم أُفـارِق أَهـلَـهُ = عَـن شَنَـآنٍ صَدَّنـي وَلا قِـلـى

وَلا اِطَّبـى عَينـيَّ مُـذ فارَقتُهُـم = شَيءٌ يَروقُ الطَرفَ مِن هَذا الوَرى

هُم الشَناخيـبُ المُنيفـاتُ الـذُرى = وَالناسُ أَدحـالٌ سِواهُـم وَهـوى

هُـمُ البُحـورُ زاخِــرٌ آذِيُّـهـا = وَالناسُ ضَحضاحٌ ثِغـابٌ وَأَضـى

إِن كُنتُ أَبصَرتُ لَهُم مِـن بَعدِهِـم = مِثلاً فَأَغضَيتُ عَلى وَخـزِ السَفـا

حاشـا الأَميرَيـنِ الَّلذيـنِ أَوفَـدا = عَلَيَّ ظِـلّاً مِـن نَعيـمٍ قَـد ضَفـا

هُمـا اللَـذانِ أَثبَتـا لـي أَمــلاً = قَد وَقَفَ اليَـأسُ بِـهِ عَلـى شَفـا

تَلافَيـا العَيـشَ الَّــذي رَنَّـقَـهُ = صَرفُ الزَمانِ فَاِستَسـاغَ وَصفـا

وَأَجرَيا مـاءَ الحَيـا لـي رَغَـدا = فَاِهتَزَّ غُصنـي بَعدَمـا كـانَ ذوى

هُمـا اللَـذانِ سَمَـوا بِنـاظِـري = مِن بَعدِ إِغضائي عَلى لَذعِ القَـذى

هُمـا اللَـذانِ عَمَّـرا لـي جانِبـاً = مِنَ الرَجاءِ كـانَ قِدمـاً قَـد عَفـا

وَقَلَّدانـي مِـنَّـةً لَــو قُـرِنَـت: = بِشُكرِ أَهلِ الأَرضِ عَنِّي مـا وَفـى

بِالعُشرِ مِن مِعشارِها وَكـانَ كَـالـ = حَسوَةِ فـي آذِيِّ بَحـرٍ قَـد طَمـا

إِنَّ اِبنَ ميكـالَ الأَميـر اِنتاشَنـي = مِن بَعدِما قَد كُنتُ كَالشَـيءِ اللقـى

