بعد استنجاد أشقاؤها بفرع الجمعية مكة المكرمة .. "حقوق الإنسان" تمنع زواج طفلة عمرها 11 عاماً
في جلسة صلح أحبطت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان زواج طفلة صغيرة تبلغ من العمر 11 عاما من رجل أربعيني متزوج بعدما استنجد أشقاؤها بالجمعية مطالبين بوقف الزواج الذي يصر عليه والدهم. وأوضح مدير فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة الدكتور حسين الشريف أن "الجمعية عقدت جلسة صلح بين طرفين متنازعين على زواج الطفلة وهي من إحدى الجنسيات العربية.
وأضاف أن الجمعية تلقت شكوى من شقيقي الفتاة الشابين البالغين من العمر 18 و19 عاما وشقيقتها المطلقة يناشدون الحقوق إيقاف زواج شقيقتهم الصغرى البالغة 11 عاما التي تدرس في الصف الخامس الابتدائي، مشيرين إلى أن والدهم المسن البالغ من العمر 65 عاما يرغب في تزويج ابنته الصغرى من أربعيني متزوج وله ستة من الأبناء من أجل حفنة ريالات وسيارة، ولما رفض الأب الانصياع لرغبة أبنائه بإيقاف الزواج قدم الأبناء شكوى ضده إلى حقوق الإنسان.
وقال الشريف إن "الطرفان اجتمعا، وقامت الجمعية بتسوية النزاع، وأخذ تعهد على الأب بالانتظار لحين بلوغ الصغيرة سن الثامنة عشرة".
ووفقا لخبر أعدته الزميلة سامية العيسى نشرته " الوطن" اليوم ذكرت الشقيقة الكبرى أن "أمي لا تخشى على ابنتها من الضياع، وتؤيد والدي في تزويجها دون أن تأخذ العظة من تزوجي في نفس السن، وعودتي إلى بيت أهلي كمطلقة في سن العشرين".
ويرى استشاري الأمراض النفسية ونائب الجمعية السعودية للطب النفسي بجدة الدكتور محمد عبدالله شاوش أن زواج الصغيرات ومثل هذه العلاقات محكوم عليها بالفشل لما تحتويه من آثار سيئة على الطرفين.
وقال إن "كون الزواج وثيقة شرعية هامة لما يتبعها من أحكام وواجبات، فلابد من التوافق بأن يرتبط هذا من ناحية العمر والثقافة والعاطفة, وزواج صغيرة من رجل راشد تجاوز الـ 30 أو الأربعين غالبا ما تنشأ عنه خلافات في العواطف والمشاعر، فالصغيرة مازالت طفلة تحتاج العطف، وزواجها من رجل راشد يجعلها لا تفهم ما المنقوص والمحسوس الذي يفرق بينهما في العمر، فالطفلة ترغب في اللعب أكثر من أي شيء ونقلها من مرحلة الطفولة لمرحلة المسؤولية سيقلب لديها الاندماج، ويحبط رغباتها الطفولية في اكتشاف ما حولها. كما يسلب منها البراءة، وهذا يدخلها في واقع نفسي أليم لعدم مقدرتها على التوافق بين قدرتها المعرفية المحدودة ومسؤولية الزوج الراشد، لأنها لا تفهم إلا الأشياء الملموسة والمحسوسة بعكس الزوج الراشد الذي يفهم هذه المحسوسات.
وأضاف الدكتور شاوش "حتى تطورها الفيسيولوجي لا يتوافق مع وقت الزواج مما يولد لديها كرهاً للرجال والجنس، وكل ما يتعلق من أمور لاحقة لزواج الصغيرات".
وعن تحديد عمر الزواج أشار شاو ش إلى أن العمر المناسب من 18 إلى 20 سنة وهذا يعتمد على تقبل الفتاة لمفهوم الزواج ومسؤولياته.