وَمَدَّ ضَبعـي أَبـو العَبّـاسِ مِـن = بَعدِ اِنقِباضِ الذَرعِ وَالباعِ الـوَزى

ذاكَ الَّذي مـا زالَ يَسمـو لِلعُلـى = بِفِعلِهِ حَتّـى عَـلا فَـوقَ العُلـى

لَـو كـانَ يَرقـى أَحَـدٌ بِجـودِهِ = وَمَجـدِهِ إِلـى السَمـاءِ لاِرتَقـى

ما إِن أَتـى بَحـرَ نَـداهُ مُعتَـفٍ = عَلـى أُوارى علـمٍ إِلّا اِرتَــوى

نَفسـي الفِـداءُ لِأَميـرَيَّ وَمَــن = تَحـتَ السَمـاءِ لِأَميـرَيَّ الفِـدى

لا زالَ شُكـري لَهُمـا مُـواصِـلاً = لَفظي أَو يَعتاقَني صَـرفُ المنـى

إِنَّ الأُلى فارَقتُ مِـن غَيـرِ قِلـىً = مـا زاغَ قَلبـي عَنهُـمُ ولا هَفـا

لَكِـنَّ لـي عَزمـاً إِذا اِمتَطَيـتُـهُ = لِمُبهَـمِ الخَطـبِ فَـآه فَاِنـفَـأى

وَلَو أَشـاءُ ضَـمَّ قُطرَيـهِ الصِبـا = عَلَـيَّ فـي ظِلّـي نَعيـمٍ وَغِنـى

وَلاعَبَتـنـي غــادَةٌ وَهنـانَـةٌ = تُضني وَفي ترشافِها بُرءُ الضَنـى

تَفري بِسَيفِ لَحظِهـا إِن نَظَـرَت = نَظرَةَ غَضبى مِنك أَثنـاءَ الحَشـا

في خَدِّها رَوضٌ مِنَ الوَردِ عَلى الـ = ننسرينِ بِالأَلحـاظِ مِنهـا يُجتَنـى

لَو ناجَـتِ الأَعصَـمَ لاِنحَـطَّ لَهـا = طَوعَ القِيادِ مِن شَماريـخِ الـذُرى

أَو صابَتِ القانِـتَ فـي مُخلَولِـقٍ = مُستَصعَبِ المَسلَكِ وَعرِ المُرتَقـى

أَلهـاهُ عَـن تَسبيحِـهِ وَديـنِـهِ = تَأنيسُهـا حَتّـى تَـراهُ قَـد صَبـا

كَأَنَّمـا الصَهبـاءُ مَقطـوبٌ بِهـا = ماءُ جَنـى وَردٍ إِذا اللَيـلُ عَسـا

يَمتاحُـهُ راشِـفُ بَـردِ ريقِـهـا = بَينَ بَياضِ الظَلـمِ مِنهـا وَاللمـى

سَقـى العَقيـقَ فَالحَزيـزَ فَالمَـلا = إِلـى النُحَيـتِ فَالقُرَيّـاتِ الدُنـى

فَالمِربد الأَعلى الَّـذي تَلقـى بِـه = ِمَصـارِعَ الأُسـدِ بِأَلحـاظِ المَهـا

مَحَـلَّ كُـلِّ مُقـرِمٍ سَمَـت بِــهِ = مَآثِـرُ الآبـاءِ فـي فَـرعِ العُلـى

مِنَ الأُلـى جَوهَرُهُـم إِذا اِعتَـزَوا = مِن جَوهَرٍ مِنهُ النَبِـيُّ المُصطَفـى

صَلّى عَلَيهِ اللَهُ مـا جَـنَّ الدُجـى = وَما جَرَت في فَلَكٍ شَمسُ الضُحـى

جَـونٌ أَعارَتـهُ الجَنـوبُ جانِبـاً = مِنها وَواصَت صَوبَهُ يَـدُ الصَبـا

نَـأى يَمانِيّـاً فَلَـمّـا اِنتَـشَـرَت = أَحضانُـهُ وَاِمتَـدّ كِسـراهُ غَطـا

فَجَلَّـلَ الأُفــقَ فَـكُـلُّ جـانِـبٍ = مِنها كَأَن مِن قطرِهِ المُـزنُ حَيـا

إِذا خَبَـت بُروقُـهُ عَنَّـت لَـهـا = ريحُ الصَبا تشبُّ مِنهـا مـا خَبـا

وَإِن وَنَـت رُعـودُهُ حَـدا بِـهـا = راعي الجَنوبِ فَحَـدَت كَمـا حَـدا

كَـأَنَّ فـي أَحضـانِـهِ وَبَـركِـهِ = بَركاً تَداعى بَيـنَ سَجـرٍ وَوَحـى

لَـم تـرَ كَالمُـزنِ سَوامـاً بُهَّـلاً = تَحسَبُهـا مَرعِيَّـةً وَهـيَ سُـدى

فَطَـبَّـقَ الأَرضَ فَـكُـلُّ بُقـعَـةٍ = مِنها تَقولُ الغَيثُ في هاتـا ثَـوى

يَقولُ لِلأَجـرازِ لَمّـا اِستَوسَقَـت = بِسَوقِـهِ ثِقـي بِــرِيٍّ وَحَـيـا

فَأَوسَعَ الأَحـدابَ سَيبـاً مُحسِبـاً = وَطَبَّقَ البُطنـانَ بِالمـاءِ الـرِوى

كَأَنَّمـا البَيـداءُ غِــبَّ صَـوبِـهِ = بَحـرٌ طَمـى تَيّـارُهُ ثُـمَّ سَـجـا

ذاكَ الجدا لا زالَ مَخصوصـاً بِـه = ِقَومٌ هُـمُ لِـلأَرضِ غَيـثٌ وَجَـدا

لَسـتُ إِذا مـا بَهَظَتنـي غَمـرَةٌ = مِمَّن يَقـولُ بَلَـغَ السَيـلُ الزُبـى

وَإِن ثَوَت بيـنَ ضُلوعـي زَفـرَةٌ = تَملأُ ما بَينَ الرَجـا إِلـى الرَجـا

نَهنَهتُهـا مَكظومَـةً حَتّـى يُـرى = مَخضَوضِعاً مِنها الَّذي كـانَ طَغـا

وَلا أَقـولُ إِن عَرَتـنـي نَكـبَـةٌ = قَولَ القَنوطِ اِنقَدَّ في الجوفِ السَلى

قَد مارَسَت مِنّي الخُطـوبُ مارِسـاً = يُسـاوِرُ الهَـولَ إِذا الهَـولُ عَـلا

لِـيَ اِلتِـواءُ إِن مُعـادِيَّ اِلتَـوى = وَلي اِستِواءٌ إِن مُوالِـيَّ اِستَـوى

طَعمـي الشَـريُّ لِلعَـدُوِّ تــارَةً = وَالراحُ وَالأَريُ لِمَن وُدّي اِبتَغـى

لدنٌ إِذا لويِنـتُ سَهـلٌ معطفـي = أَلوى إِذا خوشِنتُ مَرهوب الشَـذا

يَعتَصِـمُ الحِلـمُ بِجَنبَـي حَبوَتـي = إِذا رِياحُ الطَيشِ طـارَت بِالحُبـى

لا يَطَّبيـنـي طَـمَـعٌ مُـدَنّـسٌ = إِذا اِستَمـالَ طَـمَـعٌ أَوِ اِطَّـبـى

وَقَد عَلَـت بـي رُتَبـاً تَجارِبـي = أَشفَينَ بي مِنها عَلى سُبلِ النُهـى

إِذا اِمـرُؤٌ خيـفَ لِإِفـراطِ الأَذى = لَـم يُخـشَ مِنّـي نَـزَقٌ وَلا أَذى

مِن غَيرِ ما وَهنٍ وَلَكِنّـي اِمـرُؤ = ٌأَصونُ عِرضاً لَم يُدَنِّسـهُ الطَخـا

وَصَونُ عِرضِ المَرءِ أَن يَبذُلَ مـا = ضَنَّ بِـهِ مِمّـا حَـواهُ وَاِنتَصـى

وَالحَمدُ خَيـرُ مـا اِتَّخَـذتَ عـدَّةً = وَأَنفَسُ الأَذخارِ مِـن بَعـدِ التُقـى

وَكُـلُّ قَـرنٍ ناجِـمٍ فـي زَمَــنٍ = فَهـوَ شَبيـهُ زَمَـنٍ فيـهِ بَــدا

وَالنـاسُ كَالنَبـتِ فَمِنهُـم رائِـعٌ = غَضٌّ نَضيرٌ عـودهُ مُـرُّ الجَنـى

وَمِنـهُ مـا تَقتَحِـمُ العَيـنُ فَـإِن = ذُقتَ جَناهُ اِنساغَ عَذبـاً فـي اللها

يُقَـوَّمُ الشـارِخُ مِـن زَيغـانِـهِ = فَيَستَوي ما اِنعاجَ مِنـهُ وَاِنحَنـى

وَالشَيـخُ إِن قَوَّمتَـهُ مِـن زَيغِـهِ = لَم يُقِمِ التَثقيفُ مِنـهُ مـا اِلتَـوى

كَذَلِـكَ الغُصـنُ يَسيـرٌ عطـفُـهُ = لَدنـاً شَديـدٌ غَمـزُهُ إِذا عَـسـا

مَن ظَلَمَ النـاسَ تَحامَـوا ظُلمَـهُ = وَعَـزَّ عَنهُـم جانِبـاهُ وَاِحتَمـى

وَهُـم لِمَـن لانَ لَهُـم جانِـبُـهُ = أَظلَمُ مِـن حَيّـاتِ أَنبـاثِ السَفـا

وَالناسُ كُـلّاً إِن فَحَصـتَ عَنهُـم = جَميـعَ أَقطـارِ البِـلادِ وَالقُـرى

عَبيدُ ذي المالِ وَإِن لَـم يَطمَعـوا = مِن غَمرِهِ في جَرعَةٍ تَشفي الصَدى

وَهُـم لِمَـن أَملَـقَ أَعـداءٌ وَإِن = شارَكَهُـم فيهـا أَفـادَ وَحَــوى

عاجَمتُ أَيّامي وَمـا الغِـرُّ كَمَـن = تَـأَزّرَ الدَهـرُ عَلَيـهِ وَاِرتَــدى

لا يَنفَـعُ اللُـبُّ بِـلا جَــدٍّ وَلا = يَحُطُّـكَ الجَهـلُ إِذا الجَـدُّ عَـلا

مَـن لَـم تُفِـدهُ عِبَـراً أَيّـامُـهُ = كانَ العَمى أَولى بِهِ مِـن الهُـدى

من لَم يَعِظهُ الدَهرُ لَم يَنفَعـهُ مـا = راح بِهِ الواعِـظُ يَومـاً أَو غَـدا

مَن قاسَ ما لَم يَـرَهُ بِمـا يـرى = أَراهُ مـا يَدنـو إِلَيـهِ مـا نَـأى

مَن مَلَّكَ الحِرصَ القِيادَ لَـم يَـزَل = يَكرَعُ في ماءٍ مِـنَ الـذُلِّ صَـرى

مَن عارَضَ الأَطماعَ بِاليَأسِ دَنَـت = إِلَيهِ عَينُ العِزِّ مِـن حَيـثُ رَنـا

مَن عَطَفَ النَفسَ عَلى مَكروهِهـا = كانَ الغِنى قَرينَـهُ حَيـثُ اِنتَـوى

مَن لَم يَقِف عِنـدَ اِنتِهـاءِ قَـدرِهِ = تَقاصَرَت عَنـهُ فَسيحـاتُ الخُطـا

مَن ضَيَّعَ الحَـزمَ جَنـى لِنَفسِـهِ = نَدامَـةً أَلـذَعَ مِـن سَفـع الذكـا

مَن ناطَ بِالعُجـبِ عُـرى أَخلاقِـهِ = نيطَت عُرى المَقتِ إِلى تِلكِ العُرى

مَن طالَ فَـوقَ مُنتَهـى بَسطَتِـهِ = أَعجَزَهُ نَيلُ الدُنـى بَلـه القُصـا

مَن رامَ مـا يَعجـزُ عَنـهُ طَوقُـهُ = م العِبءِ يَوماً آضَ مَجزولَ المَطـا

وَالنـاسُ أَلـفٌ مِنهُـمُ كَـواحِـدٍ = وَواحِـدٌ كَالأَلـفِ إِن أَمـرٌ عَنـا

وَلِلفَتـى مِـن مالِـهِ مـا قَدَّمَـت = يَداهُ قَبـلَ مَوتِـهِ لا مـا اِقتَنـى

وَإِنَّمـا المَـرءُ حَـديـثٌ بَـعـدَهُ = فَكُن حَديثـاً حَسَنـاً لِمَـن وَعـى

إِنّي حَلَبتُ الدَهـرَ شَطرَيـهِ فَقَـد = أَمَـرَّ لـي حينـا وَأَحيانـاً حَـلا

وَفُـرَّ عَـن تَجرِبَـةٍ نابـي فَقُـل = في بازِلٍ راضَ الخُطوبَ وَاِمتَطـى

وَالنـاسُ لِلدهـرِ خَلـىً يلسُّهُـم = وَقَلَّما يَبقى عَلـى اللَـسِّ الخَـلا

عَجِبتُ مِن مُستَيقِـنٍ أَنَّ الـرَدى = إِذا أَتـاهُ لا يُــداوى بِالـرُقـى

وَهـوَ مِـنَ الغَفلَـةِ فـي أَهويـةٍ = كَخابِـطٍ بَيـنَ ظَـلامٍ وَعَـشـى

نَحـنُ وَلا كُفـران لِـلَّـهِ كَـمـا = قَد قيلَ لِلسـارِبِ أَخلـي فَاِرتَعـى

إِذا أَحَــسَّ نَـبـأَةً ريــعَ وَإِن = تَطامَنَـت عَنـهُ تَمـادى وَلَـهـا

كَثلَّـةٍ ريعَـت لِلَيـثٍ فَـاِنـزَوَت = حَتّى إِذا غابَ اِطمَأَنَّت إِن مَضـى

نُهـالُ لِلأَمـرِ الَّـذي يَروعُـنـا = وَنَرتَعي فـي غَفلَـةٍ إِذا اِنقَضـى

إِنَّ الشَقـاءَ بِالشَـقِـيِّ مـولَـعٌ = لا يَملِـكُ الـرَدَّ لَــهُ إِذا أَتــى

وَالـلَـومُ لِلـحُـرِّ مُقـيـمٌ رادِعٌ = وَالعَبـدُ لا تَردَعُـهُ إِلّا العَـصـا

وَآفَةُ العَقـلِ الهَـوى فَمَـن عَـلا = عَلـى هَـواهُ عَقلُـهُ فَقَـد نَجـا

كَـم مِـن أَخٍ مَسخوطَـةٍ أَخلاقُـهُ = أَصفَيتُـهُ الـوُدَّ لِخُلـقٍ مُرتَضـى

إِذا بَلَوتَ السَيـفَ مَحمـوداً فَـلا = تَذمُمهُ يَومـاً أَن تَـراهُ قَـد نَبـا

وَالطِرفُ يَجتـازُ المَـدى وَرُبَّمـا = عَـنَّ لِمَـعـداهُ عِـثـارٌ فَكَـبـا

مَن لَكَ بِالمُهَـذَّبِ النَـدبِ الَّـذي = لا يَجِـدُ العَيـبُ إِلَيـهِ مُختَـطـى

إِذا تَصَفَّحـتَ أُمـورَ النـاسِ لَـم = تُلفِ اِمرءاً حازَ الكَمـالَ فَاِكتَفـى

عَوِّل عَلى الصَبـرِ الجَميـلِ إِنَّـهُ = أَمنَعُ مـا لاذَ بِـهِ أولـو الحِجـا

وَعَطِّفِ النَفسَ عَلى سُبـلِ الأَسـا = إذا اِستَفَزَّ القَلبَ تَبريـحُ الجَـوى

والدَهـرُ يَكبـو بِالفَتـى وَتـارَةً = يُنهِضُـهُ مِـن عَثـرَةٍ إِذا كَـبـا

لا تَعجَبن مِن هالِكٍ كيـفَ هَـوى = بَل فَاِعجبَن مِن سالِمٍ كَيـفَ نَجـا

إِنَّ نُجـومَ المَجـدِ أَمسَـت أُفَّـلاً = وَظِلُّهُ القالِـصُ أَضحـى قَـد أَزى

إِلّا بَقايـا مِـن أُنــاسٍ بِـهِـمُإ = ِلـى سَبيـلِ المَكرُمـاتِ يُقتَـدى

إِذا الأَحاديـثُ اقتَضَـت أَنباءَهُـم = كانَت كَنَشرِ الرَوضِ غاداهُ السَدى

لا يَسمَعُ السامِـعُ فـي مَجلِسِهِـم = هجـراً إِذا جالَسَـهُـم وَلا خَـنـا

ما أَنعَـمَ العيشَـةَ لَـو أَنَّ الفَتـى = يَقبَلُ مِنـهُ مَوتُـهُ أَسنـى الرُشـا

أَو لَـو تَحَلّـى بِالشَبـابِ عُمـرَهُ = لَم يَستَلِبهُ الشَيبُ هاتيـكَ الحُلـى

هَيهاتَ مَهمـا يُستَعـر مُستَرجـعٌ = وَفي خُطوبِ الدَهرِ لِلنـاسِ أَسـى

وَفِتيَـةٍ سامَرَهُـم طَيـفُ الكَـرى = فَسامَروا النَومَ وَهُم غيـدُ الطُلـى

وَاللَيـلُ مُلـقٍ بِالمَوامـي بَركَـهُ = وَالعيسُ يَنبُثـنَ أَفاحيـصَ القَطـا

بِحَيـثُ لا تهـدي لِسَمـعٍ نَبـأَةٌ = إِلّا نَئيم البومِ أَو صَـوت الصَـدى

شايَعتُهُم عَلى السُـرى حَتّـى إِذا = مالَت أَداةُ الرَحلِ بِالجِبسِ الـدَوى

قُلـتُ لَهُـم إِنَّ الهُوَينـا غِبُّـهـا = وَهنٌ فَجدّوا تحمَدوا غِبَّ السُـرى

وَموحِـش الأَقطـارِ طـامٍ مـاؤُهُ = مُدَعثَرِ الأَعضـادِ مَهـزومِ الجَبـا

كَأَنَّمـا الريـشُ عَلـى أَرجـائِـهِ = زُرقُ نِصـالٍ أُرهِفَـت لِتُمتَـهـى

وَرَدتُـهُ وَالذِئـبُ يَعـوي حَولَـهُ = مُستَكَّ سمِّ السَمعِ مِن طَولِ الطوى

وَمُنـتـجٍ أُمُّ أَبـيــهِ أُمُّـــهُ = لَم يَتَخَوَّن جِسمَهُ مَـسّ الضـوى

أَفرَشتُـهُ بِنـتَ أَخيـهِ فَاِنثَـنَـت = عَن وَلَدٍ يـورى بِـهِ وَيُشتَـوى

وَمَرقَـبٍ مُخلَـولِـقٍ أَرجــاؤُهُ = مُستَصعَبِ الأَقذافِ وَعرِ المُرتَقـى

وَالشَخصُ في الآلِ يُـرى لِناظِـرٍ= تَرمُقُـهُ حينـاً وَحينـاً لا يُـرى

أوفَيـتُ وَالشَمـسُ تَمُـجُّ ريقَهـا = وَالظِلُّ مِن تَحتِ الحِـذاءِ مُحتَـذى

وَطـارِقٍ يُؤنِـسُـهُ الـذِئـبُ إِذا = تَضَـوَّرَ الذِئـبُ عشـاءً وَعَـوى

آوى إِلـى نـارِيَ وَهـيَ مَألَـفٌ = يَدعو العُفاةَ ضَوؤُها إِلـى القِـرى

لِلَـهِ مـا طَيـفُ خَيـالٍ زائِــر= تَزُفُّـهُ لِلقَلـبِ أَحـلامُ الــرُؤى

يَجـوبُ أَجـوازَ الفَـلا مُحتَقِـرا = ًهَولَ دُجى اللَيلِ إِذا اللَيـلُ اِنبَـرى

سائِلـهُ إِن أَفصَـحَ عَـن أَنبائِـهِ = أَنّى تَسَدّى اللَيلَ أَم أَنّـى اِهتَـدى

أَو كانَ يَدري قَبلَهـا مـا فـارِسٌ = وَمـا مَواميهـا القِفـارُ وَالقـرى

وَسائِلي بِمُزعِجـي عَـن وَطَـنٍ = ما ضـاقَ بـي جَنابُـهُ وَلا نَبـا

قُلتُ القَضاءُ مالِـكٌ أَمـرَ الفَتـى = مِن حَيثُ لا يَدري وَمِن حَيثُ دَرى

لا تَسأَلَنّي وَاِسـأَلِ المِقـدارَ هَـل = يَعـصِـمُ مِـنـهُ وَزَرٌ ومُــدَّرى

لا بُدَّ أَن يَلقى اِمـرُؤٌ مـا خَطَّـهُ = ذو العَرشِ مِمّا هُـوَ لاقٍ وَوَحـى

لا غَـروَ أَن لـجَّ زَمـانٌ جائِـرٌ = فَاِعتَرَقَ العَظـمَ المُمِـخَّ وَاِنتَقـى

فَقَد يُرى القاحِـلُ مُخضَـرّاً وَقَـد = تَلقى أَخا الإِقتارِ يَومـاً قَـد نَمـا

يـا هَؤُلَيّـا هَـل نَشَدتُـنَّ لَـنـا = ثاقِبَةَ البُرقُـعِ عَـن عَينَـي طَـلا

ما أَنصَفَـت أُمُّ الصَبِيَّيـنِ الَّتـي = أَصبَت أَخا الحِلم وَلَمّـا يُصطَبـى

اِستَحيِ بيضـاً بَيـنَ أَفـوادِكَ أَن = يَقتادَكَ البيـضُ اِقتِيـادَ المُهتَـدى

هَيهـاتَ مـا أَشنَـعَ هاتـا زَلَّـةً = أَطَرَبـاً بَعـدَ المَشيـبِ وَالـجَـلا

يا رُبَّ لَيلٍ جَمَعَـت قُطرَيـهِ لـي = بِنـتُ ثَمانيـنَ عَروسـاً تُجتَلـى

لَم يَملِـكِ المـاءُ عَلَيهـا أَمرَهـا = وَلَم يُدَنِّسها الضِـرامُ المُختَضـى

حيناً هِـيَ الـداءُ وَأَحيانـاً بِهـا = مِـن دائِهـا إِذا يَهيـجُ يُشتَفـى

قَد صانَها الخَمّـارُ لَمّـا اِختارَهـا = ضَنّاً بِها عَلـى سِواهـا وَاِختَبـى

فَهِيَ تُرى مِن طولِ عَهدٍ إِن بَـدَت = في كَأسِهـا لِأَعيُـنِ النـاسِ كـلا

كَأَنَّ قرنَ الشَمـسِ فـي ذُرورِهـا = بِفِعلِها في الصَحنِ وَالكَأسِ اِقتَـدى

نازَعتُهـا أَروعَ لا تَسطـو عَلـى = نَديـمِـهِ شِـرَّتـهُ إِذا اِنتَـشـى

كَأَنَّ نَـورَ الـرَوضِ نَظـمُ لَفظِـهِ = مُرتَجِـلاً أَو مُنشِـداً أَو إِن شَـدا

مِن كُلِّ ما نالَ الفَتـى قَـد نِلتُـهُ = وَالمَرءُ يَبقى بَعـدَهُ حُسـنُ الثَنـا

فَـإِن أَمُـت فَقَـد تَناهَـت لَذَّتـي = وَكُلُّ شَـيءٍ بَلَـغَ الحَـدَّ اِنتَهـى

وَإِن أَعِش صاحَبتُ دَهري عالِمـاً = بِما اِنطَوى مِن صَرفِهِ وَما اِنسرى

حاشا لِمـا أَسـأَرَهُ فِـيَّ الحِجـا = وَالحِلـمُ أَن أَنبَـعَ رُوّادَ الخَـنـا

أَو أَن أُرى لِنَكـبَـةٍ مُختَضِـعـاً = أَو لِاِبتِهـاجٍ فَـرِحـاً وَمُـزدَهـى







التوقيع

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
رد مع اقتباس